* بعض العبارات يمكن تعويضها بأخرى تخدم الغرض دون الحاجة لتكريس الركاكة.. لكن في حالة وزير الصحة الاتحادي (أبوقردة) كنت أتمنى أن يشهر أحد الحاضرين لمؤتمره الصحفي تلك الجملة المتداولة (قوم لِف!!).. فهي على ركاكتها أنسب ما يمكن قوله حينما يكون المخاطب هذا الوزير و(لكل مقام مقال) كما نعلم..! * في يوم الجمعة الماضية انعقد المؤتمر الصحفي لوزير الصحة المذكور حول الأزمة التي سببتها الحكومة برفع أسعار الدواء؛ وتراجعها عن مصيبتها تحت الضغط الشعبي… المؤتمر لم يزد عن كونه (فصل من مسرحية)، لكنها (بايخة) رغم الفواصل التجميلية خلال المؤتمر بصوت وزير الدولة للإعلام ياسر يوسف وهو يمتدح سياسات السلطة الصحية تارة؛ ويزيد (التوابل) المُحسِّنة لكلام الوزير تارة أخرى.. مع ذلك خرجت (الطبخة السلطوية) ماسخة (مُمثلة في المؤتمر إياه).. فلا طعم من غير الحقيقة.. وكلاهما ياسر وأبو قردة لا يمكن أن ينحازا للحقيقة فيتسببا في هزيمة نظام حاكم يستمتع (بالخداع)..! * لو كان الوزير أبو قردة يخدعنا إدعاء بأنه يجهل عمله فهذه مصيبة أما إن كان لا يجهل ولكنه (وزير صوري) فالمصيبة أكبر.. ففي خبر أمس ب(الجريدة) أقر الوزير بعدم إطلاعه على قائمة أسعار الأدوية.. وجاء الخبر بالنص: (قطع وزير الصحة الإتحادي بحر إدريس أبوقردة بعدم اطلاعه على قائمة أسعار الأدوية التي تم الغاءها، وقال "لو أطلعت عليها مسبقاً كنت قدمت استقالتي". ونفى أبوقردة أن يكون قرار الغاء قائمة أسعار الأدوية وإقالة الأمين العام للمجلس القومي للصيدلة والسموم استباقاً للعصيان المدني المقرر له غداً حسب مواقع اسفيرية. وقلل أبو قردة من الدعوة للعصيان المدني، وقال لم تتراجع الحكومة عن تسعيرة الأدوية إستباقا للعصيان المدني، و لم اسمع به وأخشى أن يكون مصيره الفشل كما حدث الثلاثاء الماضي. ونفى وزير الصحة أن تكون الدولة عاجزة عن دعم الأدوية، مشيراً إلى أنها لا تزال تدعم العلاج المجاني بمبلغ 113 مليون جنيه، وسيرتفع إلى 150 مليون جنيه العام القادم). انتهى. * وزير (غافل) أولى له أن يبحث عن شغل آخر (حلال).. فالمبرر على عدم تقديم استقالته لكونه (لا يعلم) كافٍ لتقديم الاستقالة (كما لو كان يعلم).. لكن يبدو ضعفه أمام المنصب يمنعه.. أما عن إقالة أمين مجلس الصيدلة بحجة تسببه في أزمة (أسعار الدواء) فهذه (أم المسرحيات!) لأن تقصير المطرود يسبقه تقصير (الطارد) أيّاً كان منصبه..! فلماذا لا يقدم الوزير استقالته؟ أم حصوله على الوزارة (بضراعه!) أعز عليه من فراقها..! * أمين مجلس الصيدلة يستحق الإقالة؛ وقبله جيش جرار من الوزراء والموظفين.. لكن المسؤولية في زيادة أسعار الدواء لا يمكن أن تقع على عاتقه لوحده (هكذا) عنوة؛ وهنالك فشلة أعلى منه؛ ولا يقلون عنه هشاشة..! * لنتمعن اللغة (المرتبكة) في حديث أبي قردة عن العصيان المدني؛ فهو يذكره بالاسم وفي ذات اللحظة (لم يسمع به!!) ما هذه الفنتازيا؟! ثم يزداد (تهلهلاً) بالتعبير عن (خشيته) من فشل العصيان المدني..! إذا كان بالفعل (يخاف) من فشل العصيان فليدعمه بالاستجابة لرغبة الشارع..! ثم.. إذا فشل (العُصَاة الشرفاء) اليوم فلن يُحبطوا؛ لأن الغد آتٍ..! هل الغد لكم؟!! أما قول الوزير بأن الحكومة تدعم الدواء ب(113) مليون جنيه؛ فهو زبد تحمله الريح؛ إذا صح الرقم أو لم يصح (وهذا هو الغالب) فالحكومة لن تدعم غير (كرسيها)؛ هذه حقيقة ثابته؛ حتى لو أصدرت قراراً بمجانية الدواء..! * أيها الوزير: مؤتمرك الذي أهدر زمناً لا فائدة من ورائه؛ كان ينقصه تقديم استقالتك؛ لأنك (لا تعلم) ماذا يحدث حولك..! لست وحدك؛ بل على السلطة كلها أن ترحل؛ فقد سئم الناس من افتراءاتها الحامضة؛ قبل تضجرهم من أطماعها وفسادها..!! أعوذ بالله الجريدة