رأى الاهرام الإعلام السودانى.. والمصالح المشتركة خلال القمة المصرية السودانية التى عقدت الشهر الماضى بالقاهرة، حذر الرئيس عبدالفتاح السيسى من تأثير الإعلام على قوة العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن مسئولية تطوير العلاقات بين القاهرة والخرطوم لا تقتصر على المستوى الرسمي، وأنه لابد من الحرص على كل ما يقال فى الإعلام. وقد أكد الرئيس السودانى عمر البشير، على نفس المعني، مشيرا إلى أن للإعلام دورا فى تحقيق البناء أو الصدام بين الدول، وأن الإعلام يترك رواسب فى نفوس المواطنين. واستبشر الجميع خيرا بهذا التوافق المصرى السوداني، وتوقع أن تفتح وسائل الإعلام فى الدولتين صفحة جديدة تلعب فيها دورا إيجابيا يسهم فى دعم العلاقات التاريخية بين الشعبين، ويعبر عن حقيقة هذه العلاقات المتميزة. وطالب وقتئذ عدد من الكتاب والصحفيين بالسودان، من الإعلام المصرى التعاون معا والتمسك بالمبادرة الكريمة التى وجهها السيسى والبشير بشأن التناول الإعلامى لعلاقات البلدين. والحقيقة أن الإعلام المصرى الرسمى والخاص والحزبي، التزم بالفعل بذلك، ولم يتطرق خلال الفترة الأخيرة إلى أى موضوعات أو معالجات إعلامية تسيء إلى العلاقات مع السودان. بينما استمرت بعض الصحف السودانية فى الهجوم على مصر وترديد الشائعات، والتدخل فى الشئون الداخلية المصرية بشكل يسيء إلى الشعب المصرى ورموزه، ونشر الموضوعات التى تفتقر إلى أدنى مستوى للمهنية وتعكس غياب الإدراك التام لتفاصيل القضايا التى تتناولها، سواء من الناحية التاريخية أو السياسية أو القانونية. كما أن مثل هذه المقالات لا تعكس اتفاق الرئيسين المصرى والسودانى مؤخرا، على أن الإعلام غير المسئول هو سبب معظم المشكلات التى تعانى منها العلاقات بين البلدين. ونحن إذ نجدد التزامنا بالعمل على خدمة القضايا المشتركة، والبعد عن إثارة الخلافات بين البلدين، نتمنى من الزملاء فى وسائل الإعلام السودانية، إعلاء المصالح القومية ومصالح الشعوب فوق أى اعتبار، والارتفاع إلى مستوى التحديات بعيدا عن الأهواء والأيديولوجيات، والتركيز على العناصر محل الاتفاق والبعد عن الخلافات.