قال أمين حسن عمر – القيادى فى المؤتمر الوطنى – ان انتخاب عمر البشير من المؤتمر العام للحزب لم يكن نزيهاً. وفى حوار مع صحيفة (الصيحة) أمس الثلاثاء – صودرت بسببه – قال أمين حسن عمر ان النائب الأول السابق للبشير والقيادي في الحزب الحاكم علي عثمان طه مارس إكراها معنوياً للتأثير على أعضاء الشورى والمجلس القيادي للمؤتمر الوطني من أجل انتخاب البشير ، وطالب على عثمان ونافع علي نافع بانتهاج (الاصلاح الحقيقي) ، وقال (نحترم الرئيس وطه ونافع ، لكن الحق أقدم من الرجال وأفضل لنا مناصرة الحق على مناصرة الرجال). وسبق وأشار المحلل السياسي الدكتور خالد التجانى النور الى رفض قيادات فى المؤتمر الوطنى لاعادة انتخاب عمر البشير . وكتب فى مقال 26 اكتوبر الجارى (…الإحصائيات التي أعلنها نائب رئيس الحزب البروفيسور غندور تكشف عن جوانب من ذلك الغموض وتقدم بعض الإضاءات, فمن بين 522 شخصاً هم أعضاء مجلس الشورى حضر 396 منهم, وهو ما يشير إلى أن 125 عضواً يمثلون ربع عضوية المجلس لم يشاركوا في الاجتماع, وبالنظر إلى أهمية هذا الاجتماع وأجندته المفصلية لا يمكن أن يًنظر لغياب هذا العدد الكبير من الأعضاء الذي يمثلون نسبة معتبرة منه باعتباره شيئاً طبيعياً, وهو ما يمكن تفسيره بحسبانه تعبيراً عن موقف لهذه الفئة أو جزء معتبر منها من العملية برمتها, وتعني مقاطعة من باب الزهد في إمكانية تحقيق إصلاح أو تغيير, وما من شك أن غياب هذه الفئة يحسب خصماً من رصيد الرئيس البشير, ويقلل من حجم التأييد الذي كان يأمل فيه داخل دوائر الحزب القيادية. ويعزّز من هذا التحليل أن عدد الأصوات التي حصل عليها البشير في اقتراع الشورى البالغة 266 صوتاً تفوق بالكاد نسبة نصف عضوية مجلس الشورى الكاملة بخمسة أصوات فقط,وهي أغلبية بسيطة على الحافة يمكن الأخذ بها في الأمور العادية وهي مقبولة بالطبع في حالة البلدان والأحزاب التي تتمتع بتقاليد ممارسة ديمقراطية عريقة, ولكن ليس في قضية بحجم خطورة تمديد القيادة بعد ربع قرن كامل من السيطرة عليها, فالتجديد الاستثنائي كان يتطلب بالضرورة الحصول على تأييد استثنائي …) . وأكد مصدر مطلع ل (حريات) بان دلائل عديدة تؤكد بان انتخابات المؤتمر العام لحزب المؤتمر الوطنى كانت مزروة . وقال المصدر المطلع ان اول هذه الدلائل المكانة التى وجدها نافع فى ترتيب مرشحى الحزب للرئاسة ، حيث جاء فى الترتيب الثانى بعد عمر البشير بينما جاء بكرى حسن صالح فى المركز الثالث فى تصويت المجلس القيادى والرابع فى تصويت مجلس الشورى ، وجاء ابراهيم غندور فى المركز الأخير فى كلا التصويتين ، وجاء على عثمان محمد طه فى المركز الرابع قبل الاخير . وأضاف بان نافع أراد بترتيب الأصوات اعطاء رسالة واضحة بان قواعد المؤتمر الوطنى ترى فيه وليس فى بكرى أو غندور أو على عثمان الوريث الشرعى لعمر البشير . وقال المصدر رغم ان نافع ظل لسنوات مسؤولاً عن هياكل المؤتمر الوطنى الا ان هذه السنوات لم تتحول الى رأسمال معنوى وأخلاقى بسبب الخصائص الشخصية لنافع ، واذ ظل يحتفظ بسطوته – خصوصاً على مدراء المكاتب من ضباط جهاز الامن – الا ان الرأى العام داخل وخارج المؤتمر الوطنى لم يأخذه فى أى يوم من الايام كبديل جدى محتمل لعمر البشير ، وأضاف بان اى استطلاع رأى وسط اعضاء المؤتمر العام سيثبت بان نتائج التصويت المعلنة غير نزيهة . وأضاف بان عمر البشير وان رحب بنتيجة التصويت التى ضمنت له الرئاسة مرة اخرى الا انه أبدى تبرمه من (طبخة) نافع التى وضعت بكرى حسن صالح بعده ، حيث يقدر عمر البشير بانه اذا تفاقمت الازمات والضغوط الداخلية والخارجية عليه فان خطته البديلة ان يتنازل لبكرى وليس لنافع ، ولذا كان يرغب فى ان تهيئ انتخابات المؤتمر لمثل هذا الاحتمال حتى ولو كان بعيداً . وقال المصدر المطلع ان تصريحات عمر البشير التى اعقبت التصويت عن (مراكز القوى) و(المخالفات) التى صاحبت (الشورى) انما يشير بها الى طبخة نافع . وأضاف ان الدليل الآخر على التزوير ، التوازنات القبلية والجهوية وتوازنات النوع (رجال ونساء) فى عضوية مجلسى الشورى والقيادى المنتخبين ، وهى توازنات محسوبة بدقة هندسية مما لا يمكن ان يتحقق فى انتخابات حرة ، وقد كان الاجراء المتبع ان تستدرك مثل هذه التوازنات عبر ما يسمى بالاستكمال – التعيين – بعد الانتخابات وليس قبلها . وقال ان دليلاً اضافياً ينهض على التزوير وهو ان نافع ولتمرير طبخته بسلام حاول استرضاء عمر البشير بإسقاط أولئك الذين صرحوا بعدم موافقتهم على التمديد لعمر البشير مثل أمين حسن عمر . وأضاف ان عديدين داخل اروقة المؤتمر العام على قناعة بان نافع رتب مع محمد المختار حسن حسين – المسؤول عن احصاء الاصوات – لتزوير الانتخابات . وقال ان محمد المختار حسن حسين – وزير الدولة بمجلس الوزراء وضابط فى جهاز الأمن – من الذين تدربوا على يد نافع وتربطه به العديد من الملفات والعلاقات . وأضاف المصدر المطلع بان نافع انفتحت شهيته لوراثة عمر البشير بعد لقاءاته الاخيرة مع الترابى وأخذه (مناورات الشيخ) على محمل الجد ، هذا فى حين ان الترابى يرى فى المجموعة كلها بما فيها عمر البشير مجموعة مارقة تستحق العقاب ، واذ يمد يده نحوها فانما يريد تخديرها لأخذها الى القبر .