* رضا من رضي وأبى من أبى.. يبقى القرار الذي اتخذه السيد أشرف سيد أحمد الكاردينال، رئيس نادي الهلال، بتعيين الكابتن هيثم مصطفى، مساعداً أول للفرنسي ميشيل كافالي، واحداً من أقوى القرارات بل أشجع قرار يتخذه الكاردينال، منذ فوزه برئاسة النادي، وأقوى من قرار انسحاب الهلال من الممتاز ونهائي كأس السودان، ولا يصدره إلا شخص واثق من نفسه، ومستعد لقبول كل الخيارات وردود الأفعال، ومثل هذه القرارات لا يتخذها إلا شخص يريد مصلحة الهلال، غير مهتم بما ينتظره من نقد لاذع ونعوت ما أنزل الله بها من سلطان. * ذهب البرنس إلى المريخ مكرهاً لا بطلاً، ولا يوجد شخص يحب الهلال أكثر منه، وتكفيه السبعة عشر عاماً التي قضاها مقاتلاً ومنافحاً، ومدثراً بشعار الهلال، ولا يوجد لاعب آخر أخلص بنفس القدر الذي لعب به هيثم وقدم فيه ولم يستبق شيئاً، واختياره مساعد مدرب، لا يضر الهلال بل فيه فائدة للفريق، وأن هيثم الذي عاش غربة ثلاث سنوات، يدرك تماماً المطلوب منه كمدرب، وهو جاهز لهذه المهمة، وما لديه من خبرات تراكمية يجعل منها مدرباً فوق العادة ولا خوف على الهلال من عودة البرنس. * يستحق الكاردينال ورفاقه في مجلس الإدارة التحية والتهنئة على هذا القرار الشجاع، وهو يرفع الظلم عن هيثم ويمنحه فرصة العودة لبيته مدرباً بعد أن تعذرت عودته كلاعب، وأمثال هيثم نادرون في الملاعب، ومن الظلم والعار أن يكون بعيداً عن البيت الذي تربى فيه، وتتقاذفه الأمواج بعيداً عن البحر الذي تعلم فيه السباحة وخاض فيه يمين شمال، وإذا كان قرار شطب البرنس بأمر الهلال كان قراراً تاريخياً فإن قرار عودة البرنس بقرار الكاردينال هو التاريخ نفسه. * اللاعبون أصحاب الكاريزما قليلون جداً فإذا كان الهلال قد فقد مجاهد محمد بقرار شطب لأسباب غير فنية، من العيب أن يواصل ذات الخطأ مع قائده التاريخي، فهيثم هو ابن الهلال، وعودته طبيعية، وعاد مدرباً لا لاعباً حتى يسرح أصحاب الغرض والمرض أنه قد يقوم بتصفية حسابات مع زملائه السابقين، والبرنس الذي باع سيرته من أجل حل مشاكل زملائه، لن ينزلق إلى هذا الدرك ويتسبب في هدم ما بناه المجلس بل سيكون واحداً من معينات الاستقرار. * كثيرون ينظرون لعودة هيثم من باب أنه لعب للمريخ ولم يحترم مشاعر الهلال، ومعهم ألف حق، ولكن الوقوف في محطة العاطفة لن يخدم أي قضية ولن يفيد الهلال، لأن هيثم واحداً من رموز الهلال ومن الذين كتبوا سطراً في تأريخ هذا النادي من عرقهم وجهدهم وزهرة شبابهم ويكفي أنه لعب للمريخ موسما واحدا وتوقف وبحث عن درب العودة فلم يجد القبول من المجالس الأخيرة التي كانت تخشى ردود الأفعال وشق الصف مع أن صف الهلال أنشق في اليوم الذي حمل فيه هاشم ملاح خطاب شطب هيثم إلى الإتحاد العام. * في كل يوم يقدم الكاردينال دليلاً على حبه للهلال وحرصه على مصلحة النادي، بنوايا صادقة وخالية من الغرض، وتعيين هيثم مساعداً ضمن الجهاز الفني هو تكريم له، وخدمة للفريق الذي يحتاج إلى شخصية قوية وصريحة واضحة في الجهاز الفني، ولا يخشى في الحق لومة لائم ، وأتمنى من الجميع أن يمنح البرنس فرصة لكي يعمل ومن ثم يحكم عليه، ولكن عودته هي أجمل وأشجع قرار.. وفي الختام لا نملك إلا أن نقول شكراً يا كاردينال.