أفرج مساء أول أمس عن الشيخ / الزبير محمد علي إمام مسجد مردس بالكلاكلة والقيادي بهيئة شؤون الأنصار بعد اعتقال دام لأكثر من شهر. وقال الزبير ل(حريات) (الحمد لله كانت فرصة كويسة فيها إشراقات فكرية وروحية عقدت فيها أكثر من 60 حلقة دعوية وفكرية لا توفر في ظروف الحرية خارج السجن). وأضاف الزبير انه لم يتعرض للتعذيب وجرى التحقيق معه مرة واحدة وتم تسجيل إفادته حول ما دار ولكنه قابل آخرين تعرضوا للتعذيب (أنا بالذات تعاملوا معي معاملة كويسة ، لكن كل الناس البجوا بقولوا كلام أنهم تعرضوا للجلد خاصة المعتقلين فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان في دارفور ومناطق النزاعات وقد استعملوا مع واحد أو اثنين منهم الصعقة الكهربائية، أما معتقلي العصيان المدني وغيرهم فيتم جلدهم وبعدها يحالوا للمعتقلات وسياسة الجهاز أن يتم احتجازك فترة طويلة في المعتقل شهر أو 45 يوماً فيكون الضرب والتعذيب في بداية الاعتقال وبعد هذه الفترة التي تقضيها لا تكون عليك آثار التعذيب). وقال الزبير إنه لم يتوقع الاعتقال بعد خطبته يوم الجمعة 16 ديسمبر ولكنه توقعه قبلها لخطابه في احتفال هيئة شئون الأنصار في ختمة المولد بالدامر حيث كان خطاباً ساخناً ضد الحكومة، ووصف ملابسات ما حدث بقوله (يبدو أنهم كانوا دايرين يفتحوا لي ملف فالخطبة كانت فقهية وليست سياسية لكني عملت محاضرة قبلها في الدامر في ختمة المولد بخيمة الأنصار، حيث جاء وفد حكومي تصاحبه أجهزة الإعلام والشرطة وقيل إن الوفد فيه الوالي وطالبوا بحضور الاحتفال، الأنصار طردوا حكومة الولاية مرشد الهيئة بالولاية قال لهم إنكم غير مرغوب بكم ولكن وفد الحكومة أصر على الدخول فقالوا لهم نحن غير مسؤولين عن حمايتك وبرغم ذلك حضر وفد الحكومة والخطاب كان سخن شديد حيث تلوا بيان المكتب السياسي حينها وكانت فيه لغة قوية ضد النظام فلم يحتمل الوالي الخطاب وغادر هو واجهزة الأمن والشرطة، وفي تلك المناسبة تكلمت بخطاب جماهيري كان سخناً جداً وتوقعتُ الاعتقال بعدا ولكن لم يعتقلوني)، وأضاف (طبعاً المسجد طبيعته لا تحتمل مثل هذه اللغة السياسية التعبوية، ولا أتعرض لأية قضية إلا بالتكييف الفقهي وبعيداً عن الخطاب السياسي التعبوي، ولذلك فإنني في خطبة الجمعة المعنية لم اتكلم عن الحكومة بل ذكرت بشكل عام إن الحكومات في العالم العربي تقيد الشعوب من الانطلاق في ركب التقدم والحضارة وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وقلتُ أساسا إن اية جهة تأتي بفتوى تذكر أن الوسائل السلمية لمعارضة الحاكم حرام فهي فتوى غير صحيحة واستدللتُ بالآيات والأحاديث وقلتُ إن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفسهم كانوا يراجعون الرسول صلى الله عليه وسلم فيما هو دون الوحي، وبالتالي فإن من هو دون الرسول أولى بان يقوّم، وفي نفس اليوم وبعد صلاة العشاء اعتقلوني). وأضاف الزبير(إنني أركز في المنبر على ضرب الاستبداد فكرياً وليس سياسياً، وآتي بخطاب يستأصل الاستبداد من من جذوره وهذا ضروري للرد على بعض الدعاة الذين يذكرون بأن الخروج على الحاكم حرام وقد عمت موجة من الخطابات في المساجد في فترة العصيان المدني تركز على هذا المعنى، وقد استهدفنا تغيير هذا المفهوم أكثر من نقد الحكومة) مؤكداً أن السلطات ربما انزعجت من ذلك الخطاب لأن (مسجدنا كبير واعداد المصلين فيه كبيرة).. وأضاف الزبير ل(حريات) ان احد لواءات جهاز الأمن قال له عند إطلاق سراحه ، وكأنه يمازحه (انا بجيك الجمعة الجاية لو لقيتك كما كنت سآتي بك راجعاً)، فقلتُ له ( في النهاية لو اعتقلتني او عذبتني فإنك لن تغير قناعاتي). وقال الزبير إن خطبته للجمعة القادمة سوف تتطرق لمهمة منبر الجمعة (جزء من الخطاب الذي سوف أذكره إن هذا المنبر ليس للقضايا الدينية البحتة بل ايضاً معاش وقضايا الناس لا بد أن تكون فيه وهي قضايا لا تقبل التجزئة، وقد استخدم الأخوان المسلمون هذه القضايا في مواجهة الانظمة في العالم العربي والإسلامي فلماذا يحرمونها هنا ؟!) وأضاف (كما سوف يكون جزء من خطابي إن شاء الله ضرورة ترسيخ دولة القانون وإلغاء الاعتقالات التعسفية وحصر مهمة جهاز الأمن في جمع المعلومات وتحليلها وعدم القيام باي إجراءات الا بواسطة المحاكم والنيابات).