حملت صحف اليوم استفزازات مساعد الرئيس ابراهيم محمود التي قال فيها ( الحكومة إذا لم تقم بهذه الإصلاحات فالكارثة ستكون أكبر !!! وهذه الإجراءات الإقتصادية علاج مر وجراحة مؤلمة جداً ولكن لا بد منهما !!! وهذه معالجتنا للإقتصاد ومن لديه سياسة بديلة يورينا ليها ) نعم يا سيادة المساعد لدينا سياسة بديلة ستحس وخزها بولوج آخر هذه الشوكة ، ولكن ليستقر رأس الشوكة أولاً في حلقك أسألك أين كانت الحكومة على مدى سبع وعشرين عاماً والكارثة تُعرِّش وترفرف على أرجاء الوطن كل يوم وهي تغرز قدميها وتوطِّن لنفسها على تربة حروبكم وإنفاقكم الأمني والعسكري ، وتدميركم لمشاريع الوطن الحيوية ، وفسادكم ، وسوء إدارتكم لإقتصاده ، ونهبكم لمقدراته وموارده ، وتحطيمكم لجيشه ، ومصادرتكم لحرياته ، وعبثكم بمؤسساته التعليمية والصحية ؟ أين ذهبت يا سيادة المساعد علاجاتكم المُرَّة السابقة ، وجراحاتكم المؤلمة جداً الفائتة خلال سبع وعشرين عاماً مضت ؟ أين خطتكم ربع القرنية ، وأين برنامجكم الثلاثي ، وأين برنامجكم الخماسي ، وأين نتائج اجراءاتكم التي راح ضحيتها أكثر من مائتي شهيد من خيرة شباب الوطن في هبة سبتمبر 2013بدعوى أنها علاج مر وجراحة مؤلمة لابد منها ليتعافى الإقتصاد ويخرج الوطن من أزمته ؟ ألم يؤكد لكم كل ذلك الدمار والموت والتدهور أنكم الفشل يمشي على قدمين من رأس الدولة وجهازه التنفيذي مروراً ببرلمانكم النائم وانتهاءاً بحزبكم الذي لا مثيل له في الفشل سوى الإتحاد الإشتراكي سيئ الذكر ؟ لماذا يتجرع الوطن أدويتكم المرة هذه ويتضرس بالحصرم وأنتم تنعمون بخيراته وتتقلبون في نعمائه وتسعدون بحلو طعامه وشرابه ؟ لماذا يتحمل الوطن أدويتكم المرة وجراحاتكم المؤلمة الفاشلة على مدى سبع وعشرين عاماً ، ثم يظل ممداً على طاولة عملياتكم القذرة كل هذه السنين وحالته تزداد مع الأيام سوءاً ؟ لماذا يظل الوطن مسجى على طاولة أطباء فاشلين يقطعون جسده بأصابع مرتجفة وقلوب خائرة ، ويقدمون له مع نهاية كل عملية فاشلة أدوية قاتلة وسموماً فتاكة تُوهِن بدنه كل صباح ؟ هذه الإجراءات التي اتخذتها حكومتكم يا سيادة المساعد ليس لك ولا لحكومتك غيرها وهي ليست لمعالجة الإقتصاد كما ادعيت ولكنها لمعالجة ميزانيتكم الأمنية المضروبة ، ولتوفير مخصصاتكم وتوفير ميزانية الصرف البذخي لحكومتكم لمقابلة احتفالاتها ومباهج الرقص الرئاسية والرحلات المكوكية ، وشراء العربات والأثاثات و تعديد الزوجات ، والتطاول في بناء الشاهقات ، وكل وسائل المتعة والموبقات . بعد كل هذا يا سيادة المساعد هل تريدنا أن نصدق أنكم جادون في إصلاح سياسي أو إقتصادي ؟ هل تضحكون علينا أم على أنفسكم تضحكون ؟ نحن يا سيادة المساعد شعب هذا السودان لدينا وصفة شعبية ، متوفرة بالصيدليات الشعبية ، جربناها وكانت رخيصة على عهود مضت ، قادرة على شفاء الوطن تماماً وإعادته الي الحياة معافى بعد أن ظل يحتضر على طاولة أطبائكم الفاشلين هذه لأكثر من ربع قرن . هذه الوصفة يسميها بعض الناس ثورة ، وبعضهم يسميها انتفاضة ، وبعضهم يسميها هبَّة ، وبعضهم يسميها عصيان ، ولكن مكوناتها واحدة ، يُعجن فيها حب الوطن بالتضحية والفداء ، ثم تتدفق هذه الوصفة في شرايين الوطن في بواديه وقراه ومدنه وقلب عاصمته فتبعث الحياة في جسده وتفجر طاقاته فينهض من عقاله : ثائرٌ إذ هبَّ من غفوته ينشد العلياء في ثورته مااندفاع السيل في قوته عجباً من له جندٌ على النصر يعين كلنا نفساً ومالاً وبنين هذه الوصفة الشعبية ياسيادة المساعد الآن غالية جداً سعرها مليون شهيد لعهد جديد ، وسبب ارتفاع هذا السعر أننا ظللنا نستمع الي أكاذيبكم لأكثر من ربع قرن ، نُصدِّق تدجيلكم ويغلبنا الخدر بجرعاته الزائدة تحت مباضع أطبائكم ، وتُضعف قوانا مرارة أدويتكم ، وسيكون السعر أعلى وربما يتضاعف عشرات المرات إن نحن صبرنا عليكم وصدقناكم هذه المرة لأنَّ من لم يمت هذه المرة بطلقة من اليرموك فحتماً سيموت من المرض أو الجوع . سعر هذه الوصفة ليس ثابتاً ، وربما نحصل عليها مجاناً ان نحن خرجنا في طلبها اليوم متحدين ضد فئتكم الباغية هذه ، ولكن كلما تأخرنا وكلما تفرقت كلمتنا فسيكون الثمن باهظاً. هذه المرة أنتم يا سيادة المساعد الذين ستتجرعون دواءنا المر ( يا ضايقين حلوها مُرها لوكوه ) وأنتم الذين ستخضعون للجراحة تحت مباضع أطبائنا الوطنيين لنعيدكم الي صوابكم ونشفيكم من غطرستكم ونفختكم الكاذبة وادعاءاتكم الباطلة بأن حواء السودان لم تلد غيركم ، وقل لحسبو إنَّ لله عباداً بالسودان لو رأى بأسهم لما شفي من الإسهال وسلس البول أبداً . وختاماً هذه هي وصفتنا البديلة التي طلبت أن ( نوريك ليها ) فهل أعجبتكم ؟