سمية هندوسة ….. يحدث عادةً في العُرف الاجتماعي حسب بيئتنا السودانية انه اذا ضُبط احدهم متلبسا بجريمةً ما و تم افتضاح أمره ان يتواري الفاعل خجلاً و يتخفي من الناس و ربما يسافر او يغير مكان سكنه حفاظاً علي ماء وجهه و ندما يعتبر اعترافاً بهذا الذنب و ربما تكفيرا ايضاً علي صعيد محيطه الاجتماعي الصغير كالعائلة و الجيران بالحي و اهل المنطقة ، هذا يحدث في حال تصرفات شخصية غير محسوبة علي العامة من حيث الضرر مثل السرقة او الزنا او الاختلاس و غيره من السلوك الفردي ، و لكن هذا الندم و الاعتراف بالذنب بالاعتذار صمتاً او مغادرة السكن يعد انعكاس للبيئة التي نشا فيها الفاعل و بعض الصحو في ضميره. هذا يحدث من أناس طبيعيين ربما أجبرتهم ظروفهم علي فعل أشياء لا يتمنون ان يفعلوها في حياتهم ، لكن و خلال ربع قرن من الزمان نري لصوص و مجرمي المؤتمر الوطني من البدريين المتدثرين بالدين و ملتحفين بكل شيء لله يفعلون كل الكبائر و المنكرات و الجرائم الممتدة و يقابلون الشعب السوداني وجها لوجه دون ذرة من الخجل و يفعلون كل جرائمهم البشعة باسم الله وأمر الدين ضلالاً و فجور ، هذه الزمرة الفاشستية من اللصوص و المجرمين فعلوا بالوطن و المواطن أسواء الافاعيل و ما زالوا دون ان يكون بينهم رجل رشيد ليهديهم ، ففي طيلة تاريخ السودان لم تأتي حكومة فعلت ما فعلته هذه العصابة فاقدة الضمير و الوطنية ،في مثل هذا اليوم من العام 1989 جاءات عصابة من اللصوص ليلاً علي صهوة دبابة وفقاً لتخطيط و تنفيذ شيخهم الترابي و اطلقوا علي أنفسهم اسم ثورة الانقاذ الوطني و منذ ان وطأت أرجلهم ارض السودان لم ينقذونا و لم يتركونا كما كنا قبلهم ، جاءوا بتخطيط لتدمير السودان و بيعه و تجويع شعبه و تشريد إنسانه ، لذلك باعوا كل المشاريع الوطنية و الشركات و البنوك و المؤسسات التنموية الضخمة و المشاريع الزراعية و المدارس و المستشفيات و لم تسلم حتي الميادين في الاحياء السكنية بكل درجاتها و فئاتها باعوا أملاك السودان بالخارج كممتلكات السودان بلندن ( بيت السودان بلندن المكونة من ثلاثة بنايات ضخمة برقم (30-31-32) بأرقي المناطق و اغلي المواقع و خط هيثرو و بيع مبني السفارة السودانية بمصر بحي قاردن سيتي و كذلك بيع شركة الخطوط البحرية السودانية (Sudan Line) و هيئة الموانئ البحرية و غيرها من أملاك الدولة ، بيعت أراضي السودان لقطر و لاثرياء العرب و كذلك بيعت جزيرة مقرسم ذات الموقع الاستراتيجي و البعد التاميني للبحر الأحمر ، باختصار هولاء باعوا كل شيء بحيث لا يسع المجال لذكر كل ما بيع ليدخل جيوبهم دون ان يقيد حتي في كشوف وزارة المالية او ميزانية الدولة مثلها مثل عائدات النفط و الذهب و الايثانول و دخل الموانئ و المطارات و الجبايات و الذكاة و غيرها ، كل قرش يذهب لجيوبهم يتقاسموه فيما بينهم ليذداد الشعب افقارا و تشريد فاي انقاذٍ تقصدون و من ماذا انقذتم الشعب و الوطن ؟!! و لمصلحة من تم تعطيل المشاريع الوطنية الكبري مثل مشروع الجزيرة و الصمغ العربي مصانع النسيج و السكة حديد ؟ . و سبحان المولي بعد كل هذا الدمار و النهب المقنن و الحروب و يحتفلون بمجيئهم و يطلقون علي أنفسهم جند الله في الارض و البشير من أولي العزم و ان كل من نطق الشهادة يعتبرونه مؤتمر وطني ظناً منهم بان هذا الشعب بلا ذاكرة و لكن خاب ظنكم فكل فاسد هو مؤتمر وطني و كذلك كل لص و سارق و بلا وطنية هو ينتمي للمؤتمر الوطني و هذا الشعب يعي تماماً فضائحكم و يعلم تماماً اخلاقكم المنحطة و سفالتكم و تواثقكم علي عدم الحساب و المساءلة في سرقاتكم للمال العام تحت بند فقه السترة و فقه الحاجة و فقه الضرورة و اخيراً فقه التحلل ، وهذا الشعب يعلم جشعكم و عدم اكتفاءكم من سرقة المال العام فلجاتم لاستيراد المخدرات بالحاويات ( ضبط خمسة حاويات تحتوي علي مخدرات بميناء بورتسودان ) صمتم و تداركتم الموقف و لم يتم الحجز علي المخدرات او يتم ضبط أصحابها و محاكمتهم مثل النفايات المشعة التي تم ضبطها بالميناء بعد ان وصلت علي متن خمس سفن بحرية في العام 2005 . نخن الشعب نعلم بان نور الهادي الشيخ المغتصب ينتمي للمؤتمر الوطني و بعد ان تمت ادانته و سجن فقام البشير خادم القران باخراجه بموجب عفو رئاسي معطلاً حد من حدود الله ، و كذلك البلدوزر الشيخ الزاني نهار رمضان ينتمي للمؤتمر الوطني بل رئيس المؤتمر الوطني بولاية البحر الأحمر و كذلك حاج ماجد سوار الذي اختلس أربعة عشر مليارا من وزارة الشباب و الرياضة احد رموز المؤتمر الوطني بل كان دباب ثم رئيس التعبئة بالمؤتمر الوطني ثم وزيرا للرياضة ثم سفيرا بليبيا ثم مدير لهيئة شيئون المغتربين وهو لص و مختلس ، و حسبو عبد الرحمن الذي شغل عدة مناصب و كان مدير الشئون الانسانية و اتهم بسرقة مليارات احد رموزكم في الفساد و في الحزب وهو مؤتمر وطني و عبد الرحمن الخضر الوالي المفسد و قضيته الاخيرة سرقة ما يقارب من ستون مليار جنيه بشراكة العباس شقيق الرئيسي و مهدي ابراهيم الذي شغل عدة مناصب منها سفير السودان بمصر و وزيرا للإعلام و الملازم غسان كبش الفداء ذلك الصبي الملياردير الذي لم يتعدي الأربعة و عشرون عاما من عمره و نجل الوالي عبد الرحمن الخضر و صهره وهؤلاء اللصوص جميعهم مؤتمر وطني و د سلاف الدين صالح الذي شغل عدة مناصب اخرها مدير مفوضية نزع السلاح و التسريح و اعادة الدمج الذي اتهم بسرقته للمال العام و سجنتموه بعض الوقت احد رجالكم و هو مؤتمر وطني و الوالي المتعافي صاحب التقاوي الفاسدة و مصانع بيكو للدواجن و عدد من الشركات و المصانع احد رموزكم في المؤتمر الوطني و كثير من الشخصيات و المواقف و الجرائم بحيث لا يسع المجال لذكرهم هذا غير فساد الرئيس البشير و اخوانه و نسائه و أصهاره و شركائه في المؤتمر الوطني و الحكم أمثال عوض الجاز و اسامة عبدالله و محمد عطا و قوش و جمال الوالي و كمال عبد اللطيف و نافع و علي عثمان عبد الرحيم محمد حسين و علي كرتي و امين حسن عمر و مأمون حميدة و جميع المسئولين الذين أصبحوا من اصحاب المليارات و العقارات و الشركات من سرقة المال العام جميعهم ينتسبون للمؤتمر الوطني ، و نحن الشعب نعلم تماماً بان حزب المؤتمر الوطني هو حزب الفساد و المفسدين و سنعمل علي اقتلاعكم مهما كلفنا الامر و لا تظنون بان الجنجويد الذين أتيتم بهم لحمايتكم باسم الدعم السريع سيحمونكم من غضبة الشعب فغضب الشعوب بركان و سيل الشعوب طوفان يقضي علي جميع اللصوص و المفسدين و كل من باع الوطن و قتل الشعب باسم الله و استغل الدين من اجل مصالحه ، ولا داعي لهذه التصريحات السمجة التي أشبه بسكرات الموت فالتغيير قادم لا محالة و مصيركم الي زوال ، و ختاماً فيما قاله نمر بان كل من نطق الشهادة مؤتمر وطني أقول له كفاكم كذبا باسم الدين و قتلاً باسم الله ، خمسة و عشرون عاما الله لا عادها افقرتم فيها الشعب و اغتنيتم ، شردتم ابناء الشعب و مكنتم أنفسكم قتلتم الشعب طمعا و حقدا و عنصرية و علمتم ابناءكم بأفضل المدارس و الجامعات و تعالجتم بأفضل مستشفيات الخارج من أموالنا و رهق فقر ستات الشاي و الطواقي و الباعة المتجولين و عرق العمال و المزارعين و الموظفين ، خمسة و عشرون عاما ترهلت فيها كروشكم بالسحت و امتلأت فيها خزائنكم من سرقة المال العام و عمل فيها جهاز أمنكم علي ترويع الناس قتلا و سجناً و اعتقالا و تعذيب تأمينا لكم ، لم نجني فيها نحن الشعب سوي تراجُعنا علي الصعيد الاجتماعي أخلاقيا و تقدُمنا في مصاف الدول الأكثر فسادا في العالم و علي راس قائمة الدول الراعية للإرهاب و المنتجة لعصابات الاتجار بالبشر من رجال أمنكم فعن اي إنقاذٍ تتحدثون و باي انجازٍ تحتفلون .