أدانت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيقاد) التي تقود الوساطة بين طرفي الصراع في دولة جنوب السودان، هجوم المتمردين على حاضرة ولاية الوحدة النفطية في جنوب السودان مدينة بانتيو، في حين أعلن الجيش الحكومي استرداد المدينة. وقال مبعوثو وساطة (إيقاد)، في بيان، إن هذه الأحداث جاءت متزامنة مع بداية الدورة الحالية من محادثات السلام في أديس أبابا، وعشية انعقاد اجتماع رؤساء الدول والحكومات. واعتبروا أن القتال في بانتيو وحولها يدل على أن المتمردين لم يتخلوا عن خيار الحرب، وأعربوا عن أسفهم بأن الكارثة الإنسانية ستعرض أنحاء جنوب السودان للخطر جراء هذا العنف. ودعا مبعوثو الإيقاد قوات المعارضة في المتمردين لوقف الأعمال العدائية فوراً، وضبط النفس كما جددوا دعوتهم للأطراف بالتمسك بالتزاماتها، ووضع حد لتجنيد وتعبئة القوات، بما في ذلك الجنود الأطفال، واقتناء الأسلحة والذخيرة، أو أي استفزاز عسكري محتمل. إستعادة المدينة " مجموعة الأزمات الدولية قالت هذا الاسبوع إن مجموعات صغيرة مسلحة منخرطة في النزاع تعد لهجمات كبيرة يمكن أن تتسبب في عمليات نزوح كثيفة للأهالي وفظاعات ومجاعة "من جهته، أكد وزير الدفاع الجنوبي كول مانيانغ، يوم الخميس، أن الجيش صد هجوماً للمتمردين على مدينة بانتيو بعد معارك دامية". وقال مانيانغ "سيطرنا على بانتيو، وسقط قتلى بالتأكيد، وعدد كبير من الجرحى الذين نحاول نقلهم". وأفاد موظف يعمل في مجال المساعدة الإنسانية في قاعدة للأمم المتحدة خارج المدينة، أنه "سمع دوي انفجارات طوال يوم الأربعاء". وقد شهدت هذه المعارك هدوءً نسبياً استمر عدة أشهر في كبرى مدن ولاية الوحدة النفطية "بانتيو"، واندلعت لدى انتهاء فصل الأمطار، مما يسهل استخدام الطرق ويزيد من سهولة تنقل القوات. يذكر أن السيطرة على بانتيو تعددت مراراً منذ بدأ النزاع بين القوات المسلحة الموالية للرئيس سلفا كير وقوات نائبه السابق ومنافسه رياك مشار. وحذر محللون والأمم المتحدة في الآونة الأخيرة طرفي النزاع وحلفاءهما في القبائل المحلية من أي نوايا لتجميع قواتهما مجددا. وقالت مجموعة الأزمات الدولية هذا الاسبوع إن مجموعات صغيرة مسلحة منخرطة في النزاع تعد ل"هجمات كبيرة" يمكن أن تتسبب في عمليات "نزوح كثيفة (للأهالي) وفظاعات ومجاعة". وأضافت أن الهدوء النسبي المسجل في الأشهر الأخيرة أتاح في الواقع للطرفين حيازة مزيد من الأسلحة الثقيلة وتجميع أفضل لقواتهما.