تحدث وزير الكهرباء معتز موسى عن فلسفة النشوء و التطور و التحول.. فرمها فرِم ( حتى تكتمل الصورة) صورته أمام المشاهد.. صورة رجلٍ في زمانٍ غير زمانه و مكان ما كان ينبغي أن يكون مكانه.. ( ما مشكلة!) فعقليات ( هؤلاء) تفسر الماء بالهواء خالٍ من الأوكسجين.. و تفسر الحرام بالحلال وفق ( فقه الضرورة).. و تسوقنا إلى ( السلخانة) بسياط الفاقة و العوز.. و كثيرون منا لا يدرون إلى أين نحن مساقون في زمن المهازل التي تمرح بلا ضابط! يقال أنك إقتصادي، سيدي الوزير، و كان من المفترض " أن تحسب الشحم في من شحمه ورمُ..!".. فتكلفة الانتاج ليست أكبر من تسعيرة الكهرباء للمستهلك،.. التسعيرة أكثر من مجزية اقتصادياً- إذا حسبتها صاح- و إذا بحثت عن مصدر الزيادة في التكلفة.. و خضت في المصروفات الإدارية ( التمكينية ) المهمِشة للعملية الانتاجية خارج شبكة التيار الكهربائي.. لوفعلت، لعلمت أن شحم التكلفة كان ورماً ( خبيثاً) قادماً من خارج دائرة مدخلات الانتاج و الخدمات المعِينة لتحقيقه.. و بدلاً عن الزيادة المرصودة لزيادة أوجاعنا، سيدي الوزير، عليك خفض العوامل التي رفعت التكلفة دون أن يكون مردودها إيجابياً.. بل هو مردود يعده ( العقلاء) سلباً على فعالية عوامل الانتاج الحقيقية.. أنت تقول أن تكلفة انتاج الكيلو واط تبلغ (180) قرش ويباع للعملاء بمبلغ (24) قرش ، هذا فى حين ان ما توصلت إليه آخر لجنة حكومية، تم تكوينها في هذا الصدد، ان متوسط تكلفة انتاج الكيلوواط لا يتجاوز (19) قرشاً . طما و أن تقرير المراجع العام يرينا ان المصروفات العمومية والادارية السنوية لشركة توزيع الكهرباء بلغت (253) مليار جنيه.. و معظمها مصروفات من غير طائل.. سيدي الوزير، أنت و أركان حربك في الوزارة تؤكدون ببساطة شديدة أن " كل امرئٍ يحتل في السودان غير مكانه.. المال عند سفيهه و السيف عند جبانه".. و تؤكدون أن سوء استخدام الموارد هو الآفة التي أقعدت بالسودان عن اللحاق بركب الأمم الناهضة.. و أسوأ ما في سوء استخدام الموارد هو سوء إستخدام الموارد البشرية.. وانظر ما جاء في جريدة ( حريات الاليكترونية) كذلك:- " … توضح شهادة تخرج مدير الشؤون المالية بالكهرباء شاذلى مصطفى محمد على ، انه خريج كلية التربية جامعة كسلا (لغة عربية وعلوم اسلامية)… وشهادة مدير الادارة العامة للتخطيط والمشروعات منزول موسى ابراهيم (دبلوم مساحة وسبق واوردت (حريات) نماذج اخرى لتخصصات قيادات الكهرباء ، ومن بينها الديكور والانتاج الحيوانى والترجمة.." كما تحدثت (حريات)- في عدد الثاني من نوفمبر2014 – عن ملف الخلاف في وزارة الكهرباء، والدور المخرب الذي لعبه أسامة عبد الله، ابن النظام المدلل- حسب التعبير الذي جاء فيها- و الذى اصطدم مع المهندس مكاوي محمد عوض وانتصر عليه بسطوة (السلطات المطلقة) التي يستمدها من عمر البشير، مما أودى بقطاع الكهرباء إلى الانهيار الحادث.. كما ( فصلت) نفس الجريدة الصراع الذي حدث بين المهندسين الحقيقيين ذوي الخبرة و بين مهندسي ( التمكين) اللعين.. صراع بين الهيئة القومية للكهرباء في شخص المهندس مكاوي.. و بين وحدة السدود برئاسة أسامة- المهندس ناقص الشهادة- و الذي أدى إلى تفكيك الهيئة القومية للكهرباء.. ففي 28/يونيو 2010م أصدر مجلس الوزراء القرار رقم 169/لسنة 2010م والذي قضى بإنشاء وزارة الكهرباء والسدود وإلغاء أمر تأسيس الهيئة القومية للكهرباء لسنة 2007م وأيلولة كل عقارات ومنقولات وحقوق والتزامات الهيئة القومية للكهرباء المنشاة في مجال الكهرباء الي خمس شركات هي: شركة كهرباء سد مروي المحدودة، والشركة السودانية للتوليد المائي المحدودة، والشركة السودانية للتوليد الحراري المحدود، والشركة السودانية لخطوط النقل المحدودة، والشركة السودانية لتوزيع الكهرباء المحدودة. و تلقت(حريات) مقالاً من المهندس علي محمد عوض يشير فيه إلى أن قطاع الكهرباء شهد منذ حل الهيئة القومية للكهرباء " تغييرات غريبة وعجيبة جداً أدهشت كل العاملين والمتابعين لقطاع الكهرباء"، و أشار إلى أصحاب (التخصصات الغريبة والدخيلة على القطاع) الذين تقلدوا مهاما حساسة في الوزارة الوليدة. حيث ترأس مجلس تسيير الهيئة الذي أشرف على تكوين شركات الكهربا شخص يحمل مؤهل إنتاج حيواني، (و كان هو الآمر والناهى)، وتولى ملف إدارة الموارد المالية والبشرية شخص يحمل مؤهل ديكور دبلوم سنتين و يحمل أيضا دبلوم مساحة سنتين ، وكان مديرا للإدارة العامة لتخطيط شبكات التوزيع.. و يعمل حاليا نائبا للمدير العام لشركة التوزيع، ، ونائب مدير عام شركة التوليد الحرارى مهندس مدني، أما وكيل الوزارة فمهندس معماري، و ذلك فضلا عن الوظائف الفنية الأخرى والتى تلى هذه المناصب القيادية.. اعداد هائلة من غير المختصين، و يقول المهندس عوض أن عدد العاملين بشركة واحدة من الشركات إياها اصبح يفوق كل العاملين بالهيئة القومية للكهرباء سابقا.. و جاي تقول لينا تكلفة إنتاج! الوزير معتز موسى، خريج اقتصاد وعمل في الإعلام ووزارة الخارجية ومتخصص في الترجمة ولا علاقة له بقطاع الكهرباء، و حين ذكَّره الطاهر حسن التوم في (حتى تكتمل الصورة) بذلك و ب (ربما تقول السيرة الذاتية ان معتز في غير مكانه..) ألقى بثقله ( المعرفي) عن النشوء و التطور: " دايما اي دولة في طور البناء تكون الاستثناءات هي السائدة، والبلد في حالة النشوء والتطور يكون المهندس طبيب والطبيب في محطة الوقود حتى تستقر البلاد.." ياخي! و بدأ المهندسون الكهربائيون يغنون مع المبدع وردي:- (يلا تعال، تعال يلا… نهاجر في بلاد الله!).. اكثر من 150 مهندس استوعبوا في الخارج بعقود عمل مجزية جداً في دول الخليج وغيرها.. و لا يزالون يهاجرون.. و لا يزال أصحاب الخبرات المزيفة يطردون أصحاب الخبرات الحقيقية من السودان .. و لا يزالون يقنعون أنفسهم بأننا نصدق أمثال قول الوزير العبقري عن النشوء و التطور .. و لا يدرون أن الغيظ يهري أكبادنا على غبائهم الذي يفترض غباءنا دون إثبات سوى صمتنا الشبيه بالرضا و بندقية الجنجويد فوق رؤوسنا.. مغفلين..