الصحفيون عالقون بين الإرهابيين والحكومات أصدرت لجنة حماية الصحفيين تقييمها الدولي السنوي لحرية الصحافة بعنوان "الاعتداءات على الصحافة"، ويوضح التقرير أن السنوات الأخيرة كانت الفترة الأكثر خطراً على الصحفيين من جراء اعتداءات الجماعات الإرهابية والحكومات التي تزعم بأنها تحارب هذه الجماعات. ويتعرض بعض الصحفيين للاختطاف أو القتل على يد الجماعات المسلحة في حين يعاني آخرون من المراقبة والرقابة أو حتى السجن على يد الحكومات التي تستجيب لتهديد الجماعات المسلحة، سواء أكان تهديداً حقيقياً أو متصوراً. يتألف تقرير 'الاعتداءات على الصحافة‘من مجموعة مقالات أعدها خبراء إقليميون وموظفون في لجنة حماية الصحفيين، وهي تنظر في مجموعة من التحديات التي يواجهها الصحفيون. ويتضمن إصدار عام 2015 من هذا التقرير مقدمة كتبتها رئيسة قسم المراسلين الصحفيين الدوليين في قناة 'سي أن أن‘، كريستيان أمانبور، وهي عضوة في مجلس إدارة لجنة حماية الصحفيين. وقال جويل سايمون، المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين، "أضحى الصحفيون عالقين في دوامة رعب، حيث يواجهون تهديدات من جهات فاعلة من غير الدول، ومن الحكومات التي قيّدت الحريات المدنية بما فيها حرية الصحافة بذريعة مكافحة الإرهاب. يستعرض تقرير 'الاعتداءات على الصحافة‘ هذا المشهد الجديد، ويوفر رؤى بشأن هذه التهديدات العديدة – من المراقبة إلى الرقابة الذاتية والعنف والسجن – والتي جعلت هذه الفترة الأكثر خطراً على الصحفين وفتكاً بهم في التاريخ المعاصر". وتمثل الجهات الفاعلة من غير الدول، بما فيها العصابات الإجرامية والجماعات السياسية العنيفة، تهديداً كبيراً للصحفيين كما تمثل تحدياً لمناصري حرية الصحافة وللمؤسسات الإعلامية. وتُعتبر عصابات التهريب في أماكن مثل المكسيك وباراغواي بأنها التهديد الرئيسي للصحفيين. ويتفحص أحد مقالات التقرير كيف أصبح الصحفيون في عام 2014 يُستخدمون كأداة في مقاطع فيديو دعائية تبثها العصابات، مما يعكس نزعة دولية في توثيق العنف من قبل مرتكبيه. ويبحث مقال آخر في كيفية تعامل الصحفيين مع المخاطر المستمرة التي تتهدد سلامتهم. ويتضمن التقرير مقالات أخرى تنظر في الكيفية التي تسيء فيها الحكومات استغلال قوانين الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب في سعيها لإسكات الأصوات الناقدة. ففي إثيوبيا، وهي من الدول التي تسجن أكبر عدد من الصحفيين في العالم، وجهت السلطات لمعظم الصحفيين المحتجزين تهمة تشجيع الإرهاب. وتستخدم السلطات المصرية تحت حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي أساليب مماثلة؛ فقد أصدر القضاء المصري مؤخراً حكماً بالسجن مدى الحياة ضد ثلاثة صحفيين بسبب ارتباطهم المزعوم بجماعة الأخوان المسلمين. وفي الواقع أصبحت شبكة الإنترنت تُعامل في كافة أنحاء الشرق الأوسط على أنها عدو، إذ يدرك الزعماء الإمكانات الكامنة لاستخدامها في حشد الحركات المناهضة للحكومات. وفي أوروبا، يتعين على الصحفيين أن يتعاملوا مع القيود المفروضة باسم الخصوصية، ومع تصاعُد التطرف من القوى اليمينية، وخطر الإرهابيين في داخل أوروبا من قبيل أولئك الذين قتلوا ثمانية صحفيين من المجلة الساخرة 'شارلي إبدو‘. وكما حدث في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فإن التركيز على الأمن القومي يجبر الصحفيين على التفكير والتصرف كالجواسيس كي يتمكنوا من حماية مصادر معلوماتهم، حسبما كتب توم لوينثال، الموظف في قسم التكنولوجيا في لجنة حماية الصحفيين. هذه التهديدات المترافقة تثير عدداً من الشواغل بشأن سلامة الصحفيين. وقد أدى النزاع في سوريا إلى إعادة تشكيل قواعد تغطية النزاعات، حسبما كتبت جانين جيوفاني. وهناك عدد كبير من الصحفيين الذين يغطون النزاع في سوريا هم في الواقع يعملون للمرة الأولى في تغطية الحروب. ويشكل الصحفيون المستقلون نسبة متزايدة من الصحفيين الذين يُقتلون بسبب عملهم، مما دفع لجنة حماية الصحفيين وائتلاف لمنظمات حرية الصحافة ومؤسسات إعلامية إلى المطالبة بوضع معايير دولية أفضل لحمايتهم وحماية الصحفيين المحليين الذين تعتمد عليهم هذه المنظمات والمؤسسات الإعلامية. وتتضمن بقية التقرير مقالات حول الأشكال المختلفة من الرقابة – التي تمارسها الحكومات والجهات الفاعلة من غير الدول – في هونغ كونغ، والهند، وليبيا، وروسيا، وجنوب أفريقيا، وتركيا، وأوكرانيا، وفي غرب أفريقيا خلال انتشار وباء إيبولا. صدر تقرير 'الاعتداءات على الصحافة‘ للمرة الأولى في عام 1986. النسخة المطبوعة للعام 2015 صدرت عن دار نشر 'بلومبرغ برس‘ وهي تابعة لدار نشر 'ويلي‘. https://www.cpj.org/2015/04/attacks-on-the-press.php