أصدر رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، يوم الخميس، مرسوما دستورياً قضى بتعيين المتمرد السابق ديفيد ياو ياو، رئيس حركة جنوب السودان الديمقراطية المعروفة باسم (جناح الكوبرا) رئيساً لإدارة منطقة بيبور الكبرى "أي حاكماً لها". وينتظر أن يتم تعيين وتشكيل الهياكل الإدارية والتنفيذية الجديدة لإدارية البيبور الكبرى في الأيام القادمة، بعد أن أصبحت تتمتع بحكم شبه ذاتي تحت رئاسة الجمهورية. ويأتي ذلك التعيين تنفيذاً لاتفاق السلام الموقع بين مجموعة ديفيد ياو ياو وحكومة جنوب السودان في التاسع من مايو الماضي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وتنص الاتفاقية الموقعة بين الطرفين على تخصيص إدارة منفصلة عن ولاية جونقلي شرقي جنوب السودان تكون تحت إدارة حركة ديفيد ياو ياو، تضم قوميات المورلي التي ينحدر منها ياو ياو نفسه، الأنواك، الجيه والكاشيبو. وتعطي الاتفاقية الإدارية صلاحيات الولاية ويكون رئيسها بمثابة حاكم الولاية من حيث الصلاحيات التنفيذية، على أن تتبع مباشرة لرئاسة الجمهورية بعد أن كانت جزءاً من ولاية جونقلي كبري ولايات جنوب السودان وأكثرها اضطراباً. وبحسب الاتفاق المبرم بين الحكومة وجناح ديفيد ياو ياو، فإنه سيتم تخصيص صندوق مركزي لدعم العملية التنموية بالمنطقة الإدارية. استئناف المفاوضات " وفد رياك مشار رفض المشاركة في التفاوض مع حكومة جوبا عقب توقيع اتفاق لإنهاء الأزمة بين مشار ورئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، في 10 يونيو الماضي بسبب مطالبة المعارضة بضرورة إشراك المجتمع المدني من خارج جوبا " وفي السياق، أعلن ممثل الحركة الشعبية المعارضة في جنوب السودان لدى أديس أبابا، قوي جويل يول، إن وفد المعارضة سيشارك في المفاوضات مع حكومة جنوب السودان التي تستأنف الاثنين المقبل. وأضاف يول أن "مشاركة المعارضة تأتي بعد موافقة وساطة الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا (الإيجاد) إشراك أصحاب المصلحة المختلفة في المفاوضات التي ستبدأ الإثنين المقبل". يذكر أن وفد رياك مشار، النائب السابق للرئيس، رفض المشاركة في التفاوض مع حكومة جوبا عقب توقيع اتفاق لإنهاء الأزمة بين مشار ورئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، في العاشر من يونيو الماضي، بسبب مطالبة المعارضة بضرورة إشراك المجتمع المدني من خارج جوبا. وتشهد دولة جنوب السودان منذ منتصف ديسمبر من العام الماضي، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين تابعين للنائب السابق للرئيس ريك مشار، الذي يتهمه رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت بمحاولة الانقلاب عليه عسكريا، وهو الأمر الذي ينفيه الأول. ومنذ 23 يناير الماضي، ترعى (إيقاد)، برئاسة وزير الخارجية الإثيوبي السابق، وسفيرها الحالي في الصين، سيوم مسفن، مفاوضات في العاصمة الإثيوبية بين حكومة جنوب السودان والمعارضة.