وعن طبيعة وسكان دارفور يقول استاد موسى المبارك في بحثه عن تاريخ دارفور السياسي ابان فترة المهدية «وتنقسم دارفور جغرافياً الى ثلاث مناطق لكل خصائصها وميزاتها التي كيفت حياة سكانها والمناطق هي: 1- شمال دارفور وهي منطقة شبه صحراوية واهلها رحل وهم خليط من القبائل العربية وغير العربية وهم الزيادية.. المحاميد.. والنوابية.. والماهرية.. والعريقات.. الزغاوة.. البرتي.. والميدوب.. والبديات.. 2- وسط دارفور ويحتويه خط العرض 02-41 و21 شمالا ويشمخ في قلبه بل وفي قلب دارفور كلها جبل مرة الذي يبلغ طوله 07 ميلا وعرضه 3 وتعانقه من الجهة الشمالية الغربية سلسلة من الجبال المتفرقة اهمها جبل «سي» وترتفع اعلى قمم جبل مرة الى 000،01 قدم على سطح البحر وتهطل عليه امطار غزيرة يصل متوسطها الى 03 بوصة في العام مما وفر اسباب الحياة لمختلف انواع النبات وقد فرض العلو من جهة وغزارة الامطار من جهة ثانية على اهل الجبل حماية مزارعهم بالتروس حتى لا تنجرف التربة وتفقد الارض خصوبتها وتتعرى. ووسط دارفور تقطنه القبائل الآتية: الفور، المساليت، القمر، بنو حسين، برتي شرق، المناصرة، وبنو فضل، الميما. 3- جنوب دارفور: يقع هذا الاقليم بين خطي العرض 21 -01 شمال ويحده من الشمال القوز وجبل مرة ومن الجنوب بحر العرب ومنطقة ذبابة «التسي تسي»، اما امطاره فغزيرة اذ يتراوح متوسطها بين 52-03 بوصة في العام وجنوب دارفور سهل طيني تغطيه شجيرات كثيفة الى جانب الاشجار الكبيرة التي تقوم على حافة الوديان التي اهمها وادي بليل الذي ينحدر من جبل مرة ويجري في دار بني هلبة وينتهي في ارض الهبانية. وينقسم سكان جنوب دارفور الى مجموعتين رئيسيتين هما «أ» البقارة واهل السودان البقارة يتكونون من الرزيقات والهبانية والتعايشة وبنو هلبة والمعاليا و«ب» اهل السودان وهم الداجو والبرقد والببقد والمسلات. وبعد ذلك يسرد استاذ موسى تاريخ دارفور قبل المهدية ويتحدث عن دولة الداجو بكل سلاطينها وهي امتدت ما بين القرن الرابع والسابع الميلادي. رجعت الى كتاب تاريخ دارفور السياسي للاستاذ موسى المبارك للمرة الرابعة واعدت قراءته بعيون جديدة وسط واقع جديد متحرك، ورأيت ان اطوف به سريعاً قاصدة تحريض الكل للرجوع الى هذا الكتاب الذي كان في الاساس مشروع بحث لنيل درجة الماجستير عام 4691م وتحول الى بحث قام به مثقف سياسي وجاء اضافة ثرة وعميقة وموضوعية للمكتبة السودانية. هذا مع تحياتي وشكري