قد يترتب على العودة إلى الحرب في جنوب السودان تكاليف تربو على 100 مليار دولار، وفقا لتقرير جديد يصدر رسميا يوم 25 نوفمبر من قبل ائتلاف من مؤسسات بحثية اقتصادية وسياسية في أوروبا وأفريقيا , بعنوان ” تكلفة الصراع في السودان”، ينشر هذا التقرير المؤلف من 35 صفحة قبل أقل من 50 يوما على استفتاء استقلال الجنوب. ويقدم التقرير، الذي أعدته مؤسسة “فرونتير إكونوميكس لميتد” بدعم من معهد الدراسات الأمنية (اي اس اس) وجمعية التنمية الدولية (سيد) وصندوق “ايجيس”، تحليلا جديدا عن التكاليف الاقتصادية للحرب بالنسبة للسودان وبعض دول الجوار مثل كينيا وإثيوبيا وأوغندا ومصر، بالإضافة إلى تكاليفه على المجتمع الدولي. ويأتي التقرير وسط مخاوف من ان الاستفتاء قد يؤدي الى تصعيد العنف. ويأتي الاستفتاء بعد ست سنوات من اتفاق السلام الشامل الذي تم التوصل إليه في 2005 الذي وضع حدا لحرب أهلية استمرت 22 عاما بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان. وقد راح ضحية هذا الصراع ما يقدر بنحو مليوني شخص في السودان وشٌرِّد نحو أربعة ملايين أخرين في الفترة بين 1983 و 2005. يعترف التقرير بوجود صعوبات في قياس التكاليف المحتملة للصراع في المستقبل. ويقدم سيناريوهات مختلفة – سيناريوهات منخفضة ومتوسطة وعالية المستوى للصراع وسيناريو للسلام – وأيضا نماذج لمسارات مختلفة للنمو الاقتصادي. ويخلص التقرير إلى أنه بينما قد يكون هناك بعض الآثار الإيجابية على المنطقة من إعادة توجيه الاستثمارات من السودان، فإن الدلائل تشير إلى أن الأثر الصافي للصراع سيكون سلبيا إلى حد كبير. وتشمل هذه التكاليف على وجه الخصوص: خسارة السودان 50 مليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي خسارة البلدان المجاورة 25 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي خسارة المجتمع الدولي 30 مليار دولار هي تكاليف عمليات حفظ السلام والمهمات الإنسانية. وبما أنه ما بين 10 إلى 20 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي في السودان يأتي من النفط , فإنه وإذا ما توقفت امداداته مع اندلاع الحرب الأهلية، فإن السودان سوف يخسر على الفور 10-20 ٪ من ناتجه المحلي الإجمالي – أي ما يعادل 6.5 إلى 13 مليار دولار في عام 2011 طالما ظل إنتاج النفط متوقفا. وسوف تكون التكلفة الإجمالية بالنسبة لجيران السودان وخيمة حيث قد تصل إلى 34 ٪ من ناتجها المحلي الإجمالي السنوي على مدى 10 سنوات. ويمكن أن تخسر كل من كينيا وإثيوبيا مليار دولار أمريكي أو أكثر سنويا. وقال ماثيو بيل، المدير المعاون لمؤسسة “فرانتير إكونوميكس” ومقرها لندن، “هذا التقرير يدل على ارتفاع تكلفة الصراع. إنه يعني أنه على الأطراف المحلية والإقليمية والدولية أن تسأل – ‘هل نحن نفعل ما يكفي لتجنب الحرب التي قد تكلف أكثر من 100 مليار دولار وتودي بحياة عدد لا يحصى من الأرواح؟” وقال جيمس سميث، المدير التنفيذي لأيجيس تراست، “من المسلم به على نطاق واسع ان العودة الى الحرب في السودان يمكن أن تتسبب في معاناة إنسانية هائلة. هذا التقرير يجب أن يكون موجها إلى صناع السياسة الذين يشعرون بالقلق أيضا إزاء استقرار الاقتصاد المستقبلي في المنطقة”. وقال كينيث مبييسي من معهد الدراسات الأمنية في نيروبي. “لم يتبقى سوى أقل من 50 أيام على استفتاء قد يغير خريطة أفريقيا. إن هذا التقرير يدل على أنه ليس بوسع السودان أو دول الجوار أو المجتمع الدولي تحمل أي تصعيد خطير في أعمال العنف”.