مدينة الحصاحيصا تعتبر المدينة الثانية بولاية الجزيرة ،بعد العاصمة ود مدني،وفي السابق كانت من اكثر مدن الولاية ازدحاما بالسكان والعمال ،العاملين في المحالج ومخازنها ومصنع الصداقة للمنسوجات (النسيج)، تأتي اليها العمالة الموسمية من الولايات المجاورة للجزيرة ،وبقية الولايات الاخر،هؤلاء كانوا يساهمون بشكل كبير في حركة النشاط التجاري الاستهلاكي اليومي ،وجعلت حركة النشاط العمالي من مدينة الحصاحيصا منطقة شبه مزدهرة وعامرة في ذات الوقت. اما الان ،الحصاحيصا اصبحت شبه ميتة سريريا،بعد احتضار المحالج ومصنع الصداقة ،رغم عودتهما من جديد ،الا ان المقارنة الحالية والفائتة ،تجعل الوضعية الراهنة سيئة او في قمة السوء ،وهجر المدينة العمال وبعض السكان ومن الشباب يريد ان يجرب حظه في الذهب .المواطن الذي وجد مصدر رزق ،ولو يسير ،يضايق ويخنق حتي يقرف ويغادر من دون رجعة. ان سائقي الركشات واصحابها، وسائقي البرنسات يعانون في هذه المدينة ،الطريق المسفلت الذي يربط بين احياء الحصاحيصا من السوق حتي المزاد وحي فور والحلة الجديدة ،شبه مدمر ،ابتداءا من تقاطع السكة حديد الذي بين حي الزهور والحلة الجديدة ،وتتجه شمالا الي المزاد وحي فور،اصبح هذا الطريق يصينه الاطفال صغار السن،اعمارهم لا تتجاوز 13 عاما،يقومون بردم جزء من هذه الحفر بالتراب ،ثم يثبتونها بالماء بعد رشها. ويطلبون من سائقي الركشات بجنيه،يطلق عليه الاطفال الصغار حق الردمية ،يدفع الجنيه احيانا ،ويتجاهلونهم ايضا، ان اطفال الردمية بمدينة الحصاحيصا،يقومون بعمل ،من المفترض ان يقوم به المعتمد ومحليته ،وليس هؤلا ء الصغار،قد يجنون جزء مالا ،حتي لو كان يسيرا،يوفر نقود الفطور والعشاء ،اضافة الي وجبة النص(السندة) طعمية بالخبز. المعتمد بالمدينة ،بعيد كل البعد ان يؤدي دوره في خدمة انسان الحصاحيصا وسكانها،احتمال ان يكون نسي سكان الحصاحيصا، ومايحتاجون له من خدمات في المياه والصحة والكهرباء ،يوجد حي في المدينة يعاني قاطنيه من انعدام شبه دائم للماء،ولا تتوفر الكمية المناسبة الا بعد منتصف الليل ، وحي اخر يشتري سكانه الماء من اصحاب كوارو الحمير . ان دور المعتمد ومحليته يجب ان لا ينحصر دورهم في تحصيل رسوم النفايات وحدها من اصحاب المحلات المختلفة،والاوساخ موجودة بكميات كبيرة من الجزارة وسوق الفواكه والخضار ،كلها وسخانة.. في ظل بعد المعتمد عن هموم ومشاكل الحصاحيصا،قال مواطن يسكن في حي اركويت ،رغم عدم توفر المياه بالكمية المطلوبة، ومانقاسيه في انتظارها لمنتصف الليل،اذا انتهي الشهر،وذهبنا لشراء الكهرباء،لازم تدفع رسوم المياه،وبعدها تأتي الكهرباء،نعاني ويخصمون قروشهم، ليس لديهم رغبة في مشكلتنا بالحي ،مذكرا ،علي المسؤولين ان يقوموا بواجبهم،بدلا من ضغطه . الامور متشابكة ،المواطن يعاني في بعض الاحياء،وسائقي الركشات في خط السوق المنصورة يدفعون رسوم ايصال قيمته 2 جنيه ،عليه ختم لونه حبري من محلية الحصاحيصا،وعلي سائقي الركشات ومالكيها ان يطرحوا اسئلة مشروعة ،وهذا حق طبيعي،هل لهذا الايصال المالي ،علاقة بوزارة المالية،ام عمل يقوم به موظفي المحلية للتكسب الذاتي ،ام قرار محلي كما يزعمون دائما،ان المحلية او من يترأسها لديه حق اصدار اوامر ،تتنافي احيانا مع المنطق والواقع، وكل هذه الكروت تصب في صالح المستفيد الاكبر ،وهو معروف للجميع. في واقع المدينة،ان المحلية تتكسب علي حساب البسطاء والمساكين،واصحاب الارزاق اليومية من بالباعة والمتجولين ،وكشات اكياس البلاستيك ،تصل غرامتها الي 150 جنيه ،تذكرت بائع بسيط مغبون ،يقول،يصنع التجار الكبار اكياس البلاستيك،والحكومة تأخذ الرسوم منهم،وتوزع في الاسواق،ونأتي نحن المساكين لدفع غرامة هذه الاكياس البلاستيكية ،اذا كانت الحكومة جادة في ذلك ،عليها ان توقف الشركات الكبيرة المنتجة .وعلي سائقي العربات والركشات الذين يمرون دائما بتقاطع السكة حديد ،ان يحيوا اطفال الردمية لقيامهم بدور ،عجز المعتمد علي القيام به،حتي لو كانت زيارة لرؤية هذا الطريق المدمر،ويزيد الركشات تدميرا ،ويضطر السائق في ظل وجود شارع تدمير العربات والركشات الي صيانة عربته مرتين في الاسبوع،وارتفع سعر الاسبيرات ،وقلت قيمة العمل الموكول الي معتمد المدينة.الا يوجد من يرفعون تقارير يوميا او اسبوعيا اليه،ليخبروه بالمشاكل والشكاوي ،ام هم فالحون وناجحون وقادرون علي تحصيل الاموال وحدها ،المواطن لايتذكرونه ،الا بعد اقتراب موعد الانتخابات،علي مواطن الحصاحيصا ان يدرك ان المرة القادمة بعد سنتين ،اختيار شخص يقدر المدينة ويحترم المواطن، لا محصل ولا جابي ،ما بنفعوا مع الحصاحيصا .