= أسدل الستار على مشاركة الهلال الأفريقية في هذا الموسم بإشراقاتها واخفاقاتها , ويجب إلا تنسينا الهزيمة القاسية التي تعرض لها الفريق أمام مازيمبي الكنغولي تلك الانتصارات والأفراح التي قادت الهلال لدوري المجموعات مع الثمانية الكبار. = نعم حزن الأهلة كثيراً لأن سقف طموحاتهم مرتفع والهلال عندهم دوماً في مكانة سامية وسامقة ولا يرضون له أن يعيش بين الحفر. = هنالك عوامل متعددة ومتشعبة أدت لفقدان الهلال للتوازن وبالتالي فقدان نقاط كانت كفيلة بإعلان تأهله للدور نصف النهائي قبل مباراة الجولة الخامسة أمام مازيمبي الكنغولي وقد تعرضنا لتلك العوامل وذكرناها في أعمدة سابقة. = ولكن دعونا اليوم نتطرق لمقترحات الحلول والخروج من الأزمة الحالية , والأزمات تحتاج لفن لإدارتها بالطريقة التي لا تؤثر على المسيرة وللحكمة دون اندفاع قد يقضي على الأخضر واليابس. = فلنتفق أولاً على أن البيت الهلالي من الداخل يحتاج إلى مراجعة وإعادة صياغة بكل مكوناته من وإعلام ومجلس إدارة ولاعبين وجمهور وعلاقة كل فئة بالفئات الأخرى . = لقد بدأت بالإعلام لأنه يمثل لسان الهلال الذي ينطق به ويوصل رسالته ويدافع عنه بالحق وينصره ظالماً ومظلوماً وهو من أهم وسائل التغيير في المجتمعات. = كما يمكن إعتبار وسائل الإعلام والإتصال بمثابة القوة الإيجابية الهائلة التي تسهم في إحداث التغيير الإجتماعي,فمحطات الإذاعة والتلفزة والصحف ووسائط الاتصال المجتمعية وأجهزة الهواتف النقالة يمكنها أن تصل لأعداد كبيرة من الناس وبأسعار رخيصة وهي بهذا تسهل تبادل المعلومات والأفكار والمناقشات . = كما يمكن لوسائل الاتصال الجماهيري قطع آلاف الكيلومترات متخطيةً الحواجز الفيزيائية لتصل إلى المجتمعات التي تفصلها المشاكل السياسية والاقتصادية والعرقية والدينية و يمكنها تسهيل الحوار بين القادة والمجتمعات المدنية وكل السكان الذين يصعب الوصول إليهم وتوفر بذلك قاعدة للنقاش الجماهيري مما يحفز اللقاءات وجهاً لوجه بين القادة وصانعي القرار والقواعد مما يجعل طائفة من الناس تستفيد .ولذلك يعتبر الإعلام من أهم وسائل التغيير. = وعلى الإعلام الهلالي يقع العبء الأكبر في لم الشمل وتوحيد الجهود وتهيئة القواعد على تقبل التغيير كمفهوم ومن ثم عملية حتمية لا يمكن تجنبها بفعل السن وناموس الكون الأزلي . = الجمهور عاطفي وتتحكم فيه العواطف لذلك يخشى التغيير وعلى الإعلام تقع مسؤولية التبصير ورفع الوعي فبعض الجماهير ترتبط وجدانياً بإداريين ولاعبين ولا ترضى تغييرهم بوجوه جديدة قادرة على العطاء . = ومن ثم يأتي دور مجلس الإدارة أو الأداة التنفيذية والتي تتحكم في الفعل الإداري في النادي وعليها الجلوس إلى شاشة العرض العلوية (البروجيكتور) لدراسة وتحليل نقاط الضعف والقوة والرؤية المستقبلية للكيان برمته على المديين القريب والبعيد ورسم الخطط الإستراتيجية التي تساعد على بلوغ الغايات والأهداف. = على مجلس الإدارة عدم التسرع، بل التعامل مع الأزمة بكل حنكة وحكمة ورؤية التعامل مع كل مكونات المجتمع الهلالي دون إقصاء لأحد فالهلال يحتاج لجهود كل أبنائه وقديماً قيل :"تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً وإذا افترقن تكسرت آحادا. = الهلال لا يزال ضمن أفضل ثمانية أندية على مستوى القارة الأفريقية وهذه حقيقة ماثلة وقد دونها التاريخ في سفره , وكنتيجة لبعض الأخطاء توقفت مسيرته عند هذا الحد في الموسم الحالي وهذه أيضاً حقيقة لا مناص منها وعلينا الإعتراف بها. = وعلى لاعبي الهلال العمل بجد وإخلاص خلال الفترة المقبلة لإثبات أن خروجهم من المنافسة كان مجرد عثرة وبعدها تأتي مرحلة الإنطلاق لافاق أرحب. = الأخطاء واردة ليس في مجال كرة القدم وحسب، بل وفي كل المجالات والعاقل من يتعظ من أخطائه ويعمل جاداً على معالجتها. = الهلال عالم جميل.