لتسقط كل دعاوى الحوار ولنعمل جميعا من أجل إسقاط الدكتاتورية والشمولية في محاولة مكشوفة ومناورة مفضوحة لفك طوق العزلة الخانقة عن النظام المتهالك والخروج من أزماته المستفحلة والمتراكمة حاول رأس النظام الجنرال عمر البشير إعادة تجديد مسرحية الحوار البائسة، ولكنه في الوقت نفسه، وفي تناقض صارخ يقفز على واقع حزبه الآيل للسقوط أغلق هذا الباب بإصراره العنيد لفرض مسرحية الحوار وفق أجندته الإقصائية. بالرغم من إعتراف الآلية الأفريقية بعدم جدية النظام لعملية الحوار المزعوم، ووصولها إلى قناعة تامة بعد زيارتها الأخيرة للخرطوم، بأن النظام يراوغ لشراء الوقت، بل أنها صرحت بموقفه المخادع بوضوح ورفعت تقريرها لمجلس السلم والأمن الأفريقي بذلك، إلا أن دعوة الآلية الأفريقية إلى الاجتماع الأخير بأديس أبابا قد تجاوزت فيها عن عمد بعض القوى السياسية الرئيسية من قوى الاجماع الوطني، وقوى المجتمع المدني، واقتصرت دعوتها على حزب الأمة القومي والجبهة الثورية السودانية، الأمر الذي يؤكد سياسية الإلحاق لفرض الأمر الواقع على القوى السياسية التي تم عزلها. وبالرغم من سقوط أقنعة الحوار المزعوم، ما زالت بعض القوى السياسية تتحدث عن إمكانية الاستمرار في الحوار باستراتيجية جديدة تكون قوة دفعها الأحزاب الإسلامية المنشطرة أميبيا عن المؤتمر الوطني أو ما أصطلح عليهم بأهل القبلة، وما انفكت في ذات الوقت تراهن على حل القضية السودانية بالبحث عن الحلول خارج إطار الدولة السودانية، وفق الأجندة الإقليمية والدولية التي تبنت سياسة الحل الناعم والتي ترمي بها إلى فرض رموز النظام ومؤسساته وجعلهم جزءا من العملية السياسية القادمة وذلك ضد رغبة الشعب السوداني الذي رفض هذا النظام ومؤسساته برفعه شعار "إرحل". إن جماهير شعبنا قد أدركت بحسها الوطني ومن واقع تجاربها المريرة بأن لا خلاص لمحنتها ومآسيها إلا بتجاوز هذا النظام، وقد تخطت جماهير شعبنا عمليا كل القوى السياسية وذلك بمقاطعتها للإنتخابات الصورية، وفي مواجهتها لعنف النظام وفي تصعيدها لمختلف أساليب المقاومة لسياساته التي تمثلت في إنتفاضات الأراضي ورفض السياسات الإقتصادية وتفكيك القطاع العام، والثورة الصامتة ضد الضائقة المعيشية وتدني الخدمات بل وانعدامها في كثير من الأحيان، ورفض غيرها من السياسات المدمرة مثال حي ينبض بغضب المقاومة المستمرة. على القوى السياسية أن توصد باب الحوار وتسقطه من أجنداتها نهائيا ومن ثم إرسال رسائل واضحة لجماهير شعبنا بأن خلاصها مرهون بإسقاط هذا النظام، ولتتحد كل القوى الخيرة من أجل استنهاض وتعبئة الجماهير المتأهبة للإنقضاض على هذا النظام من أجل يوم الخلاص واستعادة الديمقراطية لبناء دولة المساواة والمواطنة. عاش كفاح الشعب السوداني الجبهة السودانية للتغيير 26/ أغسطس/2015 .