* معهد البحوث البيطرية، يعتبر أهم دعائم هيئة بحوث الثروة الحيوانية التابعة لوزارة الثروة الحيوانية والسمكية، وهو عمود في بناء البلاد الاقتصادي "براً وبحراً".. ولولا رعونة السياسات لكان السودان الأول عالمياً بلا منازع في مجال هذه الثروة التي حباه الله بها.. ولأن سيف الخصخصة المسلط "معمول" في الأصل لتمزيق المؤسسات، وزيادة حدة الانتفاخ في جيوب الطفيليين الأشرار، كان لابد أن تدور الدائرة على هذا المعهد العريق الذي ظلت "رحماته" لا تحصى على ثروات السودان الحيوانية قبل أن تغزوه جحافل الفشلة..! وحتى يكون هدم هذا المعهد مبرراً وجدت السلطات ضالتها في إنشاء طريق للمرور السريع يربط بين جسر سوبا الجديد وشارع مدني، طريق تهدم من أجله المنازل والمعامل والحظائر التابعة للمعهد الذي يعتبر من "التراثيات"..! فرغم وساع الأرض والاتفاقات السابقة الخاصة "بسلامة" المعهد من الجرافات، لم يسلم..! وليذهب "القطيع القومي" إلى الجحيم..! فالذي يشرّد البشر وينسف أمان الحياة لا تضيره "الطامات" بالنسبة لدواب اليابسة والماء..! * إدارة المعهد "المغلوبة على أمرها" بسنابك السلطة، طرحت مبررات تقنية وفنية يضر تجاوزها بأهم البنى التحتية للثروة الحيوانية "القومية!" ممثلة في الأبحاث البيطرية.. لكن يبدو أن "القومية!" ذاتها تمثل مشكلة "عصية" للقطاع الطفيلي اللا محدود.. أو القطاع الذي يهمه "كنس" المعهد وفتح الباب "للتماسيح" لتستورد من الخارج "معينات" القطيع القومي بدلاً عن منتجات و"خلاصات" الأبحاث البيطرية التي أثبتت نجاحها على أيدي أجيال من الخبراء عبر الأزمنة..! * رغم اتفاق سابق على تبديل مسار الطريق "المفتعل" بين إدارة المعهد وبعض أطراف السلطة "حملة المعاول!" ورغم قبول كافة الأطراف بما تم التوصل إليه، إلاّ أن السلطات قذفت بالاتفاق في عرض النهر، ليتم تدمير المعهد بتأييد كامل من وزير الثروة الحيوانية و"توابع" الوزارة..! * في ظل الوضع المؤسف تقدّم كبار علماء المعهد وإدارييه باستقالات جماعية للوزير "المتمدد في مكتبه بارتياح" وهو يبحلق غير مصدق أن هؤلاء الخبراء فتحوا له الفرصة لتعيين من يشاء في "مكانهم".. وبالفعل تم تعيين كوادر معظمها من النساء.. لسر يعلمه الوزير.. قد يكون الأمر "تضامناً مع يوم المرأة العالمي!!".. فالآن جميع مديري هيئات وإدارات الوزارة من النساء، ما عدا وكيل الوزارة.. ولا عجب في اختيار "الإناث"، إنهن يستاهلن "التوظيف" داخل سلطة تهوى تصدير "إناث" الإبل والضأن..!! لكن هل يعوضن "خسارة" الأفذاذ من أهل الخبرة الطويلة الممتازة؟! أم في الأمر هوى آخر..؟!! * هل بالضرورة أن تدك أسوار معهد الأبحاث البيطرية من أجل طريق له متسع في مكان آخر معلوم؟! أم إنشاء الطريق هو الثغرة الوحيدة لتحقيق مآرب "الخصخصة" للأمصال واللقاحات بعد القضاء على المعهد؟! * العلماء الذين استغنى عنهم الوزير بخفة عقب استقالاتهم، لم تكن لهم مطالب شخصية، أو مهنية، ولم يسألوا عن مخصصات أو "فارهات" أو أثاثات فاخرة لمكاتبهم وبيوتهم، إنما كانت استقالاتهم دفاعاً عن مصالح البلاد، وحماية لقطيعها القومي وهم "قيمين" عليه، ولأنهم نبلاء كان لابد أن يدفعوا الثمن.. بينما ينتظر الكثيرون ثمن "دك حصون الثروة الحيوانية"..! * سيكتب التاريخ أنه في عهد الوزير فيصل حسن إبراهيم تمت "مجزرة" الثروة الحيوانية بسكاكين الخصخصة.. لكن من الذي قال إنهم يبالون بالتاريخ؟! هي سلطة كاملة تكتب خلودها بسوء "السمعة" لا غير..!! أعوذ بالله