[email protected] هذه أمي .. و نحن نعلبْ .. كانت هانئة تضحك .. في كوخ القش آمنة ترقد .. تحلب عنزتها البيضاء .. تجمع بيض دجاجتها الحمراء .. كانت و كنا جدُّ أمناء .. حتى جاء للكلب أبناء .. تقطع حوافر جيادهم صوت آذان الفجر .. جفلت أمي .. لم تعهد قط ترويعا.. مذ كانت بعد يافعة تلهو .. تعرف أن القتل لن يحدث حتى في الأحلام .. و أن الخوف كل الخوف مصدره من كل مكان .. إلا من بيت السلطان .. أيغتال الحاكم ضحكتها؟ .. و يشعل في العيال النار؟ .. لا .. لا .. أبدا لا يعقل .. الطلقة تسبق إيقاع الساق .. هم يضحكون .. من على صحوات جيادهم .. من وراء اللثمة يقهقهون .. يقهقهون إذ تسقط أمي .. في وقعتها أمي تتخبط .. هل قتلوها؟ لا .. ليتها قُتلتْ .. قالوا إن الطلقة فيها خسارة .. الكلب ادخر الطلقة كي تغتال أبي .. قالت حين أفاقت من غيبوبة .. لا إله إلا الله .. ضلعي يؤلمني و كُسرت سني .. أخذت تتلفت .. هناك .. مكان الكوخ كوم رماد .. تسأل ..أين الراكوبة فيها صغاري؟ .. و حماري؟ هامدة جثته .. حتى دجاجي؟ .. يا أبنائي .. يجيب صراخها غبار .. غبار حوافر جياد السلطان .. لم تدرك أمي حتى الساعة أني –ليس – إلا من بين التسعة حية .. لم تدرك أن الحياة موات .. بين يديها حملت أمي الرأس .. يسكن عينيها دمعة يأس .. تلك ذبابة رجعت عطشى .. وجه أمي صار رماد .. و دمع العين بات جماد.. فالدمعة من عينيها لا تخرج .. لا تتعدى الرمش .. غدا أماه أكبر .. فيخرج من رحمي طفل .. أرضعه حليبا مخلوطا بالثأر ..