قتل ( 8 ) وجرح (27 ) ولازال (20) في أعداد المفقودين من السودانيين ، أغلبهم من أبناء دارفور الفارين من ليبيا ، في مخيم شوشة بتونس ، بعد هجوم على اللاجئين الأفارقة من بلطجية في تواطؤ مع القوات النظامية التونسية. وقال الإعلامي السوداني سعيد سمبو المتواجد حاليا بمخيم الشوشة لمركز دراسات السودان المعاصر ان اللاجئ على عبد الله عبد النبي ؛ واللاجئ إدريس عبد الباقي بين القتلى في أحداث المخيم 24 مايو . وخمدت النيران في المخيم صباح 26 مايو بعد يوم من الحرق والترويع استمر على يد ( بلطجية عرب من الليبيين والتونسيين) ؛ كانوا قد تعقبوا سبيل العمال المنحدرين من أصل إفريقي و الفارين من جحيم الحرب في مدن غرب ليبيا . وكانت الأجهزة العسكرية في تونس قد تواطأت مع أعمال الشغب ضد اللاجئين ؛ وتماهت مع (البلطجية) على حد قول اللاجئين ؛ واستمرت أعمال القتل والنهب وحرق الخيام وسط إطلاق نار كثيف من قوات الجيش وعناصر الأمن التونسية حتى منتصف ليلة 25 مايو . وينحدر اللاجئ القتيل علي عبد الله عبد النبي وهو شاب في مقتبل عمره من بلدة زالنجي بدارفور ؛ بينما ينحدر اللاجئ إدريس عبد الباقي من إحدى قرى الجزيرة . وأعلن لاجئو مخيم شوشة منذ يوم 26 مايو إضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجاً على سوء معاملة وتعالي عرقي وعنف لفظي من قبل المسؤولين التونسيين بالمخيم . وقال بكري السحيني وهو لاجئ سوداني من إقليم دارفور( ان الأوضاع الإنسانية بالمخيم لا تحتمل السكوت عليها لأي لحظة أخرى؛ وان هذا اليوم جد سيئ علينا (والله يستر )؛ ويرجى العمل من إخوتنا بالخارج على حشد المساعدة و تدخل فوري للمنظمات الإنسانية ) . وقال سعيد سمبو ( ان اللاجئين دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام منذ صباح اليوم ؛ وذلك تعبيرا عن احتجاجهم على ما أبداه الموظفون التوانسة من سلوك فيه التعالي العرقي وسؤ المعاملة والعنف اللفظي عقب أحداث الشوشة ) . وأضاف خميس ياسين (ان السودانيين باشروا الإضراب عن الطعام منذ الصباح حين أطلق التوانسة في المطابخ والمستشفيات ألفاظا تهكمية في وجه اللاجئين الأفارقة) . وصرح محمد عيسى مسئول اللجنة الخماسية للاجئين السودانيين في مخيم الشوشة ان لجنة اللاجئين قدمت إلى مكتب المفوضية ورقة مختصرة تضمنت : الكشف عن عدد القتلى والجرحى الحقيقي من ضحايا أحداث 24 مايو في المخيم ، والكشف عن مصير المفقودين المجهولين .وضرورة إبداء معاملة إنسانية مع اللاجئين في المخيم . وعدم إجبار غير الراغبين في العودة إلى الخرطوم . وضرورة العمل على نقل جميع اللاجئين السودانيين ومن هم من إقليم دارفور المضطرب إلى بلد ثالث فيه الأمان ؛و في أسرع وقت ممكن .مع تأكيده على نية اللجنة في التعاون مع مكتب المفوضية في شمال افريقيا من اجل حل للازمة . ودعا مركز دراسات السودان المعاصر في بيانه بتاريخ 26 مايو تونس التي أطلقت شرارة التحرر في افريقيا الشمالية وأطاحت بنظام رئيسها السابق زين العابدين بن علي ان تكون أكثر التزاما بروح الأخلاق والعدالة وحقوق الإنسان ؛ إذ ان ما يتعرض له اللاجئون الأفارقة في مخيم الشوشة يعد جرحا بالغا لروح الحرية و الكرامة و الأخلاق الإنسانية.