يواجه إعلان شرق السودان منطقة خالية من الألغام في 2014 صعوبات جمة تتعلق بتناقص الفرق والتمويل، خاصة بعد إيقاف نشاط مكتب الأممالمتحدة لمكافحة الألغام بكسلا، وظلت المنطقة مسرحا لزارعي الألغام منذ العام 1941. وجعلت الصراعات منذ ذلك التاريخ وحتى توقيع اتفاق سلام الشرق في أكتوبر 2006 من شرق السودان مسرحاً للألغام الأرضية ومخلفات الحرب غير المتفجرة. وتعتبر ولايات الشرق الثلاث "كسلا، البحر الأحمر، والقضارف" التي تبلغ مساحتها 323,965 كلم مربع أكثر المناطق تضرراً، حيث إن المتأثر منها 70,8 ألف كلم مربع حسب المسح الأولي والتأشيري بالمنطقة. ويقدر سكان ولايات الشرق بحوالي 3,5 مليون نسمة، المستهدفون منهم بالتوعية بمخاطر الألغام مليونا نسمة بنسبة 57,14% ويقدر عدد ضحايا الألغام بالولايات ب 750 ضحية، المستهدفون منهم بالتأهيل ودمجهم في المجتمع 500 معاق. وتعتبر الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة والمشاكل التي تسببها للمجتمعات المتضررة كارثية على المدى البعيد. مسرح قتال وتتواصل عمليات إزالة الألغام بالولايات الشرقية، بحسب وكالة السودان للأنباء، وفي كسلا اكتسبت أهمية خاصة في عدد من مناطق الولاية، لاسيما محلياتها الطرفية التي كانت مسرحاً للقتال بين القوات الحكومية والحركة الشعبية والمعارضة من جهة أخرى. وخلفت الألغام وراءها مهددات ومخاطر تعيق التنمية، وتدخلت جهات وطنية وأجنبية بعد اتفاق أسمرا لإزالة مخلفات الدمار ومهددات حياة الإنسان والمنطقة بأسرها. وما زالت كسلا رغم الجهود الكبيرة المبذولة ينتظرها الكثير حتى يتم تحقيق إعلان الولاية خالية من الألغام بحلول العام 2014م بينما ما زالت والولاية تعاني من آثار حوادث الألغام المزروعة عشوائياً التي يتعرض لها المواطنون عشوائياً مع وجود حقول لم تتم نظافتها بسبب قلة الاتيام العاملة وقلة الدعم المقدم لعمليات الإزالة في شرق السودان وولاية كسلا تحديداً. ورغم ذلك فإن الوضع بالولاية مطمئن وغالبية الحقول المزروعة بالألغام قريبة من المناطق الحدودية بين السودان وأريتريا وأثيوبيا، ما يعني أن معظم المناطق المناطق القريبة من القرى وإقامة المواطنين تمت نظافتها. أسباب القصور " غالبية الحقول في كسلا تحوي ألغاماً مزدوجة ما يؤثر على الكاسحة، علاوة على كثافة الأشجار الشوكية والحشائش وقلة المعلومات عن الحقول وعدم الدقة فى مكان تواجدها "وتواجه خطة المركز القومي لمكافحة الألغام للعام 2013م بولاية كسلا بعض القصور نسبة لخروج بعد الفرق من الخطة بعد قرار إيقاف نشاط مكتب الأممالمتحدة لمكافحة الألغام بكسلا والاعتماد على فرق الوحدات الوطنية المؤسسة في العام 2010م. ويتطلب الأمر أن تجد فرق الوحدات الوطنية الدعم المادي المناسب الذي يمكنها من زيادة فرقها وتوفير فرق للاستجابة السريعة لتقصي الحقائق حول المناطق إذا كانت مزروعة بالألغام عشوائياً أم بصورة منتظمة بجانب الحاجة لفرق مسح فنية تعمل على تقليل المساحات المزروعة. وكشف اجتماع وفد المركز مع المكتب الفرعي بكسلا عن طبيعة الوضع بالولاية وحجم العمل المنفذ والإنجازات التي تمت في عمليات الإزالة ونظافة حقول الألغام خلال الفترات الماضية بجانب أولويات العمل التي غالباً ما تعطي المناطق التي تشكل خطراً، فضلاً عن التحديات التي تواجه العمل والتي تتمثل في أن غالبية الحقول تحوي ألغاماً مزدوجة ما يؤثر على الكاسحة، علاوة على كثافة الأشجار الشوكية والحشائش وقلة المعلومات عن الحقول وعدم الدقة فى مكان تواجدها. عمل ميداني ونفذ الوفد زيارة ميدانية لأحد الحقول التي تجري فيها عمليات النظافة بمنطقة عد أقلوب بمحلية ريفي كسلا 18 كلم من مدينة كسلا وقف خلالها على سير العمل في نظافة المنطقة الذي أسفر عن وجود 20 لغماً مضاداً للدروع منذ بداية العمل مطلع سبتمبر الماضي في مساحة 800 ألف متر مربع. وزار وفد المركز القومي لمكافحة الألغام ولاية كسلا برئاسة مدير المركز ومدير المشروعات ورفقة مدير مكتب الأممالمتحدة لخدمات الألغام ومدير قسم العمليات بتوجيهات وزير الدفاع. وأصبحت الألغام خاصةً بعد تطويرها قبل حلول القرن العشرين، سلاحاً تستعمله القوات العسكرية والمجموعات المسلحة خاصة بعد الحرب العالمية الثانية. وتهدف برامج مكافحة الألغام إلى تقليل الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الناجمة عن الألغام والقذائف غير المنفجرة، وتشمل الناس والمجتمعات وكيفية تضررهم من جراء التلوث بالألغام الأرضية والمخلفات الحربية ما يمكنهم من العيش بأمان.