ما الذي يقود خُطى الإنسان.. هذه الخيوط المتشابكة من الأحداث لآلاف البشر والمتداخلة في فوضى تحسب من الاستحالة إيجاد طرف لها.. نشأت الفتاة المعززة المكرمة بين والدين أنجباها في كبر فكانت قبلة أمانيهما خاصة وأن والدها كان مميزاً بين جيله ووسط أهله, (...)
ضحكاته مجلجلة سمعتها وأنا أدلف نحو الدار.. تقدمت نحوي أمي مسرعة وسألتني في رهبة لا تخفى: لماذا تأخرت؟؟ أخبرتها أنه بسبب الدراجة, قالت هامسة: والدك سأل عنك للمرة العاشرة.. قلت في هدوء: هو دائم السؤال عني يا أمي.. خفت أمي وجهزت لي شيئاً من الطعام.. هي (...)
وزعت أمي الأدوار علينا, الأصل "أقمار" والظل التابع أنا, قرارها كان قاطعاً لا يقبل إعادة النظر ناهيك عن المناقشة, شق على والدي أن أضام أرغى وأزبد, نبه أمى كثيراً إلا أنها أطبقت على قرارها المتحيز فما كان أمامي إلا أن أطوي صفحة الأمومة فالمشاعر لا (...)
ستفت الريدة عفشها لم تترك حتى اللدايات بداخل شنطة حديد كبيرة ... صندوق خشبي وجوال خيش .... منزعجة وحزينة جداً كانت ...
ستغادر بيتها .. بل إقليمها بحاله بعد أن أمسكت السماء بمائها فغادرت الحياة ..ألم يقل الرحمن في محكم تنزيله ( وجعلنا من الماء كل شيء (...)
حدثتني أمي عن أمر زواجي.. نبهتني إلى عمري الذي اتجه نحو الثلاثين.. ضحكت قائلاً: (لا يزال الوقت طويلاً أمامي يا أمي).. قالت: (لا).. وكانت على حق، فتجربتها مع والدي جعلتها تصر على رأيها, فقد تأخر والدي في زواجه كثيراً وترملت وهي صغيرة جداً.. كانت في (...)
استقبلت "هادية" مكالمة من "بدوي" موظف الاستقبال: (أهلاً "بدوي", صباح النور.. أيوه.. دفتر الحضور كالعادة) فرد عليها "بدوي": (شكراً يا "هادية" الله يسترها معاك).. أمن زائر الشركة رافعاً يديه (آمين يا رب العالمين).. استغرب "بدوي" من تصرف الزائر فخاطبه (...)
(رجعو).. صرخت في زوجي بغيظ شديد, وكررتها في هستيريا: (قلت ليك رجعو.. ولدك الما عاجبك ده رجعو خليه يبدلوا ليك).. فغر فاه، ولكن لم يتدفق منه حديثه المذل المحبط, بينما انطلق ابنه نحو الحمام.. دارنا يا أهلي لا تعرف السكن ولا السكينة رغم مظهرها الذي يقول (...)
أسدل الليل عباءته السوداء على الكون فاستجاب الجميع.. ارتخت الأجساد وانتظمت الأنفاس في نوم عميق.. مسكين ذلك الذي لا يغمض له جفن ليلاً.. استثناء هو.. فاقد لنعمة النوم والراحة.. يظل ساهراً متقلباً يحاور فراشه متوسلاً لسلطان النوم أن يغشاه.. ولكن (...)
الأميرة ذات السنوات الخمس جلست (متحكرة) وسط سريرها منهمكة في صناعة عقدها, حبات الخرز الكبيرة الملونة هي كل عالم طفولتها, جزلة سعيدة تلتقط حبة من الطبق أمامها تساوي طرف الخيط بين سبابتها والإبهام لإدخاله في الثقب.. تعاود الكرة بعد أن تبلل طرف الخيط (...)
اليوم الجمعة.. جميعنا حضور أنا "سامية" و"ماجدة" و"إلياس".. بالطبع لم يتخل عن تمرين كرة القدم لكنه عاد من بعده مباشرة, ظل والدي "عبد الرحيم" ممسكاً بهاتفه في انتظار مكالمة "فاطمة" أختي ومن أول رنة للهاتف رد عليها: (أهلاً "فاطنة".. أهلاً.. إزيك (...)
قررت "محاسن" أن تمسك بزمام الأمر وفاءً لصديقتها التي رحلت تاركة خلفها طفلة ذات أعوام خمسة وأماً أقعدها المرض.. حاجة "زهرة" والدة "محاسن" أشفقت عليها من ثقل المسؤولية: (يا بتي ما تتسرعي, "زاهية" الله يرحمها كانت قاعدة في بيت أبوها لأنو أمها عيانة (...)
ارتدت "زينب السعيد" روب المحاماة بلونه الأسود الوقور.. لم تقف هذه المرة مدافعة ومرافعة عن فرد واحد، بل عن شريحة من النساء.. جلست الروائية "زينب".. غمست قلمها داخل دواة معاناة حواء السودانية، فتسابقت حروفها وتلاقت كلماتها التي اصطفت سطورها ال(2365) (...)
منافذ الولوج لحكايتي كثيرة متشابكة, فمن أين أدخل؟؟ فحكايتي مع الحياة مثل بيت العنكبوت.. خيوط متداخلة متشابكة، وكلما ظننت أنني نجوت أصطدم من جديد بنسيج يلفني ويقيدني.. إنه صراع مرير وبلا نهاية أو هكذا حسبته.. حسناً سأبدأ بأقوى الخيوط لحظة أن دخل (...)
(يا أبو مروووة).. هكذا صرخت أمي مستنجدة بعد أن فشلت كل محاولاتنا لصد المياه ودحرها عن منزلنا.. جميعنا كان يعمل حتى "أبتسام" الصغيرة كانت تغرف الماء من صحن الدار للخارج.. أشارت أمي أن نسد فجوة الجدار الخارجي ب(المرتبة)، ولكن سرعان ما تسربت المياه من (...)
ازداد "مختار" طولاً وشمخ رأسه عالياً بإعلان السيد ناظر المدرسة أن "الخير" ولده قد أحرز نتيجة باهرة وأنه الأول ليس على مدرسته فحسب بل على المديرية بحالها.. هز "مختار" عكازه الذي لا يفارقه بفخر شديد حتى بانت على (ضراعه) الأيمن سكينه بجرابها الجلدي (...)
(يا سعد الشينة مد إيدك لينا).. هكذا قالت زميلتي وصديقتي "فائزة" ثم رفعت يديها للسماء تستحثها الاستجابة.. كتمت ضحكتي، لكنها تخللت سؤالي: (يا سلام عليك يا فائزة أنا شينة؟ عليك الله وفي ذمتك أنا ما أجمل منك)، ردت: (حقيقة إنك أجمل مني لكن كمان ما سمحة (...)
تغيبت عن الدراسة يوم وصول أبناء عمي "ليلى" و"عبد الماجد"، وفي صبيحة اليوم التالي خرجت لمدرستي ورافقني والدي مترجلاً عن دراجته، كان سعيداً بحضور أبناء شقيقه المرحوم، وجاءت سعادته أن صفحة من التواصل والمودة قد انفتحت، حكى لي يومها والدي عن شقيقة (...)