كرست صحيفة (القارديان) البريطانية افتتاحيتها أمس 14 يونيو لقضية القبض على عمر البشير. وتحت عنوان (لا عودة للوراء حول عمر البشير) ، أوردت افتتاحية (القارديان) ان مئات الألوف من المدنيين لقوا مصرعهم فى دارفور بنتيجة اعمال العنف التى ترعاها الدولة ، وكذلك بسبب المرض والجوع . ولذا فان القرار ضد السيد / البشير (قرار قاضى جنوب افريقيا) لحظة ذات اهمية كبرى لسمعة المحكمة الجنائية الدولية ولالتزام جنوب افريقيا بالعدالة الى جانب كونه اختباراً للاتحاد الافريقى : هل سيقف الى جانب الضحايا ام الى جانب النظام السودانى؟ وأضافت ان قيادات الاتحاد الافريقي انتقدوا فى الماضى المحكمة الجنائية الدولية زاعمين انها تركز بشكل مفرط على افريقيا ، ولكن هذا تشويه خطير لسجل المحكمة ، فمنذ انشائها فى 1998 وقعت أكثر من 30 دولة افريقية – بما فيها جنوب افريقيا – على نظام المحكمة . ولم يحال الوضع فى دارفور الى المحكمة الا بعد عشر سنوات على تأسيسها ، ولم يكن ذلك نتيجة لقرارات غربية من جانب واحد وانما نتيجة لقرار صوت عليه مجلس الأمن الدولى . وأكدت الصحفية ان السماح للبشير بالسفر الى داخل وخارج جنوب افريقيا ، دون عوائق ، ودون القبض عليه ، سيكون وصمة عار على سمعة جنوب افريقيا ، واشارة الى عجز القضاء الدولى . كما سيكون له تأثير كبير على تطور المعركة الاوسع ضد الافلات من العقاب . وواضعين فى الاعتبار خطورة الجرائم ، فان القضية يجب ان تتابع بتجرد وبلا تردد . وأضافت ان البشير حالة اختبار للمحكمة الجنائية الدولية . وتحتاج المهمة الى دعمها دولياً . اليوم التركيز على جنوب افريقيا ، والتى قامت بواجبها بمنع مغادرة البشير . وكان القاضى هانز فابريسيوس (Hans Fabricius) محقاً حين قال (عند طلب تحقيق بموجب قانون المحكمة الجنائية الدولية ، وتوجد أسس معقولة لاجراء هذا التحقيق ، فان الاعتبارات السياسية والدبلوماسية غير ذات صلة). أى ان الضحايا ، بكلمة اخرى ، يأتون اولاً . ولكن جميع الدول ال(123) الاعضاء فى المحكمة الجنائية الدولية لديها واجب على قدم المساواة فى المساعدة . وقد فشلت كثيراً فى السابق . ويجب الا تفشل اليوم . واذا اعطت محكمة بريتوريا الاذن باحتجاره فان السيد البشير يجب ان يواجه المحكمة . http://www.theguardian.com/commentisfree/2015/jun/14/guardian-view-on-international-criminal-court-omar-al-bashir