قال حسبو إن المنادين بالعصيان لا يستحقون الوجود بالسودان لأنهم عملاء و أعداء للدولة. أقول اخرس أيها الوضيع فالسودان لم يكن يوما ضيعة لأبيك و لا حكرا خالصا لك حتى تقرر من يبقى فيه و من يُنفى و ما أنت إلا سارق للحرية حين تسللت و رهطك بظلام فألغيتم بالدبابة ما ارتضاه الشعب و لما فشلتم في إدارة الدولة فشلا تراكم و تكوم يزكم الأنوف و يؤذي العين و الأذن، تريدون تكميم الأفواه و قطع الألسن عن الكلام في فشلكم و المناداة بالرغبة في ذهابكم الذي أصبح ضرورة قصوى لأجل سودان معافى في شيئ بعدما أثخنتموه بالجراحات في كل شيئ. و إن أنت أيها المأفون تصف العصيان بالفشل فإنما لغباش بعينيك و لوقر سد أذنيك أو هو ما أملاك بترديده أسيادك ثمنا لكرسيك و لا عجب فقد قال مقالك الهالك القذافي و انتهى إلى ما انتهى إليه و ما أنتم من مصيره ببعيد فإنما هي ليلة لن يغيب فجرها و ظلمة لن تدوم. اعلم أيها السارق خيرات بلادي إن صرخاتنا أعلى من أن تخرسها بياناتكم الهزيلة و إن الغضب الذي يغلي فينا هيهات له أن يسكن و لما نبلغ الغاية التي هي تطهير السودان من نجاسة حكمكم. و يا شرفاء بلادي كونوا على العهد إسدالا لستار عن مسرحية سيئة مبتدأ و إنتهاءا .. كونوا على العهد إيذانا بدق مسامير الختام على نعش خبيث نهش بلادنا و أحالها إلى خراب بعد عمار و يباس بعد خضرة و احترابا بعد سلام. قسما إنا صامدون و خلعكم ليس ضرسا حتى ينتهي بمقابلة عاجلة و لكنا إن فعلنا فاجتثاث من جزور و بتر من أصول حتى لا تبقى منكم باقية فإن للسرطان خطر و إن صُغر. لن تفتر عزائمنا .. لن يخور قوانا .. لن تتفرق كلمتنا .. و لن تموت رغبتنا في التخلص منكم و تخليص السودان من حكمكم المشؤوم و من مشى على الدرب وصل و يقيننا أن الحق صارع الباطل و لو بعد حين.