أمر أحد قضاة الانقاذ بجلد السيدة حواء آدم – مسنة فوق الخمسين عاماً ، من ذوى الاحتيجات الخاصة وتعول عدة ايتام – أمر بجلدها حتى ارتوت نفسه المريضة . وسرد مصدر مطلع وموثوق ل(حريات) تفاصيل الواقعة قائلاً ان السيدة الأرملة حواء آدم مدبل حضرت الى محكمة الطعون الادارية بمدينة بورتسودان فى يوم 21 ديسمبر لسماع الحكم فى قضية متعلقة بكشك وعندما أخبرها القاضى بقرار الازالة احتجت قائلة للقاضى انها مظلومة فما كان من القاضى الا وان ونادى على العسكرى وطالبه بايقاف السيدة حواء واحضار سوط وعندما رد العسكرى ان محكمة الطعون الادارية لايوجد بها سوط ، أمره باحضار اى شىء يصلح للجلد ، وعندها أحضر العسكرى (خرطوش) لشفط البنزين من احدى السيارات وعندما سأل العسكرى القاضى عن عدد الجلدات أمره القاضى ان يظل يجلدها حتى يخبره بالتوقف ! وبالفعل جلدها العسكرى مايتجاوز الأربعين جلدة. ثم حكم عليها القاضى بالسجن لمدة عام وغرامة ألفي جنيه ، وعندها تدخل بعض الموجودين من المحامين والقانونيين وناقشوه فتراجع عن السجن والغرامة . وأضاف المصدر ان اسوأ ما فى القضية ان محامى السيدة محمد سليمان والذى هو رئيس لجنة حقوق الانسان بمكتب وكيل نقيب المحامين بولاية البحر الأحمرعوضا عن الدفاع عن موكلته أمرها بالاعتذار للقاضى . وحول موقف القانونيين بالمدينة ذكر ان المحامين تحركوا مباشرة بعد الواقعة ورغم عدم تعاون محامى السيدة حواء ورفضه الادلاء باى معلومات الا ان المحامين تمكنوا من الوصول الى السيدة وقدموا مذكرة بحضورها الى رئيس الجهاز القضائى بالولاية والذى أخذ بنفسه أقوال الشاكية وتقدم بمذكرة لرئيس القضاء وهم الان فى انتظار رد رئيس القضاء. واستطلعت (حريات) الناشطة الحقوقية الاستاذة امال الزين المحامية عن الواقعة فقالت (شكل سلوك قاضي الطعون الادارية بمحكمة استئناف البحر الاحمر في جلسة 21/12/2014 المنعقدة للقرار في الطعن المقدم من السيدة حواء ادم مدبل ضد ازالة الكشك الذى كانت تعول منه ابناءها الايتام شكل سلوك هذا القاضي صدمة عنيفة لكل اصحاب الضمير الحي ولكل العاملين بالمهن القانونية والمدافعين عن حقوق الانسان حيث امر بجلدها بخرطوش داخل قاعته وقد تم جلدها بلا عدد وحتي ارتوت نفسه المعطوبة وهي المرأة التي تجاوزت الستين من عمرها لم يشفع لها انها من ذوى الاعاقة ولا انها امراة فقدت مصدر رزقها ولكنه قاضي يشبه زمانه المعطوب يشبه ما يجثم علي صدورنا من طاغوت ويحكمنا بالعصا. يشبه هذه السلطة التي لا يطربها الا انين النساء تحت السياط فهي لم تكتفي بافقار النساء بل تسعي عشية وصباح لاذلالهن وسد ابواب الرزق الحلال في وجههن فمن لم تمت تحت ازيز القنابل في الحروب ماتت قهرا وذلاً حتي في سوح العدالة التي يفترض بها حماية كرامة الناس وحماية حقوقهم لقد درجت بعض المحاكم علي اذلال النساء والحط من كرامتهن بمختلف الطرق ولكم في محاكم الاحوال الشخصية ومحاكم النظام العام خير مثال ان سلوك هذا القاضي وعلى الرغم من ما فيه من مبالغة في الفعل الا انه لاينفصل عن ما هو سائد في المحاكم من تمييز ضد النساء وتجني علي كرامتهن وحقهن في التقاضي مما يحول دون وصولهن للعدالة في الغالب الاعم من الاحوال). وأضافت امال الزين (ادعو كل ناشطات ونشطاء المجتمع المدني لتصعيد الامر والعمل علي انهاء هذا التمييز البغيض وتصحيح اوضاع النساء امام المحاكم كما ادعو الجميع للعمل علي ازاحة هذا النظام الظالم).