الرشيد بدوى عبيد من مواليد أمدرمان حى أبوروف ترعرع فى ذلك حيث الخضرة والجمال والوجه الحسن وهو من سليل أسرة النور عنقرة وهو قائد من قواد الإمام المهدى الذى يشار إليه بالبنان ، موهبته قادته إلى التعليق الإذاعى (هنا أمدرمان) فى رحاب الإذاعة السودانية التى قامت بتخريج أجيال من المعلقين الرياضيين منذ زمن طه حمدتو ومحمد الحسن مالك وبدأ مسيرته من هنا أمدرمان فى السبعينات وتحديدًا فى العام 1978م ، اشتهر الرشيد فى الأوساط الرياضية بمقولة (هو والقوون) والتى تميز بها كثيرًا عن أقرانه المعلقين فى السودان وهى محفوظة لدى كل المستمعين الرياضيين إضافة إلى مقولة (المباراة على حسب زمنى أنا انتهت ) ، اختير صاحب التعليق المتميز إلى نهائيات كأس العالم فى العام 1994م والتى استضافته الولاياتالمتحدةالأمريكية بواسطة اتحاد إذاعات الدول العربية. قامت (قوون) بمحاورة الأستاذ الرشيد بدوى عبيد الذى تحدث عن المونديال الذى علق عليه خاصة أنه كان فى مجموعة مدينة اورلاندو الرائعة على حسب حديثه والتى أدهشته كثيرًا وكيف كان المشهد الذى أدهش العالم بعد أن سقط قائم المرمى وتم استبداله بمرمى آخر جديد فى ثوانٍ معدودة ، وذكر على أنه واجهته بعض المشاكل فى المباراة الأولى مثل كيفية استعمال الحاسب الآلى إلا أنه فى المباراة الثانية كانت بالنسبة له اعتيادية خاصة أنه وقع فى مجموعة تضم منتخبين عربيين هما المغرب والسعودية ، كما أشاد بالمعلق السودانى الشاب سوار الذهب الذى يعتبر من المعلقين المتميزين حالياً ويسير بخطى حثيثة ، وأن التعليق فى السودان له مستقبل، حيث يوجد معلقين الان فى الساحة جيدين متسلحين بالعلم والثقافة ، وقال: إن مباراة ايرلنده والمكسيك من أجمل المباريات التى استمتع بها فى مونديال أمريكا. كيف تم اختيارك للتعليق على مباريات كأس العالم بأمريكا ؟ فى الحقيقة الاختيار جاء من اتحاد إذاعات الدول العربية والتى كانت فى تلك الفترة تتميز بإختيار المعلقين المتميزين فى الدول العربية قبل أن تأتى القنوات الحالية التى أصبحت تحتكر المباريات فى كل المنافسات ذات الأهمية القصوى وتم اختيار ثمانية معلقين من ثمانية دول عربية من بينهم كان أيمن جاده ، يوسف سيف ، على سلطان و على حميد ، علقنا على ثمانى مجموعات وتم اختيارى لمجموعة مدينة (اورلاندو) التى كانت تضم المغرب والسعودية ، بلجيكا . هل أندهشت فى تنظيم البطولة العالمية ؟ نعم ، بلاشك فإن التنظيم كان رائعاً بمعنى الكلمة والمدينة التى اختارونى إليها كانت رائعة فالكل هناك يستمتع بالحياة الرغدة ، والشئ الغريب أن أهالى اورلاندو كان اهتمامهم ببطولة كأس العالم قليلاً، حيث كانت اهتماماتهم فى كرة السلة والركبى والرياضات الأخرى ، وأن العالم من حولنا تقدم كثيرًا كروياً وذلك بالنظام الكروى الجيد من قبل الاتحادات التى تدير كرة القدم فى بلادها. هل واجهتك بعض المشاكل فى التعامل مع الحاسب الآلى ؟ فى البداية واجهتنى ولكن بعد ذلك تعودت عليها فقبل أن أذهب إلى المونديال العالمى قمت بالتدرب لمدة أربعة أيام فى مركز القاهرة الدولى ، بعد ذلك ذهبت إلى أمريكا وكانت المباراة الأولى صعبة بالنسبة لى وأنا من المعلقين الإذاعيين وليس التلفزيونيين ، خاصة أن التعليق التلفزيونى يربطك بالمركز فى مدينة (دلس) ويجب عليك أن ترتدى (الهد فون) فى الرأس وهذا لم أتعود عليه طوال مسيرتى الإذاعية وكان المركز يتصل عليك دائماً فحقيقة عانيت كثيرًا فى المباراة الأولى إلا أننى تعودت وقمت بالتعليق على المباريات التى تلتها تعليقاً جيدًا . ماهى الطرائف التى واجهتك؟ هناك طرائف كثيرة كانت فى المونديال أولها أنه قبل دخولنا إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية تم احتجازنا من قبل السلطات فى مطار العاصمة الإيطالية روما وكانت فى ذلك الوقت العلاقات متوترة بين السودان وأمريكا، حيث قامت الطائرة بالتحليق بدوننا وأضطررنا إلى ركوب الطائرة الثانية المتجهة إلى اورلاندو الامريكية وكان موقفاً صعباً للغاية ، كذلك وجدت مدينة اورلاندو جميلة إلا أننى كنت متخوفاً من أجوائها الباردة ودهشت بأن كل مواطنيها يرتدون الشورتات، حيث كانت أجوائها مشابهة للسودان كثيرًا خاصة فى فصل الخريق . ماهى المباراة التى استمتعت بها فى مونديال أمريكا ؟ علقت على عدد من المباريات ولكن استمتعت بمباراة ايرلنده والمكسيك التى كانت فى نيويورك وقدم فيها المنتخبان مباراة رائعة جدًا كان فيها التكتيك والتكنيك موجودًا طوال التسعين دقيقة حيث يلتزم لاعبى الفريقين فى بما يقال لهم من قبل المدراء الفنين للمنتخبين . كنت تهتم فى مباريات المغرب بالتركيز على أحمد بهجت ؟ نعم ، أحمد بهجت من اللاعبين العرب المتميزين الذين شاركوا فى نهائيات كأس العالم بأمريكا وكان وقتها من أبرز اللاعبين فى المنتخب المغربى ممثل العرب فى هذا المونديال فى تلك النسخة وقدم فيها اللاعب مستوًى متميزًا نال به اهتمام كل الأندية الكبيرة العالمية التى شاهدته فى النهائيات . كيف ترى المونديال الحالى ؟ كأس العالم الحالى جيد إلى الان من ناحية الأداء الفنى . هناك عدد كبير من الجمهور متخوف من هزيمة أسبانيا أمام هولنده فى الجولة الأولى لمباريات المونديال كذلك هزيمة المنتخب الانجليزى أمام المنتخب الإيطالى وهذا أن دل إنما يدل على قوة هذا المونديال الذى يرفضه أغلبية الشعب البرازيلى بسبب التدنى الاقتصادى بالبلاد وهو شتان مابين كأس العالم فى أمريكا الذى كان الاهتمام به من قبل الأمريكان ضعيفاً، حيث يهتمون بكرة السلة فقط، وكأس العالم الذى نظمته جنوب أفريقيا كان اهتمام المواطنين بمايجرى خارج المباراة من تسوق للأجانب وهكذا، أما كأس العالم الحالى فالأغلبية فى البرازيل من مواطنين كانت قد طالبت بأن يكون دعم الحكومة لشعبها بالمال الذى صرفته فى تأهيل الاستادات وأن البرازيل الان تمر بضائقة مالية كبيرة وكتبت على اللافتات (ضيوفنا الكرام مرحباً بكم فى البرازيل ولكن عليكم أن لاتمرضوا فلا توجد لدينا مستشفيات ) . متى يصل منتخبنا إلى كأس العالم ؟ ضحك برهة.. وقال: بالمستوى الحالى لايمكن أن نصل إلى المنافسة الأولى فى العالم بسبب مستوانا المتردى حيث لاتوجد أكاديميات لتعلم كرة القدم بالبلاد وكل اللاعبين الصغار المتميزين لايجدون الفرصة فى المشاركة مع أنديتهم بسبب التخوف، حيث يشرك المدربين اللاعبين الكبار وهذا خطأ كبير جداً فكل المنتخبات الحالية التى تشارك فى كأس العالم تدرج لاعبيها فى المنتخبات السنية عبر أكاديميات التعلم منذ الصغر، ومثال لذلك المنتخب النيجيرى الحالى حيث أن معدل أعمار اللاعبين يتراوح بين الثالث والعشرين والرابع والعشرين وويتم إعداد هؤلاء اللاعبين إلى نهائيات كأس العالم المقبلة فى روسيا ، فيجب على القائمين على الرياضة فى بلادنا الاهتمام بهولاء الشباب حتى نصل أولاً إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية (الكان) فنحن ننظم بطولة شرق ووسط أفريقيا (سيكافا) ولا نفوز بها ولانهتم بلاعبين أصحاب قدرات عالية فى أندية القمة مثل: محمد عبدالرحمن ووليد علاء الدين وإبراهيم محجوب (ابراهومه) وندفع فى المباريات بلاعبين كبار فى السن . رأيك فى التعليق السودانى ؟ التعليق الرياضى بالنسبة للمعلقين الشباب السودانيين مستقبله جيد فهناك بعض العناصر الان تسير فى الاتجاه الصحيح حيث وجدت العلم والثقافة والابتكار وكل هذه الأشياء يمكن أن تساعدهم فى أن يكونوا معلقين متميزين فى المباريات خاصة الكبيرة منها سواءً فى المنتخبات أو الأندية التى تشارك وتمثل السودان أفريقيا وأقدم لهم النصح بأن لايكثروا فى التقليد فليس عيباً أن يقلد المعلق إلا أنه يجب أن تكون له لونية خاصة فى التعليق فمثلاً المصريون لهم لهجة كذلك التوانسة مثل (برشا) ، ويجب أن تكون لنا لونية خاصة سودانية بحتة . كيف ترى معلقنا السودانى سوار الذهب؟ سوار من المعلقين المتميزين الذين جادت بهم قناة الجزيرة الرياضية لمشاهديها فى كل الأقطار العربية ويمشى بخطى ثابتة نحو النجاح ، والآن يعلق بتميز فى كأس العالم الحالى بالبرازيل وأصبحت له لونيته الخاصة فى هذا المجال ونبرته السودانية التى ظهرت فى كثير من المباريات التى علق عليها مثل النبرات التى يتميز بها التونسيان رؤوف خليف وعصام الشوالى والتى تميزهما كتوانسة . استقبال الرئيس كان دفعة قوية بالنسبة لى قال الرشيد بدوى عبيد أنه قبل أن يغادر إلى الولاياتالمتحدةالامريكية قدم له الرئيس عمر أحمد البشير التهنئة بمناسبة الاختيار لتمثيل السودان فى هذا المحفل العالمى ، وذكر الرشيد على أن هذا التحفيز المعنوى الكبير من قبل رئيس الدولة كان له أثره النفسى الكبير فى التعليق بتميز فى النهائيات وهو أمر رائع وجميل وكان معى الكابتن أمين زكى والذى اختير هو أيضًا من قبل الاتحاد الافريقى لكرة القدم بواسطة الاتحاد الدولى كمراقب فنى . بمن تأثر الرشيد بدوى فى التعليق الرياضى ؟ فى هذا المجال تأثرت بالمعلق الأستاذ على الحسن مالك والأستاذ طه حمدتو الذى كنت استمع إليه منذ نعومة أظافرى ، ومن الصدف أنه كان صديقاً لجدى الصادق الذى قام بتربيتى وهو ترزى بأبي روف كان يتناول مع جدى الشاى فى أوقات العصر ، حيث كنت أعرفه فى ذلك الوقت بالشاعر المرهف . كلمات على لسان الرشيد بدوى اورلاندو من المدن الجميلة فى الولاياتالمتحدة حادثة تغيير المرمى أدهشت كل المتتبعين فى الملعب سلطات المطار فى روما قامت بإحتجازنا قبل التوجة إلى اورلاندو شتان مابين كأس العالم فى أمريكاوجنوب أفريقيا والبرازيل زاملنى فى أمريكا كل من أيمن جاده ويوسف سيف سوار الذهب معلق متميز ويسير بخطى حثيثة لم نستطع نيل سيكافا فكيف نصل لنهائيات لكأس العالم؟ الإهتمام باللاعبين الصغار مخرجنا الوحيد من المحلية الثقافة والعلم والإبتكار هى طريق النجاح لكل معلق