قتل أربعة محتجين في اشتباكات مع الشرطة في جنوب اليمن يوم الخميس 17 فبراير مع اتساع نطاق الاحتجاجات ومطالبة المتظاهرين بنهاية لحكم الرئيس علي بعد الله صالح الذي مضى عليه ثلاثة عقود. وفي يوم سابع من احتجاجات تستلهم انتفاضتين في تونس ومصر شارك 3000 شخص في مسيرة في مدينة عدن الساحلية الجنوبية واطلقت الشرطة النار في الهواء لتفريق الحشد. وأبلغ مسؤولون في مستشفيين في عدن رويترز ان ثلاثة رجال توفوا متأثرين بجروح ناتجة عن أعيرة نارية بعد اشتباكات مع الشرطة. وفي وقت سابق قال مسؤول محلي ان احد المحتجين قتل في “اطلاق نار عشوائي”. وقال في وقت لاحق ان 17 شخصا اخرين في عدن اصيبوا بجروح ناتجة عن اعيرة نارية. واندلعت الاشتباكات في العاصمة صنعاء بعد أن اشتبك نحو 800 شخص من الموالين للحكومة مسلحين بالهراوات والخناجر مع حوالي 1500 محتج ردوا برشق الموالين بالحجارة. وقدر مراسل لرويترز عدد المصابين في أعمال العنف بحوالي 40 مصابا على الاقل استنادا الى أرقام قدمها الجانبان. ويكافح الرئيس صالح -وهو حليف للولايات المتحدة ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي شن هجمات على أهداف أجنبية واقليمية- من أجل اخماد احتجاجات مستمرة منذ نحو شهر. وقال الطالب صلاح عبد الله “لن نكف عن الاحتجاج الى أن يسقط النظام. صبرنا طويلا بما يكفي.” ويقول الشبان في الشوارع انهم غاضبون من الفساد والبطالة المتزايدة. ويعاني ثلث سكان اليمن جوعا مزمنا ويعيش 40 بالمئة من السكان على أقل من دولارين في اليوم. ويسعى اليمن جاهدا لتعزيز هدنة مع المتمردين الحوثيين في الشمال واخماد حركة انفصالية تزداد عنفا في الجنوب. وبعد ساعات من الاشتباكات في شارع الستين بصنعاء بدت الارصفة ملطخة بالدماء واختبأ الناس في متاجر مدمرة. وقال مراسل لرويترز ان بضعة عشرات من الشرطة شاهدوا الاشتباكات واكتفوا باطلاق أعيرة نارية في الهواء ولم يحاولوا الفصل بين المتقاتلين. وضرب الموالون للحكومة عددا من المصورين واستولوا على كاميراتهم. وقدم صالح الذي يحاول تهدئة الاحتجاجات تنازلات مثل تعهده بعدم الترشح لولاية رئاسية جديدة حين تنتهي مدته عام 2013 كما وعد بالا يورث ابنه الحكم. ووافقت أحزاب المعارضة التي دفعت بعشرات الالاف في المظاهرات على اجراء محادثات مع صالح. لكن المحتجين واصلوا احتجاجاتهم حيث لم تعد المعارضة المنظمة تقودهم. ونظم الطلبة احتجاجات أصغر حجما دعوا اليها من خلال رسائل نصية قصيرة وموقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي على الانترنت. ويقول محللون ان من غير المرجح أن تؤدي اي انتفاضة في اليمن المجاور للسعودية -اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم- الى انهيار مفاجيء للحكومة. لكن انتشار الاضطرابات على نطاق واسع يمكن أن يتطور ببطء ويؤدي الى المزيد من اراقة الدماء في البلاد التي يملك فيها واحد من كل شخصين سلاحا ناريا. ويقوم صالح بجولات في المحافظات اليمنية لمحاولة حشد الدعم وأرسل نائبه الى عدن يوم ليرأس لجنة للتحقيق في العنف الذي شاب الاحتجاجات في اليوم السابق. ودخل رجال دين مسلمون موالون لصالح الى المعترك السياسي في البلاد التي تعتبر فيها الانتماءات الدينية والقبلية أقوى من السياسية. ودعا عبد المجيد الزنداني وهو زعيم ديني في صنعاء الى تشكيل حكومة وحدة. وقال للصحفيين يوم الخميس ان رجال الدين قرروا بعد دراسة نتائج الاوضاع في تونس ومصر أن على اليمن تشكيل حكومة وحدة لاعطاء الشعب الحق في تحديد من يحكم. وقال الزنداني ان اقتراحه لم يشمل تغيير الرئيس وأضاف أن على اليمنيين الانتظار حتى انتخابات عام 2013 . وفي صنعاء احتل مؤيدو صالح ميدان التحرير بوسط العاصمة وأقاموا هناك في خيام على مدى الاسبوع المنصرم حتى يمنعوا دخول اي محتجين مناهضين للحكومة للميدان الذي يحتل أهمية رمزية مشابهة للميدان الذي يحمل نفس الاسم بالقاهرة. لكن في تعز الى الجنوب من صنعاء سيطر محتجون مناهضون للحكومة على ميدان رئيسي قبل عدة ايام وتتزايد اعدادهم الى بضعة الاف في المساء ثم تنخفض عند الفجر.