* من الأسباب التي أرجعها مدير جهاز الأمن السوداني محمد عطا لرفع العقوبات الأمريكية عن السودان حسب الأخبار ما اسماه (التذمر الذي أبدته الحكومة للادارة الامريكية لعدم التزامها برفع العقوبات على الرغم من التزام الحكومة بمكافحة الارهاب). * قبل الخوض في المغالطة السمجة بإدعاء الحكومة السودانية لمكافحة الإرهاب؛ نلفت النظر الى أكثر من صحيفة مصرية تحدثت في الأسبوع الماضي عن إيواء السودان لجماعات إرهابية مصرية؛ ثم جاء النفي من الخرطوم رغم بلوغ الحجة المصرية مرحلة موغلة في (التفاصيل).. فهل تكتب الصحف بهواها لتعرِّض مصداقيتها للإهتزاز..؟! وهل رعاية الحكومة السودانية للإرهاب أمر مُدَّعَى؟ هل رعايته خافية بأيدي النظام السوداني (المتأسلِم!!) باستصحاب الشواهد المادية البارزة لمدى تجاوز العقدين؟! * من متابعتي اللصيقة للإعلام المصري (خصوصاً القنوات الفضائية) يمكنني القول إن إعلامهم يبالغ في الأنانية والاتهامات للسودان إذا تعلقت المناقشة بسد النهضة الأثيوبي كأسطع مثال.. كما لا يخفى على المتابع عدم تورع أغلبية الإعلام المصري من الكذب البيِّن إذا كان النقاش يدور حول ملف (حلايب السودانية) التي تحتلها القوات المصرية.. أما حين يتحدثون عن دعم (إنقاذي) للإرهابيين فإنهم يصدقون.. أي لا ينطقون بشيء غريب على (متعهدي الخرطوم لتربية الإرهاب!)؛ رغم أن مصر تمثل (إرث للتطرف) أضر بنا؛ وتعد لبنة في تلويث العالم بخزعبلات وانحرافات جماعاتها التكفيرية..! * هنالك إزدواجية (مضحكة) أحياناً؛ مبعثها قادة النظام السوداني الذين يجمعون الأضداد ما بين (رعاية الإرهاب عملياً) ومكافحته (حينما يكون الخطاب موجهاً إلى أمريكا)! إنها إزدواجية مهينة؛ وغير مُستنكرة ممن تعودوا على إذلال أنفسهم (بالخداع) المكثف..! * قال مدير جهاز الأمن في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية (اشترطنا على الأمريكان رفع العقوبات، طلبنا منهم العدالة وأبلغناهم بأننا لسنا ارهابيين ونطالب برفع العقوبات الظالمة)..! * إذا كانت الحكومة غير إرهابية وفي ذات الوقت تأوى الإرهابيين منذ (أسامة بن لادن) وتقيم علاقات متينة مع بعض المنظمات الإرهابية مثل (حماس) فمعنى ذلك أن قيادات الحكومة تعاني من مرض نفسي ربما يصعب تعريفه طبياً..! هل ثمة احتمال عبثي آخر..؟! أما ما يتعدى العبث فهو حالة النفي المستمر لكل ما يجمع الحكومة السودانية عملياً برعاية الإرهاب (يمكن التأكد بلمسة انترنت من الارتباط القوي بين وزارة الخارجية السودانية وظاهرة النفي والإنكار الأقبح من الذنب)..! * لنقرأ خبراً: (استنكر دبلوماسيون مصريون، في تصريحات ل(الوطن)، سماح النظام السوداني لقيادات جماعة الإخوان الإرهابية المقيمين في الخرطوم بتنظيم انتخابات داخلية دعت إليها جبهة "التأسيس الثالث" التي تتبنى العنف مؤخراً، وعقدت الجمعية العمومية للجناح العسكري لجماعة الإخوان عدة اجتماعات على مدار الأسبوعين الماضيين لانتخاب ما يسمونه "مجلس شوري جديد" لهذا الجناح بالقطر السوداني، والذي يوجد المنتمون له بكثافة في السودان. وأكد السفير محمد الشاذلي، سفير مصر الأسبق في السودان؛ أن هذا التوجه للنظام السوداني لا يتسق مع رغبة الخرطوم في تعزيز العلاقات مع مصر، ورفع البلاد من قوائم الدول الراعية للإرهاب). * هذا ليس كل شيء بالتأكيد؛ فالإعلام المصري لا يكذب دائماً.. كما أننا نشهد معه بأنه إذا كانت مصر منبع الإرهاب عبر (إخوانها المهووسين) فإن الجماعة السودانية بالدلائل أرادت أن تكون المستثمر في الإرهاب والمنبع الآخر..! * لا توجد براهين يمكن إشهارها لتبرئة النظام السوداني من الإرهاب؛ إلاّ إذا اختفى عن الوجود..! فالإرهاب جزء من سلوكه اليومي.. وأفضل دليل على ذلك محمد عطا نفسه وجهازه الأمني الذي يمارس على الصحف فظاظة تجمع بين الإرهاب والطغيان والضر المتعمد..! كما يمارس إرهاباً على الأحزاب والمكونات المدنية؛ فالدعوة الأخيرة للعصيان المدني في ديسمبر الماضي سبقتها وصاحبتها اعتقالات تعسفية للعشرات.. يكفي أن (حزباً كاملاً تم اعتقاله!!) هو حزب المؤتمر السوداني..! * إن إدعاء قيادات السلطة السودانية لمكافحة الإرهاب يشابه إدعاء بعض توابعها حين يقحمون أنفسهم على الملأ باسم (المباديء!!) أو الفضيلة رغم فقدانهم كافة شروطها (دينياً إنسانياً).. وبرواية أخرى فإن حديثهم إزاء محاربة الإرهاب أكثر سوءاً من حديث الساقطة عن (الشرف)..! * يا أيها الذين تصنعون الإرهاب و(تكافحونه!) تقديراً لمخدِّمتكم أمريكا وليس حفاظاً على شعب السودان: كفوا عن الرذائل، فلا يعقل أن يكون الكذب عندكم بهذا (اليسر).. إنكم من تجلبون القبح لأنفسكم.. قبحٌ سميك الطبقات..! أعوذ بالله الجريدة الالكترونية