أصبحنا نشاهد فريقين للمريخ وكل فريق يختلف عن الآخر ودخلت بين هذين الفريقين الحيرة التي تسللت إلى جدران المريخ التي كانت من قبل عصية عندما تتوافق نتائج المباريات الأفريقية مع المحلية، وهذا ما شهدناه في عهد الألمانيين اتوفيستر وكروجر.. ولكن في عهد الفرنسي غارزيتو أصبحنا نشاهد المريخ الأفريقي يختلف عن المريخ المحلي حتى ظننا أن إدارة المريخ تعاقدت مع غارزيتو أفريقياً.. فكيف يعقل أن يخوض المريخ أقوى المباريات مع فرق قوية ويكسبها عرضاً ونتيجة – عزام وكابو اسكورب- ثم يسقط في فخ الهزائم والتعادلات في المحلي.. ما يجعل حاجب الدهشة يرتفع حتى الآن ولا نعرف طريقاً لعودته لحالته الطبيعية إذا كان غارزيتو لا نعرف له طريقة ثابتة في تشكيله الذي يخوض به المباريات. أهداف شوط المدربين كثيراً ما يقول خبراء الكرة إن الشوط الثاني هو شوط المدربين مقابل أن الشوط الأول هو شوط اللاعبين مع الجماهير، حيث تبرز في الشوط الثاني مقدرة المدرب، إما في المحافظة على أهدافه في الشوط الأول أو السعي لإضافة أهداف في الشوط الثاني بعد أن يكون وقف بعين المدرب الفاحصة من خلال مجريات المباراة.. ولكن عند غارزيتو انعكست الصورة التي شاهدنا فيها المريخ يخسر ثلاث نقاط أو نقطتين في الشوط الثاني؛ وكانت مباراة الأهلي والخرطوم الوطني له مثلاً عندما خاض المريخ مباراته مع الأهلي الخرطوم لم يتوقع الكثيرون أن تخرج المباراة تعادلية من واقع تقدم المريخ بهدفين حتى الدقيقة 25، حيث ركن كل اللاعبين وكذلك الجمهور واطمأنوا لهذه النتيجة وما أن غيَّر غارزيتو عناصره في التشكيل حتى استقبلت شباكه أسرع هدفين ما يدل على القراءة الخاطئة التي كلفت الفريق نقاطاً غالية دحرجت الفريق إلى مواقع متأخرة بمقياس أن المريخ دوماً يكون في المقدمة؛ وكذلك مباراة الخرطوم الوطني والتي كان متقدماً كذلك حتى الدقيقة 24 تقريباً من الشوط الثاني، وعندما أجرى غارزيتو بعض التبديلات استقبلت شباكه هدفاً دفع ثمنه الفريق خسارة نقطتين كان الفريق أحوج ما يكون إليها. خساراتان منذ البداية لا يعقل أن يخسر المريخ منذ بداية المباراة بهدف ويفشل مدرب مثل غارزيتو بما يملك من امكانيات هائلة حتى معادلة النتيجة دعك من الفوز والمباراة في بداياتها، وحدث ذلك في مباراة الأهلي شندي وهو يستقبل هدف في الدقائق الأولى من المباراة، ونفس الشيء في مباراة مريخ السلاطين هدف في الشوط الأول فشل في معادلته، ما يجعل التساؤلات هل المريخ ينتصر بسبب الحشد الجماهيري الذي نجح في المباريات الأفريقية!! ما يدل على أن اللاعبين وغارزيتو ترتفع همّتهم في المباريات الأفريقية عكس المحلية. لواندا للفوز أم المحافظة ؟ عرفنا أن غارزيتو في كل المباريات يسعى للعب مهاجماً على حساب الدفاع ما ظهر في المباراة الأولى ضد عزام التنزاني ، حيث بدأ في مجاراة عزام بعد أن دفع بمهاجمين صريحين وسعى للوصول لمرماه مبكراً ما دفع بعزام أن يحرز هدفاً في الدقائق العشر الأولى من المباراة، وهذا يوضح أن غارزيتو يلعب هجوماً سواء كان في أرض فريقه أو خارجها، وهذا لا يستقيم في عرف المدربين الذين دائماً ما يسعون إلى أن يخرجوا بأقل النتائج خارجياً على حسب قوة وامكانيات الفريق المنافس.. لذلك استقبلت شباك غارزيتو هدفاً ثانياً في مباراة عزام ما صعّب المهمة التي سجل فيها المريخ مباراة بطولة قائمة بذاتها وبفضل اللاعبين والجماهير، وكذلك المدرب الذي لا يمكن أن نقلل من تفوقه في تلك المباراة. وجاءت مباراة أمدرمان مع كابو اسكورب وكان الانتصار، رغم أن الفريق المنافس أظهر قوة ومنافسة تدل على خطورة الفريق خاصة في مباراة لواندا والتي يخوضها المريخ بعيداً عن أرضه وجمهوره ، وهنا يفرق الوضع كثيراً خاصة أن الفوز بهدفين ليس بالنتيجة الكبيرة، وقد يكون أقرب في بعض الأحيان لمعادلة النتيجة في حالة ولوج هدف مبكر من الخصم.. وهذا ما يتعارض مع طريقة اللعب الهجومية التي يلعب بها غارزيتو، والذي ظل دائماً مايدفع بمهاجمين صريحين.. وهنا يبرز سؤال مهم جداً: هل على غارزيتو أن يسعى للفوز في لواندا أم عليه المحافظة على شباكه نظيفة أو أقلاها الخسارة بهدف؟.. ففي المثل ( جرادة في كف، خير من عشرة طائرات)، فكف غارزيتو فيها هدفان أضمن من السعى لإحراز هدف، حتى لا يفسد فوزه بهدفين ليبحث عن منقذ عبر ضربات ترجيحية؛ وفي البال والذاكرة اخفاق المريخ في إحراز الأهداف من ضربات الجزاء والتي كانت ستجعل المريخ في وضع أفضل لو أحسن استغلال الضربات بإتقان خاصة في الممتاز.