المتابع لقصص و حكايات مسلسل إختطاف و تحربر الرهائن فى دارفور منذ سنوات ، يلحظ أنّ هناك خيط ما مفقود أو معقود لوائه بجهة ما . و لكنّه يؤشّر بقوّة إلى أنّ هناك شىء ما يحدث فى مكان ما،مازال – للأسف – عصّى فهمه أو تفسيره !. فالمختطفون عادة من ” الملثّمين ” ،يقدمون بكل يسر على تنفيذ عملياتهم فى قلب المدن أو أطرافها التى من المفترض أن تكون محروسة بأعين الدولة و شرطتها و جيشها . و مع إختلافات طفيفة جدّاً فى المظهر ، لا الجوهر ، ينتهى السيناريو – دوماً- بتحرير الرهائن ، دون القبض على المختطفين . و قبل أن يجف مداد الأخبار التى كتبت بها قصّة إختطاف رهينة و تحريرها ، تجىء قصّة أخرى على ذات المنوال، لتؤكّد أنّ البربون لا ينسون ولا يتذكّرون !. بدأت الحدّوتة – قبل سنوات – بعمّال وعاملات الإغاثة من العاملين والعاملات فى المنظمات الإنسانيّة . و نمت بذرة الإختطاف الزقوم ، لتشمل ( غاباتها ) غيرهم من المتواجدين فى الساحة الدافوريّة ، ممّن يقدّمون للمنطقة أعمالاً جليلة ، لا يتستحقّون عليها هذا المصير . و أخيراً دخل الطيّارون الأجانب ” مثلّث برمودا ” السودانى فى دارفور.وهانحن نطالع فى الصحف و وكالات الأنباء ” نقلاً عن مسئولين ” قصّة الطيّار الروسى الذى أختطف بعربة ( تيكو )، ليست بالطبع ” رباعيّة الدفع ” ..و ينجح مختطفوه فى الهروب به أميالاً ، فتلاحقها قوّات الأمن – كالعادة – و تنجح كالعادة أيضاً – فى تحرير الرهينة ،و يفر الجناة إلى ” عوالم مجهولة ” . ولا ننسى أنّ التحرير يتم دوماً دون دفع فديّة ” و لا يحزنون ” للمختطفين . و إن تطلّب الأمر – فى بعض الأحايين – وساطة أو ” تدخّل حميد ” يشرك فيه زعماء قبائل أوغيرهم من ” فاعلى الخير ” . يبدو أنّ مخطّطى و منفذى مثل هذه الجرائم ، يتمتّعون بضعف فى الخيال و يفتقرون إلى الحنكة ،للقيام بمثل هذه الأعمال التى تتطلّب إدارتها نوعاً من الإجتهاد و التنويع و الإبتكار فى السيناريوهات ، فتجىء ” عملياتهم ” فاترة و باردة و مكرّرة بصورة ” نمطيّة ” . وعموماً فهى ” عمليّات قذرة ” تسىء أوّلاً و أخيراً للدولة و هيبتها . و تشكك العالم – المتشكّك أصلاً – فى قدرة الدولة على السيطرة على أراضيها . و إستعداداتها للإيفاء بمطلوبات الحماية . ومن المهم أن يدرك الجميع ، أنّه ما كل مرّة تسلم الجرّة !. ترى متى يوقف العبث بأرواح الأبرياء ؟. ومتى ينتهى مسلسل عمليّات إختطاف الرهائن و تحريرهم دون القبض على الجناة و تقديمهم للعدالة ؟!.