السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قدري في الحياة—ولله الحمد- أن أتعرض للسخرية حتي من بين الزملاء , فعبارة مندكرو كعب يطلقها علي صديقي بيتر أيام جنوب السودان بيننا وخط الاستواء وجبل لادو كما البفرا سودانية وأحيانا ينعتني غرباوي كما أم العيال في لحظة غضبها لأنها من دار صباح كما يقذف بها في وجهي بقية العقد اللطيف من دار صباح وفي أيام الطلب بانجلترا كان نعتي ( بلاك افريكان) تفريقا بيني وأفارقة بيض من جنوب أفريقيا وأنا الخال في الخليج وأكرر لله الحمد والشكر. أكاد أجزم أن حبي وتقديري لبيتر يجعلني أتذكره بين الفينة والاخري وازداد اجترار ي لذكراه بعد انفصال دولة جنوب السودان أكثر مما كنت أتذكره قبل وتدور في رأسي عباراته وهو يتلقي أنباء معاملة الجنوبيين كأجانب في السودان وقفل الحدود وإيقاف التجارة بين الشمال والجنوب وما يلي ذلك من تعنت في تصحيح العلاقة بين الشمال والجنوب. حتما يدور الشريط في ذهن بيتر الحيوي وقاد الذهن—يا له من رجل ذكي-ولعله يجتر ذكري المستعمر بشقيه المصري والانجليزي وهو يغادر السودان تاركا خلفه مشروع الجزيرة والسكة حديد والخطوط الجوية ومدارس وبعثات تعليمية مصرية حتي في ملكال ومنح دراسية تتلو ذلك الي مصر وانجلترا يتمتع بها طلاب السودان ولسان حال بيتر يردد بالله شوف مندكرو مجنون دي يخلي أنا بس كلو حروب ومجاعة وما في عيش تسوي مريسة وكلو بس يسوي حرب قال جهاد وهو كثير ناس في جنوب ديدي ما سمعو ذاتو في حاجة اسمها أديان خلي يعرفو دين مسلمين وكيف بالله تسوي جهاد وانت ما قلت يعني شنو دين وعبادة— بيتر علي حق فما زال أهل الفترة يعيش بعضهم في أحراش جنوب السودان كما في أحراش الامازون فأي جهاد نعلنه عليهم ! بيتر أحسبه يتذكر الحروب المسماه جهادية لغزو شعب في الأحراش لم يسمع بعضهم أي دعوة بدين فقد كانت أصوات الدانات وأزيز المدافع هو كل ما وصلهم منا ثم عبارة ( شوت تو كل) بعض المواعظ الحسنة التي جاءت بها تفاسير حسن البنا وحسن الترابي يتردد صداها عبر غابات الجنوب يكبر الصدي من غابة إلي أخري وسيظل يتردد إلي أن يرث الله الأرض لأنه يقع في اذان صاغية من أبناء الدينكا والشلك والنوير لهم عقول نيرة وأتاهم الله حكمة بالفطرة وفهما لفصل الخطاب وستكون تلك الحملات الجهادية والعبارات العدائية وصمة وسبة في وجه أجيال شمال السودان وتدخل في كتب التأريخ بدولة جنوب السودان تحكي عن فظاعة المستعمر الشمالي وتأجيج الكراهية نحو السودان في الشمال. أجد نفسي أردد مع بيتر —- مندكرو كعب ! وتقبلوا أطيب تحياتي مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد