[email protected] بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم الموضوع : ( مِن أين جاء هؤلاء النّاس ؟ ) (للكاتب والأديب السودانى الكبير المرحوم / الطيب صالح.) للاجابة على هذا التساؤل (القديم / الحديث ) هناك مجموعة رسائل فيها متابعة دقيقة (للانقاذ ) منذ أن وضع بذرتها الأولى الأب الروحى لها فى عام 1964 وحتى تأريخه ,……. سوف أعيد باذن الله تعالى , نشرها هنا كاملة , واحدة تلو الأخرى , ….. كى نقف على الأسباب الحقيقية الكامنة وراء جعل أناس من بنى جلدتنا يتحولون الى هذه الحالة الشاذة , والأكثر غرابة , التى عبر عنها هذا الكاتب والأديب الكبير , تعبيرا صادقا , فى تساؤلاته أعلاه , ….. والمعبرة عن قمة الدهشة والحيرة , ……. ….. بل هناك سؤال أكثر الحاحا , وأشد طلبا وهو : " كيف يتأتى لاناس ,… المعلوم عنهم أنهم : " حملة رسالة " ….. جاءوا كما يدعون , لانزال تعاليم وموجهات ديننا الحنيف والرسالة الخاتمة , الى الأرض , ليراها الناس كل الناس على ظهر هذه البسيطة , فى سموها وعلوها , …….يأتون بشىء مغاير ومجافى تماما لحقيقتها , ……. بل انما جاوا به , وأنزلوه على الأرض , يعد بمثابة , أكبر , وأعظم هدية تقدم : " لاعداء الحق والدين " ….. ليكيدوا لديننا وعقيدتنا , باعتبار ان ما قدم هو الاسلام , !!!!!!! …….. فهل هناك فتنة أكبر وأعتى , وأشر من هذا الذى ماثل ونراه أمام أعيننا ؟؟؟؟؟ الرسالة (22) بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم الموضوع : " رسالة مفتوحة الى منتسبى الحركة الاسلامية السودانية , حلقة (2) " نواصل ما انقطع فى الحلقة (1) : سبق أوضت أن الرسائل الواردة الى , …. أخدت فى مجملها اتجاهين , سأواصل التعليق عليهما بادن الله تعالى كما سبق وعدت : * الاتجاه الأول : عن هدا أشرت الى أطرف الرسائل , وأكثرها غرابة , والتى تقول : " وضح أنه من خلال متابعتك للانقاد مند قيامها , ورصدك الدقيق لكل ما اقترفته من جرائم متنوعة , وظلم وفساد كثير , وخراب وتدمير كامل للبلاد والعباد , …. اعتمدت فى التدليل على دلك كله على أناس من الانقاد أو قريبين منها , …كأنك تريد أن تقول للناس : " شهد شاهد من أهلها " …. ولكنك قد لا تعلم أن هولاء الدين استشهدت بهم , وأن هده العملية برمتها تدخل فى تعاليم : " المدرسة الجديدة " ( التى اشرت اليها فى رسائلك )…….. أى هم مكلفون للقيام بهدا الدور ……. الخ ………. وكنت قد علقت على هدا الرأى بالآتى : "……. مع الوضع فى الاعتبار, اننا كمسلمين , هدفنا الأول والأخير هو : " البحث عن الحقيقة ولا شىء غير الحقيقة "….. فكل اتهام لابد له من دليل قاطع , والا يظل اتهام لا غير " …….. ولكن هدا لا يمنع من التعليق ونجملهة فى الآتى : * أولا : يكفى فى هدا المقام , أن ما وصل الى علمنا من هولاء الاخوة الكرام , ونشروه للناس كل الناس , يمثل بحق واقع حقيقى ومعاش , …. ولاشك أنهم قدموا بدلك خدمة كبيرة وجليلة بكشفهم لمثل هده الحقايق الدامغة للناس, ….. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجازى كل حسب نيته . * ثانيا : ان مثل هدا الاتهام قد تكررقوله وسمعنا مثله تماما ابان عملية : " المفاصلة " المشهورة قبل أكثر من عقد من الزمان , فقد طالعتنا مقالات لاناس معروفين , …. شككوا هم أيضا فيها وقالوا عنها : " أنها لا تعدو كونها تمثيلية الهدف الأساسى منها هو افساح المجال لمشروعهم , كى يشق طريقه دون أى عقبات تعترضه . " ويدخل فى دلك كل عمليات التمويه : " من سجن وملاسنة "…… ثم الخروج وقيام حزب فى صورة " معارض " …. ليجد وضعه الكامل ضمن المعارضين , وتبنى اطروحاتهم . … أو ربما المبادرة بها لتأكيد الجدية , لحين ايجاد الفرصة المواتية للحد من فعاليتها , …. وهو المطلوب !!!!!!!!!! * ثالثا : يمكن القول أن مثل هده الأحاديث والأقاويل التى تتردد هنا وهناك , ويتداولها الناس فى مجالسهم ومنتدياتهم , لا تبعد كثيرا عن الواقع , ………. ولكن كما سبق القول , سوف تظل مجرد أحاديث وأقاويل , حتى تثبت بالدليل القاطع لتصبح واقع وحقيقة ثابته , …. وكما هو واضح فان مثل هدا العمل , حتى لو وأقول ( لو ) افترضنا حدوثه , ألا يدخل فى معنى المكر السىء : (( ولا يحيق المكر السىء الا بأهله )) ؟؟؟؟؟؟؟ صدق الله العظيم . الاتجاه الثانى : هدا الاتجاه له وجهة اخرى سبق تعرضنا لها فى الحلقة (1) قلت فيها : " هناك نوع آخرمن الرسائل تكاد تكون شخصية موجهة لى بصفة خاصة وهى الأخرى وردت من أكثر من قارىء , ….. تقول فيما معناه : " ……. تتبعنا لمواضيعك كلها المنشورة : بموقع …………… لاحظنا أنها أخدت منحا مغائرا لكل ما كتب عن الانقاد مند قيامها فى 30/6/1989 , ….. ان اتجاهك فى الكتابة ينم عن شخص ألمت به حالة شديدة الوطئة , …. جعلته يتفرد بهدا المنهج , الدى يتجه فى بحثه عن السبب الكامن وراء العلة , والدى يعنى فيما يعنى أن هناك علة خطيرة ومرض عضال ألم بالبلاد والعباد , وانعكس دلك فى ظواهر خطيرة وعلل ظاهرة وخفية , …….. تتبعها الكتاب المختلفون وتناولوها فى اصداراتهم , ….. وكانت كل محاولاتهم لا تعدوا كونها عملية : " عرض لمرض " …. أى توالى واستدامة عرض العلل الكثيرة لهدا المرض العضال دون البحث عن سببه, ……….. فجاء نهجك مغائرا تماما , ….. اد توجه من أول وهلة الى البحث عن أسباب هده العلل أى الى : " عملية التشخيص " ………. الخ ماجاء فى هده الرسائل . وقد أصابت هده النظرية لب الحقيقة مما استدعى انزال الرسالة الأولى التى تؤيد دلك , …… وفيما يلى نتابع ملاحظات ومداخلا هدا الاتجاه , … ونختار من بينها رسالة طويلة واردة من أحد أفراد هدا الاتجاه التى تكاد تكون شاملة ومغطية لكل الرسائل الأخرى , نجملها فيما يلى : * يقول هدا معرفا بنفسه : أكتب لك يا أخى , ... أنا أحد ضحايا التشريد الدى أطلقت عليه دولة ما يسمى : " الانقاد "….. زورا : " الصالح العام "… اننى أنتمى من حيث المولد الى العاصمة الثانية : " أمدرمان " …. فقد ولدت وترعرعت فيها ,…. وكدلك والدى ولد وترعرع فيها , …. وكان موظفا بالدولة , وقضى عمره كله فى خدمة بلده , وكان محبوبا من جميع أقرانه فى العمل وخارج العمل ,… وكان يمتلك منزلا كبيرا ورثه عن والده , يضم العائلة كلها , ….. وقد اهتم بتعليمى , فاجتزت بفضل الله تعالى كل المراحل من تعليم عام وعالى بنجاح كامل , وأصبحت موظفا بالدولة كوالدى ,….. وقد كان بالنسبة لى يمثل القدوة , ونعم القدوة ,……تعلمت على يديه الكثير الكثير مما أفادنى فى حياتي العملية , وخارج عملى ,…. وكنا نعيش حياة طيبة سعيدة وسط أهلنا , وجيراننا , وكعادة أهل السودان , كان منزلنا يضم فى داخله ديوانا كبيرا بسور منفصل , أقامه جدى للضيوف, …… وكانوا يأتوننا من قريته التى جاء منها للعاصمة ,….. كانوا يأتوننا من قديم الزمان : فرادى وجماعات منهم من يأتى للعلاج , ومنهم من ياتى لمواصلة تعليمه , ومنهم من يبحث عن عمل , ….. وكل يعيش معنا كاسرة واحدة , بكل أريحية , وكنا ونحن صغار , نقعد معهم ونسر أيما سرور لحكاويهم , وقفشاتهم ,…. وقد تعلمنا منهم الكثير الكثير , وخاصة كبار السن منهم ,…. وظل هدا الوضع كما هو دون انقطاع حتى بعد موت جدى , وكنا كلنا جميعا سعداء , …… بل ان جدى كان يغضب غضبا شديدا عندما يعلم ان أحد اقربائه حضر العاصمة وأجر مكانا للاقامة به بدلا عن الاقامة عندنا , … وكان يعد دلك عيبا كبيرا , * دهبت صباح يوم الى للعمل كالعادة , وفوجئت كغيرى بالطامة الكبرى : " الاستغناء عن الخدمة " ….. وبدأة بدلك عملية التشريد من العمل دون أى جريرة أو دنب يرتكب من الضحايا ,… ومن أين جاء هدا القرار ؟؟؟؟ …. من دولة ما يسمى " الانقاد " !!!!!!!! ……. والتى استبشرنا بها خيرا , … ولمادا لا نستبشر , فقد أعلنت للعالم كله أنها لم تقدم على فعلها هدا ( استلام السلطة عن طريق قوة السلاح ) …. الا لتطبيق شرع الله , وتنزيل تعاليم الرسالة الخالدة على الأرض , ….. ومن منا لا يهفو ويتشوق الى دلك ؟؟؟؟؟؟ * كانت الصدمة حادة وعميقة على , وعلى أهل بيتى , وجيرانى وكافة معارفى ,……. لم أتردد , أخدت قرارا ونفدته فى التو والحال , ووفقت فيه أيما توفيق , وحمدت الله كثيرا على دلك . * وجدت نفسى فى بلد بعيد , بعيد , …. ولكن فى وضع وظيفى مريح , يمثل غاية ما يتمناه الانسان ,….. وفى منطقة تتوفر فيها كلما يزيل ويبعد هواجس وسلبيات الاغتراب ,…….. اجتمعت الأسرة كلها هناك وسط جيرة محترمة , ومسجد جامع , …. أزال تماما كل الهواجس فيما يتعلق بتنشئة ومستقبل الاطفال , …. وكان دلك من فضل الله علينا . * ماذا بعد الاستقرار : اننى يا أخى أعتبر هدا الوضع الجديد, بل هده النقلة العظيمة فى حياتي هى : منة من الله سبحانه وتعالى أكرمنى بها تعويضا للصدمة العاتية والعميقة التى حلت علينا, وأصابتنا فى الصميم ,…….. وأصدقك القول أننى مند خووجى من بلدى العزيز ,….. ليس لى هم , أو شاغل , يشغلنى , غير التفكير فى : " هده الحادثة الأليمة "………انها كانت شاغلى الأول والأخير ,….. وهدا هو الدى جعلنى أعيش فى حالة حيرة مستديمة , لا تفارقني لحظة ,…..ان ما حصل للخدمة العامة فى بلدى يعد كارثة , ومصيبة من المصائب الكبرى ,………. وكونه يحدث من دولة ترفع رأية الاسلام , ……فهدا مما ضاعف , وعمق جزور الحيرة !!!!!…… لمادا , ولأى سبب يحدث هدا ؟؟؟؟؟ * تعرفت على نفر غير قليل من الأخوة هنا , وكنا دائما نجتمع فى أوقات فراغنا , ونتبادل الأخبار , …. وبالمتابعة الدائمة , والمستمرة وقفنا على أشياء غريبة وخطيرة , متوالية الحدوث فى بلدنا الحبيب , … نفصلها فيما يلى : (1) التشريد : تمت عملية التشريد الجماعى , وغطت كافة قطاعات الدولة : من خدمة مدنية وعسكرية , وامتدت الى الهيئة القضائية, ….. وكانت النتيجة ,…. تشريد اعداد لايستهان بها من كبار رجال الدولة , من قضاة , وأطباء , ومهندسين , ….. وكبار الضباط من القوات المسلحة , والبوليس , وأجهزة الأمن المختلفة , …… وامتد دلك ليشمل معظم الكفاءت , وأصحاب المؤهلات والخبرات العالية من الخدمة المدنية ,….وشمل دلك جميع الهيئات , والوزارات بما فيها الخارجية ,…… وتم دلك كله بصورة تعسفية , … دون أى جريرة أو دنب أرتكب من هولاء الضحايا , ….. بل كانت هده العملية هى : " القمة فى الظلم والجور " …….. لم نسمع , أو نعلم لها مثيل فى عالمنا المعاصر ,… مما ترك الجميع فى حيرة ما بعدها حيرة , …….لمادا ؟؟؟؟؟ وكيف يحصل هدا من دولة ترفع رأية الاسلام ؟؟؟؟ * كلنا يعلم أنه لو كان للاستعمار فضيلة تحسب له , فقد ترك لنا أعظم , وأجل خدمة عامة ( مدنية / عسكرية ) … كانت محل اشادة عظيمة داخليا وخاريا , …… اد كانت تقودها , فى قطاعاتها الختلفة , كوادر قمة فى التأهيل والتدريب كل فى مجال عمله , ….. وكانت تتوارث دلك , جيلا عن جيل , ….. ويحكم دلك كلة قوانين ولوائح منفدة لها , تجعل من السودان دولة نظامية , لا تقل فى انضباطها , واستقلال وتكامل ادارة قطاعاتها المختلفة , عن أى دولة تامة التقدم , …..لمسنا دلك من خبرتنا الطويلة هناك , …. مقارنة مع ما شاهدناه وعايشناه هنا , ………….. وهدا مما يجعل الجرح عميقا , والتساؤل قائما , والحيرة أعمق !!!!! (2) بيوت الاشباح : تابعنا هده أيضا وكانت أم المصايب والبلاوى , والتردى المعيب , والأقبح فى سوءه وغذارته ,….. تابعناه فى وسائل : " الميديا المختلفة " أولا ,……. ثم شاهدنا وتعرفنا على بعضم ثانيا , وتم ثوثيق دلك كله ,….. وأكثر ما يؤلم الانسان ويجعله فى حيرة دائمة تضاف الى حيرته السابقة , أمور منها : * السودان دولة نظامية قائمة , لها قوانين محكمة , وقضاء مستقل يشهد لة العالم كله , ومحاكم , وسجون تقطى أرجائه كله , ….فلمادا يقاد الناس , …لا , ….. بل يهجمون عليهم ليلا , ويزجون بهم فى أقبية مجهولة , غيرمعروفة , .. ودون توجيه أى اتهام لهم , ثم بعد دلك يمارسون معهم أبشع , وأغدر أنواع التعديب , … وصلت فى سوءها , وقبحها , وفجورها , …..الى أعمال : " يعف اللسان عن دكرها " ……. ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم , ….( أنظر يا أخى , الدعوة القضائية التى رفعها : " العميد (م) محمد أحمد الريح لوزير العدل هناك ولم تجد أى استجابة ,…… موقع ………….., ورسالة الكتور / فاروق محمد ابراهيم المرسلة للسيد رئيس الجمهورية عن طريق سفير السودان بمصر موقع …………… الخ ) * ملاحظة : ( اخى ان هدا العمل الممعن فى قبحه وبشاعته , ليس غريبا بالنسبة لى , كونه يحدث فى نظام شمولى , فقد قرأت كتب كثيرة , من مكتبة والدي ,…. وقفت فيها على الكثير الكثير , من جرائم هده الأنظمة , فمالنا ندهب بعيدا , … فهده جارتنا العزيزة " مصر " عهد ( عبد الناصر ) ….. نجدأن ماجرى فيها وتم توثيقه , يفوق , أضعاف أضعاف , ما تم , فى حالتنا هده , ……… واشير هنا لكتابين فقط هما : كتاب : " أيام من حياتى " …. للداعية الاسلامية : زينب الغزالى , …. وكتاب : " فى الزنزانة " للمستشار على جريشة ) * ولكن المؤسف يا أخى , ….. بل المصيبة الكبرى والبلية العظمى , …. … أنه قد تأكد , وثبت للجميع , ان الدين اضطلعوا بهدا العمل هم أناس من التنظيم الحاكم , من جماعة : " الاخوان المسلمون "….. أى أناس من : " حملة الرسالة " ……. رسالة الاسلام , !!! ما هدا الدى يحدث ؟؟؟ ….. بل كيف يحدث هدا ؟؟؟؟ ……… وتذداد الحيرة ويتضاعف الغموض !!!!!!! (3) مشكلة الجنوب وتحويلها الى حرب دينية : يعلم الجميع أن أول تمرد بدأ كان عام 1955 أى قبل الاستقلال , واستمر بعد الاسقلال فى فترات متقطة , حتى توقيع اتفاقية عام 1972 فى عهد نميرى ,…. والتى أعطت لأهلنا فى الجنوب حكم أقليمى , فى أطار السودان الموحد , … وتم للجنوب بموجب دلك الاستقرار الكامل , ودام هدا الاستقرار لعقد من الزمن فقط ,…. …. ثم عاد التمرد مرة أخرى بسبب نقض النميرى للاتفاقية , … واستمر حتى قيام الانتفاضة , وبعد الانتفاضة وصل أهل السودان الى قناعة كاملة , الا فائدة من الحرب البته ,……. وأن الحل يكمن فى طاولة المفاوضات , …. ومن ثم جرت محاولات جادة , انتهت باتفاقية ما يسمى : " الميرغنى/ قرنق " … ووجدت هده الاتفاقية استحسانا وقبولا من كافت قطاعات الشعب , ……وكانت بنودها كلها , تعبر تعبيرا صادقا عن أمانى وتطلعات الأمة السودانية بأسرها , ……. وكان فحواها , أن يجلس السودانيون ممثلين فى زعاماتهم ,……. يجلسون سويا للوصول لحل المشكلة حلا جزريا , دون أى تدخل أجنبى , …. وفى اطار : " سودان حر موحد " : ….يستظل بقيمنا الأصيلة , … والتى تركناها وراء ظهورنا , دهورا , ……….. والمتمثلة فى تعاليم ديننا الحنيف , والرسالة الخاتمة ,…. وهى دات المبادىء والقيم التى توصل لها الانسان بفطرته السليمة , بعد طول عنا , ……….. ومطبقة فى العالم حولنا كما نعائشها تماما فى مهجرنا هنا " حقوق الانسان " : " المساواة الكاملة بين أبناء الأمة دون أعتبار لأديانهم وأعراقهم , .. ….. الحرية والعدالة المطلقة , ليس لأحد حق فى الوطن الأم , يعلو على الآخر , الا بقدار ما يقدمه من خير يعم الجميع , ………… أليس هدا ما جاءت به الرسالة الخاتمة , …. لتنقل الانسان من حياة القهر والعبودية , … الى فضاء الحرية , والمساواة , …… ولا يتحقق دلك الا بالعدالة المطلقة , ….لأن العدل : " هو أساس الحكم فى الاسلام " …….. هدا هو جوهر تعاليم ديننا الحنيف , والرسالة الخاتمة , ….. والتى جاءت أصلا لاسعاد البشرية جمعاء , … كان هدا هو المعنى المعلوم والحقيقى لهده المبادرة , ….. واستبشر الجميع بدلك خيرا , …… وكانوا ينتظرون بشوق عظيم , وآمال عراض , لدلك اليوم , ……يوم (لم ) الشمل , ونسيان الماضى البغيض ,, …. والتئآم الجروح , كل الجروح , ….والنظر الى غد مشرق , …… ولكن : " هيهات , هيهات" ….. قامت " الانقاد " … ووأدت دلك كله فى رمشة عين , …. ولم يك باقى على تحقيق هدا الأمل الا شهرين ونصف الشهر ,……. جاءت الانقاد ووأدت دلك كله , … ويا ليتها نحت نحو هدا الطريق , المفضى للحل العاجل والوفاق الدائم , ….. لكنها توجهت من أول وهلة الى طريق معوج ,….. طريق مغاير , بل معاكس تماما , لطريق السلامة , والعيش فى حب , ووئآم , ….. فالننظر مادا كان البديل : (1) تحويل القضية برمتها من مشكلة داخلية , ومطالب جوهرية عادلة , … تتطلب فيما تتطلب , النظر اليها فى اطار : " القيم الانسانية النبيلة , والمساواة , والعدالة بين أفراد الأمة الواحدة , ………. حولوها الى حرب جهادية ": ( أنظر يا أخى , … اليس فى دلك عملية استدعاء سريعة, ومغلفة , وخلق القابلية للتدخل الأجنبى . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ) (2) تمت التعبئة لهده الحرب الجهادية, وجندت , وسخرت لها اللآلة الاعلامية , بصورة لم ير لها مثيل , فى مشكلة داخلية , بين أفراد شعب واحد , وأمة واحدة , يجمعهما بلد واحد . (3) تابعنا دلك كله يا أخى , … تابعناه مند البداية , ….. ماكان ظاهرا منها , وماخفى ,……… وربما لا تعلم يا أخى أنها لم تكن حرب عادية , انها كانت , حرب تدميرية ,…… فاقت فى قبحها , وبشاعتها ,…. ما حدث لاحقا , ومثل أيضا فى أهلنا فى دارفور . ( كيف يحدث هدا , … ومن , ( من ) ….. من دولة ترفع رأية الاسلام ). تضاعفت الحيرة, وتراكمت الأسئلة : " من أين جاء هولاء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ " (3) التدخل الأجنبى : كما تعلم يا أخى ويعلم الجميع , أن الانقاد لم تنتظر كثيرا , فقد لجاؤوا الى : " الايقاد " ...... فمادا كانت النتيجة , ... أسفرت عن اجتماع حضره السيد / الرئيس وصدرت عنه المبادىء المشهورة أورد هنا نصين منها ,… لم يردا من بعيد أو قريب فى مبادرة الوفاق الموؤدة , ولم نسمع عنهما من قبل مجىء دولة : " الانقاد " …… وهما : * " لا بد من تأكيد حق تقرير المصير لأهل الجنوب لتحديد وضعهم فى المستقبل عبر استفتاء " * " يجب اقامة دولة علمانية , وديمقراطية فى السودان وضمان حرية الاعتقاد والعبادة وممارسة الشعائر الدينية بالكامل لكل المواطنين,…….. كما يجب فصل الدين عن عن الدولة " ……………….. الخ (4) مادا حدث بعد دالك : أعلنت الانقاد رفضها للمبادىء وصاحب دلك كالعادة اتهامات للوسطاء, تبعه كالعادة , هجوما عنيفا , …. وظلت الآلة الاعلامية تردد فى دلك زمنا طويلا , …. ثم (ثم ) ….مادا ؟؟؟؟؟؟؟ ……ثم يدهب السيد / الرئيس بنفسه لاحقا ويعلن للعالم أجمع موافقته , …. ثم يبصم !!!!!!! ( أنظر يا أخى دولة ترفع رأية الأسلام , . .. ترفض الحل عن طريق الوفاق الوطنى , …ثم تشعلها حربا شعواء ضد مواطنيها ,….. ثم تلجا هى بنفها لتطلب التدخل الأجنبى . ) * ما هدا الدى نراه , ونشاهده , …. يا أخى هل هدا هو الاسلام ,…….. هل ما يجرى هناك , … فى دولتنا الحبية , " السودان " ..يعبر تعبيرا صادقا عن تعاليم ديننا الحنيف والرسالة الخاتمة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ (4) نكبة اخواننا فى دارفور العظيمة : بالرغم أن اتفاق نيفاشا تم عن طريق تدخل ونفود أجنبى ,…. تسبب فى استدعائه , وخلق القابلية له , – ( كما سبق دكرنا ) – تعامل الانقاد الغريب والشاد مع القضية ,… والتى كانت على بعد خطوات من الحل السلمى , الوفاق العادل , ….. وبالرغم من دلك , فقد استبشر الناس بها خيرا , ……. وللأسف الشديد , لم يدم دلك الفرح طويلا , ….. فقد فوجىء العالم بتكرار دات الحرب التدميرية ضد اخواننا أهل دافور العظيمة , وبدات عمليات, القبح والبشاعة , المعروفة للناس ,…….وقد تم توثيقها بشكل لا يترك مجال للشك , أو الطعن فى وقائعها . * وفى هدا المقام يجب أن لا ندهب بعيدا, …. بل نكتفى بما حققته , واثبتته لنا لجنة مولانا الدكتور / دفع الله الحاج يوسف والمشكلة من قبل السيد رئيس الجمهورية , ….. اتفق هدا التقرير مع لجان التحقيق الأخرى ( دولية /اقليمية )…. فى وصف ما حدث بأنه : " عمليات اغتصاب وعنف جنسي واعدا مات عشوائية وحرق وتدمير كامل للقرى المعتدى عليها…." * بالرغم من أن لجنتى الأممالمتحدة والجامعة العربية بما فيها لجنة الدكتور/ دفع الله الحاج يوسف , … اتفقوا بعدم العثور على دليل يثت جريمة ما يسمى : " التطهير العرقى , …..الا أن الأخير أشار فى تقريره بند (18-7 ) الى حالة واحدة , تتمثل فيه وقوع , هده الجرية النكراء , والتى تعد بحق , أم , الجرائم كها , …… وفيما يلى النص : * " ….مؤدى ما ثبت من وقايع , هو أن ما تم فى منطقة كاس ترحيل لسكان : " أم شوكة " و " مراية " …. بلا وجه يبيحه القانون الدولى , والمحلى , …… وان عملية نزوح قبائل الفور من تلك المناطق تم بالقوة , …. وبتطبيق عناصر : " جريمة النقل القصرى " على هده الوقايع , ….. ترى اللجنة أن الجريمة تم ارتكابها فى تلك القرى . " ( ووصى التقرير بمتابعة التحقيق , .. وجبر الضرر , ومحاكمة مرتكبى الجرم .) * ونتابع الرسالة : ( أرجو الى أشير هنا الى ان هده الرسالة الطويلة , تنطوى على متابعة شاملة وتفاصيل دقيقة لكل ما اغترفته , دولة الانقاد من فظايع فى حق البلاد والعباد , …… لم تترك فى دلك شاردة , ولا راردة , …. الا أتى عليها , ………. وما عرضته منها أعلاه , وما سوف , أواصل , تقديمه منها , لا حقا, … لايمثل , الا قدرا يسير , فقد اختصرته مع تصرف , شديد . ………………… ونواصل : وجدت الاجابة ل. " من أين جاء هولاء , ….. ولكن :