هَؤُلاَءِ سَبَبُ البَلْوَى وَ تَفَرْعُن البَشِيْرِ! شريفة شرف الدين ملأ نائب برلماني شدقيه و قال إنهم مع البشير حتى إن قال إن الذبح في الساق حلال! ألا يعد ذاك جواز تأليه للبشير؟ قال شارون الهالك (لا تقتل البعوض و لكن جفف بركة الماء) يريد أن القتل المباشر للأعداء أمر شاق و مكلف يتطلب تحريك جيوش و آله حربية هائلة و الأسهل منه تجفيف مصادر تلك القوة التي من غيرها يهلك العدو من تلقاء نفسه لأنه فقد مصدر قوته. أمثال هذا النائب الخواء و بعقليته الهشة التي تجعله يخالف دينه صراحا يمثلون مصادر قوة البشير و حقا فالطيور على أشكالها تقع إنهم لا يقرأون التاريخ و إن فعلوا ما فهموه فأدمغتهم قد غُسلت مرارا و تكرارا بصابون ظروف تُلقى إليهم صباح مساء مقابل تبعية عمياء قادت البشير إلى التفرعن بل بات قاب قوسين أو أدنى من تأليه ذاته و العياذ بالله. ينسى البشير و أتباعه أن الإنسان أضعف ما يكون ففوق أنه مخلوق من ماء مهين و منكوس إلى أرذل العمر ثم مقبور ثم مبعوث ثم سائر إما إلى جنة أو نار و في كل هذه الرحلة لا حول له و لا قوة في أمر نفسه. الزعماء و إن عظموا فإنهم بشر يجوعون، يعطشون، يدخلون المرحاض، يمرضون، يضعفون، يخافون و بالجملة ليس ثمة من هو خارق من بينهم و إنما البطانة هي التي تعلي شأنهم و ترفع قدرهم فعلى مر التاريخ نرى منهم من صال و جال و ملأ الدنيا صخبا ثم يكون ختامه مهينا و لكن قليل من يعتبر. البشير الذي لم يكن أكثر من مجرد ضويبط في الجيش السوداني وجد نفسه على حين غرة آمرا ناهيا تُبْسَطُ له البسط الحمراء و يُخْضَعُ لأمره القانون الذي أقسم قسما مغلظا بإتباعه و عدم خرقه ثم وضع على كتفيه و صدره ما شاء له من نجوم، مقصات، صقور، أنواط و نياشين و لكن فعاله على مدى ثلاثة عقود أثبتت أنه ثور جامح بعقلية صبيانية طائشة قاد السودان و شعبه إلى شلل كامل و لا يزال. ركن كثيرون لتعزيز استمرار البشير زعيما عليهم و السبب بمنطقهم أنه هين و خفيف عقل يخدم مصالحهم و يحميهم أمام القانون إن تطلب الأمر و البشير عندهم أشبه بمن يدخل بركة أسماك ضحلة يعكر ماءها بهرجلته و هوجاته المألوفة بينما يصطاد الآخرون هانئين و الدليل أن هؤلاء النفعيين أثروا ثراء فاحشا ما كان ينبغي لهم لو لم يكن البشير على رأس السلطة . إن لم يكن ثمة سبيل إلى البشير المخبوء وراء ترسانة أمنية أرهقت الإقتصاد السوداني لا لشيئ فقط لحمايته و حماية نظامه، فلنعمد إلى تجفيف مصادره أينما و حيثما كانوا و هؤلاء هم الولاة، الوزراء، أعضاء حزبه، أعضاء المجالس التشريعية الذين صدق في وصفهم حسين خوجلي (بالعطالة). إن التضييق الدائب عليهم بشتى السبل و الوسائل هي السبيل إلى إضعافهم ثم النيل منهم و لن نعجز عن إيجاد وسائل أخرى تناسب حربهم. لن يدب اليأس فينا و طالما أن نار الثورة فينا لا تخمد فهي حارقتهم و منيرة لنا دروب الحرية بإذن الله.