أدان قادة سياسيون في ولاية جنوب كردفان، النهج التصعيدي الأخير لمتمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال، في الوقت الذي يجري فيه ترتيب الأوراق من أجل دخول طرفي النزاع لجولة المفاوضات القادمة بأديس أبابا، المحدد لها نهاية فبراير الجاري. وكان متمردو قطاع الشمال شنوا هجوماً صاروخياً على مدينتي كادوقلي وأم بريمبيطة في الولاية، في أعقاب تعليق الجولة الرابعة من المفاوضات بإثيوبيا. وأبدت الحكومة السودانية استعدادها لمواصلة للتفاوض كمنهج لحل الأزمة، واستمرار العمليات العسكرية دفاعاً عن المواطنين الذين باتوا هدفاً لمتمردي الحركة في أنشطتهم العسكرية المختلفة. وقال المتحدث باسم حزب الأمة الإصلاح والتنمية بالولاية بيلو محمد صالح ل "الشروق" إن الحركة الشعبية كلما شعرت بضعف موقفها التفاوضي، تلجأ للضغط عبر قصف المواطنين دون مراعاة لهم، وقلل من جدوى ذلك لما فيه من أثر سالب يقع على المواطن. وأكد أنهم كانوا يتوقعون تعثر المفاوضات لما تبديه الحركة الشعبية من تعنت، لكنه عاد وأكد ثقتهم الكبيرة في كفاءة المفاوضين. عمل عدائي من جهته يرى الجيش السوداني، أن العملية توضع في خانة العمل العدائي ضد الدولة والمواطنين، الأمر الذي دفعه للتعامل بحسم مع أي نشاط للمتمردين، في إشارة إلى الإعداد لانطلاق المرحلة الثانية من العمليات المعلن عنها في جنوب كردفان. وقال قائد الفرقة 14 كادوقلي اللواء عبدالهادي عبدالله ل "الشروق" إنهم في الجيش على كامل استعدادهم وجاهزيتهم للرد الحاسم على المتمردين. وأوضح أن المرحلة الأولى من عمليات الصيف الحاسم الأولى قد انتهت، مشيراً إلى بداية المرحلة الثانية خلال الأيام القليلة القادمة، لحسم التمرد في ولاية جنوب كردفان. من جانبه أوضح والي ولاية جنوب كردفان آدم الفكي، أن الحكومة تنظر إلى الأمر بنظرة لها تفسيرات سياسية وأمنية، وتكشف عن موقف الدولة الدستوري تجاه المواطنين وحمايتهم، والمسؤولية الأخرى باتجاه مواصلة الحوار. وأكد أن المنهج العام للحكومة هو السلام، مشيراً إلى أن الحوار هو الأفضل لحل قضية جنوب جنوب كردفان في إطار الولاية، وليس الإطار الكلي للسودان، وأضاف " لكن هذا لا يمنع الحكومة من القيام بواجبها في الحفاظ على أمن الولاية والبلاد".