في منزل يشابه البيوت الاخريات في تلك المدينة الصاخبة بضجيج الطيبة والسياسة وأشياء أخري (النهود) أقصي الغرب الكردفاني تغوص أقدامك في الرمال وانت تجاهد لتعبر الي الضفة الأخري من النهر ثمة صورة كبيرة علقت في البوابة قبل ايام قلائل من الاستحقاق الانتخابي للعام 2010 (الأمل والتغيير) فوقها صورة المرشح المنسحب لاحقاً ياسر عرمان . ثمة أسماء يبقي من الصعب تجاوزها في تلك الايام (سامية كير) كانت واحدة من هذه الاسماء . السيدة التي يسبق توصيفها الشقيقة لرئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت والمواطنة الشمالية في منطقة النهود والقيادية في تلك الفترة في حزب الحركة الشعبية ومرشحة الدائرة للمجلس التشريعي بالولاية . سامية القيادية في الحركة الشعبية انذاك وفي اجابتها علي سؤال علاقتها بشقيقها رئيس حكومة الجنوب اكتفت بالقول انها مثل علاقة اي أخ باخته في السودان ولم تنسي ان تضيف ان ظروف الحرب الممتدة بين الشمال والجنوب خلقت لها طابعاً يتسم بالخصوصية قبل ان تحسم الحوار بعبارة واحدة وصفت بها الرجل انه (طيب وحنيين) الطيبة والحنين التي كانت تريد سامية آنذاك توظيفهم لاجل تحقيق الوحدة في السودان حتي لا يتفرق شمل الاخوان لكن اتت النتيجة بعكس ما تشتهي رياح السيدة المستقرة ومتزوجة باحد اعيان منطقة النهود وينتمي سياسياً لحزب المؤتمر الوطني سامية كانت تفسر كل ذلك في اطار مشهد قبول الآخر في الثقافة السودانية وان أختلاف الإنتماء لا يفسد للود قضية . (اول حاجة دايرة ارتقي بالمستوى الصحي، وده المجال الأنا شغالة فوقو، ده غير انو انا بسعى لتحقيق تطلعات النساء عموماً في ولاية شمال كردفان، مع الاهتمام بمسألة توفير الخدمات الرئيسية المياه والكهرباء والتعليم، باعتباره البناء الاساسي الذي لا يقوم أى شيء بدونه، واريد كذلك الاهتمام بقضايا الاطفال وتوفير الرعاية الاجتماعية لهم،) كانت تلك هي المبررات التي ساقتها كير لترشحها في منصب الممثل لاهل النهود في مجلس تشريعي شمال كردفان قبل ان تغادر السباق الانتخابي تنفيذأً لقرار رئيس الحركة ومجلسها السياسي آنذاك ودورة السياسة لم تقف في محظة الإنسحاب من الانتخابات لتاتي نتيجة الاستفتاء بمغادرة الجنوب لحال سبيل دولته ولنزاعات ذات طابع سياسي وجدت السيدة نفسها غارقة فيها بحجة الانتماء لحزب ينظر اليه في دوائر الحكومة بانه أجنبي مما تتطلب خطوة أخري مضت فيها الا ان وصلت الي محطة حزب المؤتمر السوداني بقيادة ابراهيم الشيخ ووصلت الي منصب الامين العام للحزب في فرعية النهود وهو المنصب الذي وضعها في مدفع المواجهة مع الحزب الحاكم في تلك المناطق وكانت نتيجتها ان تم اعتقالها بمعية آخرين في الاحداث الاخيرة ونقلها الي سجن الابيض لكن السلطات أعلنت أمس اطلاق سراحها قبل ان يتم توقيفها مرة أخري من داخل دار الحزب أمس رفقة أخرين كانوا يحتفلون باطلاق سراحها ولم تترك لها المساحة حتي لتقول كلمتها بحسب ما نقل أمس من المدينة البعيدة . حكاية سامية لا تتنهي بسيناريو الاعتقال واطلاق السراح بقدر ماهي حكاية ممتدة في جذور البلاد البعيدة والدها كير وضع بذرة لرئاسة الجنوب وبذرة أخري في الشمال بينهما السياسة التي تجمع لتفرق انتقالها بين الحركة والمؤتمر السوداني تري انه امتداد لمسيرة واجب عليها ادائه لصالح مواطنيها الذي يستحقون العمل الحقيقي بعيداً عن الوعود الجوفاء التي يتمشدق بها الساسة وهي منهم بتوصيف منصبها الجديد في الحزب المعارض . لكن ثمة دور جديد تقوم به ربة المنزل في المدينة التي تنتمي اليها وهو ممارستها للتمريض في مستشفي النهود محاولة ان تقلل من الام المرضي والتعابي في واقع علي درجة عالية من الصعوبة وان كان يكفيها من كل هذا المشهد الاسم الذي يجعل من عملية الوحدة التي ضاعت في الصناديق حكاية تمشي بين الناس الذين يبادلونها الحب فهي منهم وستظل كذلك .