* المستوى الذي قدمه الهلال في مباراة قورماهيا امس الأول لا يؤدي إلى أي نتيجة غير الخسارة وبامتياز ومن العار ان يفوز الفريق بهذا المستوى المتواضع وحمدت الله كثيراً على الخسارة بهدف وحيد، لأن الهلال في بورتسودان كان عبارة عن اشباح بلا روح ومجرد شعار فقط، لم يقدم كرة قدم حقيقية بل كانت مباراة من العصور الوسطى بانتاج اللاعبين ومدربهم الفرنسي كافالي. * ليس من حق كافالي الغضب والانفعال من الخسارة لأنه من سعى لها، أكثر من فريق قورماهيا الكيني، وبما أني كنت شاهد عيان على معسكر الفريق الذي عقده بسوسة فان الهلال قدم نفس المستوى في الشوط الأول من مباراة الإتحاد الليبي، باعتماد كافالي على طريقة (4/2/3/1)، ووجد نفسه في ربع الساعة الأخير من الشوط الأول بالعودة إلى طريقة (4/4/2) وبدأ الهلال يقدم كرة القدم المعروفة. * من الظلم أن نحكم على فشل معسكر سوسة من مباراة واحدة وننصب المشانق للمدرب واللاعبين، لأن الفريق لا زال في مرحلة البدايات واللاعبون لم يستوعبوا الطريقة الجديدة التي يريد كافالي ان يعتمد عليها ولكن في نفس الوقت فأن الجمهور معه ألف حق في احتجاجه على مظهر الفريق لان اللاعبين لم يقدموا ما هو مبشر بل أحبطوا الجمهور الذي كان يمنى نفسه بمشاهدة هلال قوي وجميل ولكنه وجد لاعبين ولم يرتقوا إلى مستوى المناسبة التي شرفها والي البحر الأحمر واعضاء حكومته بجانب رئيس الهلال اشرف الكاردينال والاستاذ عماد الطيب الأمين العام للنادي. * اكثر ما كان مزعجاً في المباراة هو اعتماد كافالي على اللاعب ابوعاقلة عبدالله في الطرف الأيمن برغم من وجود سيسيه وأطهر الطاهر وأن قراره لم يكن موفقاَ على الاطلاق لأن ابوعاقلة افيد للهلال في الوسط من الدفاع كما ان سيسيه وأطهر افضل منه في الجانب الأيمن ولا نريد الحديث عن ايشيا لان المباريات الودية التي لعبها الفريق في سوسة اكدت ان اللاعب تظهر خطورته عندما يلعب خلف الهجوم، ويكون خصماً على الفريق عندما يلعب في الجناح. * خسارة الهلال أمام قورماهيا بهدف فقط هي الطريق الصحيح لعودة الفريق ودش بارد على رأس كافالي الذي ينفرد بالقرار الفني ولا يسمح لأي من مساعديه بالتدخل وتوجيه اللاعبين، واتمنى أن يدرك أن الهلال فريق كبير وجمهوره لا يحب الخسارة حتى في المباريات الودية واذا أصر على الخرمجة وعدم استشارة مساعديه فان عمره سيكون قصيراً مع الهلال واذا صبر عليه المجلس لن تصبر عليه الجماهير. * ربط خسارة الهلال بفشل معسكر سوسة حديث لا يسنده منطق ويكفي ان الفريق من الناحية البدنية كان جيدا، ونجح في مجاراة قورماهيا بدنيا، الا أن غياب اللمسة الفنية قد أقلق الجميع وجعل الكاردينال يستفسر كافالي عن اسباب المردود الضعيف للفريق برغم من توفير معسكر على أعلى مستوى بتونس وخوض خمس مباريات ودية كان فيها مظهر الفريق جيداً ومقبولاً ويكفي أن الاتحاد الليبي الذي خسر من الهلال باربعة أهداف مقابل ثلاثة انتصر بعد ذلك على اشانتي كوتوكو الغاني بهدفين مقابل هدف. * استفاد الهلال تماماً من مباراة قورماهيا الكيني، لأن الخسارة تجعل المدرب يراجع حساباته ويعيد الثقة في بعض اللاعبين الذين تجاهلهم بعد العودة للخرطوم خاصة صلاح الجزولي واطهر الطاهر ووليد الشعلة، كما أن الروح الانهزامية التي أدى بها اللاعبون المباراة لا تشبه الهلال على الاطلاق تماما، وفي نفس الوقت فان قلق الجمهور وانفعاله غير مبرر على الانطلاق لأن الفريق ما زال مرحلة الإعداد ونثق تماماً في ظهوره بشكل مختلف في مباريات الممتاز.