يُمة السِّجن مليان.. رجّالة ما بتِنداس.. الختو قبلى السَّاس.. والشّالُو هّم النَّاسْ.. والفّاتْ ولِيداً لِي.. ما مسّكُو الكرّاسْ.. ما سِّمعُوا يَتكلمْ.. ما نِحن عُود الفّاس.. فِرسَّان حِمّى وحُراسْ.. فى الحارة نِتحّزم.. (شاعر الشعب الغائب الحاضر محجوب شريف) في تطّور جد خطِير، ومُوغل في الإجرام، ومتجاوزاً لكل خُطوط القِّيم، وقوّاعِد الأخلاق، وركائز الدين وشُّعبه، نحىّ مُنتسِبي مليشيا أمن المؤتمر الوطني منحاً إجرامياً صُّراح، بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ؛ في التعامُل مع معارِضيهم المدنيين السلميين. ففي حادثة دّهس، بالسيارة وإختطاف، ثم إعتقال، الأستاذ عروة الصادق إسماعيل الكادر الشبابي القيادي، بحزب الأمة القومي، ومدير مكتب الأستاذة سّارة نقدالله الأمين العام لحزب الأمة القومي من أمام مقر سكنه، بأمدرمان الثورة الحارة (11)، مما يُعتبر تنامي إجرامي مُمنهج، وإستهتار بكل المحددات الأخلاقية لحقوق الأنسان المُصانة بتكريم شريعة السماء وتغليظ قوانين الأرض.. تم ذلك بعد أن تم إستدراجه بُمكالمة تلفونية، كما روت زوجته الأستاذة (تبيان الأنصاري)، عبر تسّجِيل صّوتي منشور بمعية الدكتور مريم الصادق المهدي، نائب رئيس حزب الأمة القومي، التي خفت مٌنتقلة لمنزل أسرة المرحوم عبدالله عبدالوهاب الأنصاري لتلتقي إبنته (تبيان) وزوجة المُختطف عروة الصادق، فور علمها بالخبر. بطريقة تُشابه فِعل عِصابات الجريمة المُنظمة والمافيا العالمية، أو أفلام(الآكشن) الهيوليدية.. تقول الرواية من خلال شهود العيان لحظة إرتكاب جريمة الإختطاف. (( تلقى المغدور إتصال تلفوني من شخصٍ مجهول، فخرج إلي الشارع قرب البيت، ووفقاً لشهود عيان المشهد إلتقته مجموعة على متن (عربية) آكسنت بالرقم (5568) " هذه ليست علامة مميزة فمنتسبي جهاز وكبار المسؤليين وأسرهم يمتلكون أكثر من رقم في الضهرية.. شنطة السيارة الخلفية لإستخدامه عند الضرورة والتخفي عند إرتكاب مثل هذه الجريمة"( من المحرر).. المهم تم صدمه بالعربة في رجله وطرحه أرضاً بطريقة إحترافية للإجرام.. لتعطيله بواسطة قائد العربة ومجموعة الملثمين!؟ ولإحكام الجريمة هنالك عربة أخرى للحماية وتقديم الدعم اللوجستي عند الضرورة، و بعدها قاموا بإختطافه وإدخاله في السيارة عبر الباب الخلفي، ثم قاموا بكل جبن وخسة بضربه داخل السيارة.. والهروب به من مكان الجرم، حيث كانت تجلس في المقعدة الأمامي بجاتب السائق سيدة ترتدي نظارات سوداء لتخفي ملامح شخصيتها..!!؟ مليشيا جهاز أمن البشير تمتلك تراكم خِبرة عظيم في مهارات إرتكاب جريمة العنف والإغتصاب والقتل، والإرهاب المسنود بِسلاح (الميري)، وجهاز الدولة، وتعمل خارج نطاق إي قانون،أوعرف،أوأخلاق،أو دين، وبسّند رئاسي، وتُعتبر هذه المليشيا المنفلتة من أسوء الأجهزة القمعية في المنطقة والإقليم. وللمليشيا المُطعمة بجنجويد الدعم السريع تاريخ مُخزي وملطخ بدماء الأبرياء والعار.. ومُسّجلة خطر في محاضر إنتهاك حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، ومشهود لها بإشاعة الرُعب، وإختراق جِدار السّكينة، وبث الخوف وطرد الطمائينة من نفوس المواطينين الشرفاء.. حتى أصبح رأسهم و(كبير أخوانه)،(البشير) مطلوب شخصياً بالجرم المشهود، وكأول سابقة، على رأس قائمة المطلوبين ضبط، وإحضار لدى المحكمة الجنائية الدولية، ومتهم بجريمة أم الجرائم التطهير العرقي، دعك عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. هذاالمسّلك الإجرامي الدهس بالسيارة، بغرض التصفية الجسدية، ثم الإختطاف، والهروب به إلي مكان مجهول يمثل قمة البربرية، وإنهيار أبسط مقومات وأسس الدولة.. ويمثل قمة حكم العصابات بإمتياز مع درجة الشرف من الدرجة الأولى. نصطف متضامنين، ومنددين بأقوى العبارات لهذا المسلك الأرهابي اللئيم مع الأخوين، عروة و عماد الصادق المخطفين من قبل مليشيا أمن النظام الفاشي، ومع جميع معتقلي وسجناء الرأي في السُّودان الذين صدعوا بالحق، وجهروا بالصواب.. وما جّبنوا، وكانوا دائماً رئة، وفؤاد، وضمير، شعبهم من المهمشين والفقراء والسّابله، بفعل سياسة الإنقاذ الرعناء.. وأضاءوا شُموساً في مسالك العتمةالهُجُلُ لنستبين الظلاما. نناشد جميع الشرفاء من الحقوقيين والصحفيين حملة مشاعل الحرية والحق، ومنظمات حُقوق الإنسان المحلية، والإقليمية والعالمية.. القيام بما يمليه عليهم ضميرهم اليقظ، حفاظاً علي حيوياتهم.. بحملة متصاعدة حتى ينال الحرية الأخوين (الصادق إسماعيل)، عروة وعماد.. وحتى آخر سجين رأي في أقبية و بيوت أشباح مليشيا الحركة الإسلامية هذا البلد المنكوب. كما نهيب بالخبير المُستقل لحقوق الأنسان بالسُّودان أخذ العلم بهذه الجريمة وتدوينها في ملف السّودان لعرضها في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، حتي يعرف كل العالم مُستوى الإنتهاكات التي يُمارسها نظام الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني في السودان المسنود من التنظيم العالمي للأخوان المسلمين، في الوقت التي يدعي فيها إفكاً كِذابا أنه يدعوا للحوار والتوافق والمفاوضات. ويا وزير (العدل) أحمد عوض النور، "السُكوت في معّرض الحاجة للإفصاحِ في هذه الجريمة المتكاملة الأركان وقد أخذت علماً بفحوى البلاغ رضاً، علي الظلم وإنتهاك أبسط حقوق الإنسان المؤطرة (بالكود)..كما يقول: أهل القانون وأنت (سيد العارفين).. بينما وزيرة الدولة بوزارتكم (العدل) تهاني تور الدبة..تدخل قسم الشُرطة بصحبة أحد مرؤوسيها (وكيل نيابة) بِليل.. وتُطلق سراح إبنها المتهم في قضية مُخدرات، وتُزور في مستندات رسمية بتعديل تكييف البلاغ وحرف مسّاره بمهنية إجرامية (ميري) مع سبق الإصرار والعلم.. ثم تُكرم، تكريماً عظيماً مُعلناً ومُذاعاً والحياء شُعبة من شعبِ الإيمان في (الحديث).. وتذرف فيه دموع التّماسِيح سَّيالا.. متناسِيه، وأنسّاها الله قول المصطفي(ص) حيث يقول: النبي صّلى الله عليه وسلم: القُضاة ثلاثة: قاضيان في النارِ وقاضٍ في الجنةِ. رجلٌ قضّى بِغير الحّق فعِلم ذاك فذاك في النارِ، وقاضٍ لا يعلم فأهلك حقوق النّاس فهو في النارِ، وقاضٍ قضّى الحق فذلك في الجنّةِ. (رواه الترمذي) فيا قضاة الإنقاذ وأجهزة العدل وإنفاذ القانون وتطبيقه، لقد فارقتوا قسّطاً، وجانبتوا براً.. فتبوءوا مجلسكم السُّوء من النارِ، الذي عمّلتم وسّعيتم له، وما ذلك ببعيد، إن كان في الحياة الدنيا، أو في الآخرة، حيث لاينفع مالا ولا بنون، فذلك هو الوعيد. الحرية لكل شرفاء بلادي الذين ضاقت بهم سجون الطغاة، ولانامت أعين الجبناء.