قصة كمان وانسان حينما توحدا كان الانسان يتدفق فن والحان واصبح الكمان ينثر الاشجان بحب واحساس.. كتبنا فى هذه المساحة قبل عامين من الان عن واجب العزاء فى فقيد الفن محمد عبدالله محمدية ذلك الانسان السودانى الجميل ونحن نعيد ما كتبناه فى ذكرى هذا المبدع الذى نفتقده كلما بحثت اناملنا فى القنوات السودانية رغبة فى الاستماع الى لحن من هذا او ذاك ؛ كان الكرسى الذى يقع دائما اقصى اليسار فارغا يشكو غياب الابتسامة الساحرة التى كانت تتجاوب مع الالحان الموسيقية بل تعطيك انطباع واضح الى متى يرتفع الاداء ومتى تتدخل الالات فى صولات متناقمة كانت ايماءت وجهه عبار عن تريمومتر حقيقى الى عمق الالحان واجادة المؤدى ،، رحمة الله الاستاذ محمدية فى ذكرى رحيلة الثانية… عزاء واجب أعزي نفسي ، واياكم على رحيل المبدع محمد عبدالله محمدية.. لن اتحدث عن مساهمات الراحل فى تشكيل وجدان الشعب السودانى بدوزناته وبراعته فى عزف الكمان ، لان العطاء الثر كفيل بالحديث عنه.. اود ان اتحدث عن بعض النقاط التى احسب انها عبارة عن راسائل وادله ، من رجل عرك الحياة وعركته.. اولاً تطور الموهبه ودعمها بالدراسة بصبر وجلد وعصاميه ، وكان المرحوم خير مثال لذلك ، مما دعمه فى الاستمرارية والمواكبه.. ثانياً كان جلوس المرحوم خلف أي فنان بمثابة شهادة جودة للمؤدي، ورمز لقوة الفرقة المصاحبه.. ثالثاً عمل المرحوم للاذاعة والتلفزيون القومى لما يقارب نصف القرن ، عزف محمدية مع كل عظماء الفن ، أدرك محمدية جيل الشباب، فلم يترفع عليه، ولم يمنع كمنجته من العطاء. رابعاً تعاقبت حكومات واخطلت الحابل بالنابل ، وحدث هبوط غير مسبوق للفن ، كما تمت اسلمت الفن ، وتسيس الفن ، وجهاد الفن ، وتحريم الفن ، وتنصير الفن، وتهديد وتشريد الفنانين ، يحسب للمرحوم انه عصم كمنجته عن كل هذه الافات ، بل قاوم بالتجويد والتوثيق والحضور والتمثيل ، مما جعل منه مثال للعاشق الوطنى والمكافح الجاد ، فقدنا برحيله أكبر موسوعة للغناء السوداني.. رحل الاستاذ محمد عبدالله محمدية ، لكن لم ولن ترحل ذكراه وسيبقى بيننا دائماً ، كلما تغنى الكاشف بوداعاً روضتى الغناء ، او ترنم بن البادية ما عشقتك لجمالك وانت اية من الجمال ، او حينما التقى عثمان حسين وبازرعه فى الشجن ، لى متين يلازمك في … هواك مر الشجن ويطول بايامك سهر … ويطول عذاب يا قلبى لوكانت … محبته .. الثمن يكفيك هدرت عمر … حرقت عليه شباب لكن هواه أكبر … وما كان ليه ثمن والحسرة ما بتنفع … وما بجدى العتاب أحسن .. تخليه … لى الليالى والزمن يمكن يحس ضميره … ويهديه لى الصواب لكنى اخشى عليه … من غدر الليالى وأخشى الامانى تشيب … وعشّنا يبقى خالى وهو لسع في نضارة … حسنه فى عمر الدوالى ما حصل فارق عيونى … لحظة او بارح خيالى اغفر له يا حنيِّن … وجاوز لو ظلم ما اصلها الأيام مظالم والعمر غمضة ثواني واصبر على جرحك … وإن طال الألم بى جراحنا بى أشواقنا … بنضوى الزمن انا عارفه بكره بيعود … فى رعشة ندم ننسى الحصل بيناتنا … والسهر اللى كان تصبح حياتنا نغم … وعشنا يبتسم وتعود مراكب ريدنا … لى بر الأمان ………. نستودعك عند من لا تضيع ودائعه