اعتبر أصحاب عدد من بصات الوالي التي عرضت للبيع مؤخراً أن الصفقة شبيهة ب(سوق المواسير) أو عملية الاحتيال الشهيرة بالفاشر، وهددوا بارجاعها للولاية، التي اتهموها بالفشل في إدراة مشروع الخط الدائري بوسط الخرطوم. وأبان عددٌ من أصحاب البصات التي اشتروها مؤخرا وجود مشاكل فنية كبيرة فيها، وأبدوا تخوفهم من عدم المقدرة علي سداد الأقساط الشهرية البالغة سبعة آلاف جنيه ( سبعة مليون بالقديم). وكانت حكومة الولاية قامت ببيع أكثر من ألف بص من البصات التي استوردتها الوالي وصارت مشهورة به (بصات الوالي)، وما تزال كمية أخرى تزيد عن الألفين بص معروضة للبيع، وذلك للتخلص منها بعد ظهور عيوب فنية كبيرة فيها علاوة على مشاكل بيئية ناجمة عنها. واستحدثت حكومة الولاية فكرة الخط الدائري لنقل المواطنين بين المواقف المتعددة بوسط الخرطوم ( شروني ، كركر ، الاستاد ) وذلك بحسبها لتفادي المسافات البعيدة بين المواقف وحركة المواطنين راجلين. وكانت (حريات) نشرت تقريراً كشفت فيه عن وجود عيوب فنية وبيئية كبيرة في البصات المملوكة للولاية، ورغبتها في التخلص منها ببيعها للمواطنين بقيمة 50 ألف (مليون بالقديم) نقداً وأقساط شهرية لخمسة سنوات تبلغ قيمة الواحد منها سبعة آلاف جنيه. وقال عددٌ من أصحاب البصات أنهم بدأوا في تنظيم أنفسهم لمواجهة الولاية وأساليبها المتحايلة، ووصفوا صفقة بيع البصات بأنها شبيه بفضيحة سوق المواسير في الفاشر. وأكدوا ل( حريات ) أنهم اعدوا خطة لمواجهة الولاية من بينها الإضراب عن العمل، وربما تصل لحد إعادة البصات إلى الولاية. وأوضحوا أنهم ربما يواجهون السجن والتشريد جراء عدم مقدرتهم علي السداد. مشيرين إلى أن ضعف قدرة البصات الفنية والميكانيكية، والخط الدائري الفاشل الذي اقترحته الولاية، سيعيقانهم في الحصول على عائد يكفي لتغطية الأقساط، إذ يحتاج المالك لتوفير حوالي 250 جنيه يومياً للايفاء بالقسط البالغ سبعة ملايين بالإضافة لتكلفة التشغيل المرتفعة. وفي السياق ذاته أبدي عدد من المواطنين سخطهم من الفوضي التي عمت وسط الخرطوم جراء نقل المواقف غير الممنهج أو المنظم. وعتب عدد من الركاب في استطلاع ل(حريات) أن ما يحدث يعد استفزازاً من حكومة الولاية، وأنها تتعامل مع مواطنيها باعتبارهم فئران تجارب وليسوا مواطنين لهم حقوق. وأكدوا أن البصات الدائرية فاشلة تماماً وتزيد من الازدحام بوسط الخرطوم، وتعطل حركة المواطنين في أوقات الذروة، وتزيد من تكلفة المواصلات للفرد الواحد لأنه يدفع رسوم تذكرة إضافية للانتقال من موقف لآخر.