شهدت دار اتحاد التشكيليين السودانيين مساء امس الاول تظاهرة ثقافية احتفاء باعلان مشروع الكتاب التشكيلي وتدشين المطبوعات التي صدرت مؤخرا خاصة كتاب الرسام السوداني موسى قسم السيد كزام (جحا) الذي اعده الفنان التشكيلي علاء الدين الجزولي وكتاب الفنان الشامل (عمر خيري سيرته واعماله) الذي اعده الفنان التشكيلي محمد عبدالرحمن حسن (بوب). جمع المعرض القائم الان بدار التشكليين جنوب حديقة اوزون بالخرطوم مجموعة نادرة من الكتب التي صدرت داخل البلاد وخارجها بعضها للبيع وبعضها للعرض فقط في خطوة متقدمة لوضع نواة للمكتبة التشكيلية التي توثق لتاريخ الحركة التشكيلية في بلادنا. تناولت الكلمات التي قيلت بهذه المناسبة إشكالات النشر في البلاد والتي خصصت لها حلقة نقاش امس بدار الاتحاد، وتقدمت بالشكر والتقدير للمؤسسات التي اسهمت في نشر بعض الكتب وفي مقدمتها دال وزين للمبادرات الايجابية التي قامت بها في مجال التوثيق الثقافي والفني في بلادنا. ان اتحاد التشكيليين وهو يواصل حراكه الايجابي لتوثيق تاريخ الحركة التشكيلية وتكريم الرواد ونشر اعمالهم اعد خطة مستقبلية للاستمرار في مشروع نشر الثقافة البصرية وتحفيز التشكيليين للكتابة والتوثيق لاعمالهم الابداعية مع السعي لتوفير المال اللازم لاستكمال هذا المشروع الذي يتم تحت اشراف مكتب الشؤون النظرية والفكرية بالاتحاد بقيادة الفنان التشكيلي صلاح حسن عبد الله. ان مثل هذه المبادرات الايجابية تسهم بشكل فاعل في دفع العمل التشكيلي الذي بدأ يأخذ مكانه الطبيعي في خارطة الثقافة السودانية وفي المحافظة على وجدان الامة السودانية الذي باتت تهدده النعرات الجهوية والقبلية المسيسة بصورة سالبة، بينما هي ذاتها بتنوعها تشكل عاملا من عوامل اثراء الساحة الثقافية والفنية. التحية لكل رواد الحركة التشكيلية ورائداتها الذين رحلوا عن هذه الفانية والذين مازالوا يواصلون مسيرة الابداع والتحية موصولة لشباب التشكيليين والتشكيليات الذين حملوا الامانة واجتهدوا في مد جسور التواصل مع الرواد وتكريمهم والتوثيق لهم ونرى ان مثل هذه المبادرات تستحق الدعم الرسمي والشعبي وان تتسع دائرة التنافس وسط المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني لدفعها لاستكمال خطواتها المهمة لنشر الثقافة البصرية والتوثيق للتشكيليين السودانيين الذين اسهموا بحق في اثراء الوجدان السوداني وتغذيته جماليا.