استنكرت القوى السياسية جريمة جامعة الجزيرة البشعة. وقال الأستاذ فاروق أبو عيسى رئيس هيئة قيادة قوى الإجماع الوطني إن مسلسل المشاكل التي تواجه طلاب دارفور الجامعيين سنويا من عدم تقيد الجامعات بالقرارات الرئاسية بإعفائهم من الرسوم الدراسية، هذا المسلسل صار مكرورا وممجوجا نتيجة معاناة هؤلاء الطلاب والطالبات جراء ذلك مطلع كل عام. لكن هذا العام أصبح هذا الأمر على غير هذه الشاكلة فإذا قرأنا ما نقلته الأخبار عما جرى للطلاب في جامعة الجزيرة من أن ثلاثة منهم وجدوا مقتولين في نفس الوقت الذي أثيرت فيه هذه المشاكل مع الجامعة التي رفضت التقيد بالأوامر، وفوجئنا بأن ثلاثة منهم مقتولين وملقى بهم في “الترعة” وثلاثة آخرين مفقودين ومكانهم غير معروف، لا يمكن للإنسان أن يفصل بين الأمرين، صحيح أن الأمر تحت التحقيق وتحت ذمة المسئولين لكن لا نستطيع الا ان نقول إن هؤلاء الطلاب فقدوا حياتهم نتيجة إصرارهم على مواصة تعليمهم ولا قدرة لهم على دفع المصاريف. وأضاف: الدولة بكل أجهزتها مطالبة بأن تكشف سر وفاة هؤلاء الطلاب الثلاثة والاختفاء غير المفهوم للآخرين، وألا تتعامل مع هذا الأمر كما عودتنا عليه من تعامل مع قضايا الطلاب الملقى بهم في براميل النفايات والأماكن المظلمة، لا بد من التحقيق وإجلاء الحقائق كاملة. وقال أبو عيسى: السلطة الانتقالية بقيادة د. التجاني السيسي عليها مسئولية وطنية ومباشرة تجاه أهلها في دارفور، ولا بد من أن تعمل من أجل إجلاء الحقائق في هذا الشأن وإلا فإن الاتهامات ستبقى معلقة على رأس كل المسئولين هنا وهناك، وأرواح هؤلاء الطلبة لن نسمح بأن تضيع سدى بل سنعمل وقفة لنوقف معاناة هؤلاء الطلبة. وبالنسبة لقضيتهم في الجامعات فإما أن تكون هناك حكومة مسئولة تلتزم بتعليمهم بدون رسوم الدراسة أو فليقولوا انهم غير قادرين ليستطيع الطلاب ان يدبروا امرهم كما يدبر آباؤهم حالهم مع ظروف دارفور الصعبة. وأضاف: لا بد من كشف أسرار قتل الثلاثة واختفاء الآخرين فالضمير السوداني لن يهدأ له بال الا اذا عرف الحقيقة، فلا تحصل “دغمسة” في الموضوع. وردا على سؤال (حريات) حول دور قوى الإجماع في تشييع الجثامين غداً الأحد بود مدني أكد أبو عيسى أن قوى الأجماع بود مدني سوف تشارك في التشييع مشاركة رمزية تعبيرا عن رفض هذه الجريمة وتضامنا مع طلاب دارفور وقضيتهم العادلة. واستنكرت الأستاذة سارة نقد الله رئيسة المكتب السياسي لحزب الأمة القومي فى تصريح ل (حريات) ما حدث واعتبرته جزء من عنف الدولة وعدم مسئوليتها على مستويين أولا بالنسبة للقضية الطلابية حيث تقوم بكبت الحريات، وثانيا بالنسبة لطلاب دارفور حيث يتم التعامل معهم بمزيد من الاستهداف، وقالت إن طلاب دارفور حالة استثنئاية نسبة للظروف التي يعيشها الإقليم ومعلوم حقهم في المعاملة الاستثنائية في التعليم العالي، وأكدت: نحن في الجامعة الأهلية تقديراً للحالة دارفور لم نطالبهم بالرسوم، مؤكدة أن الدولة عليها تأكيد ذلك الاستثناء وحمايته. وقالت الأستاذة سارة: طبعا الأمن لأن يده مطلوقة ممكن أن يقتل الناس فلا مساءلة ولا دولة مسئولة، ويدهم مطلوقة تماماً لعمل ما يريدون وقبل ذلك قتلوا كثيرون ولم يساءلوا. وبالرغم من أننا في كل مرة نطالب بتحقيق عادل في إطار القضية المعنية ولا يحدث، فإننا لن نمل من تكرار المطالبة بمثل هذا التحقيق الذي يحمل المسئولية للجناة ويقتص للضحايا. وقال الأستاذ كمال عمر الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي ل(حريات): هذا أمر مؤسف، النظام الآن وصل مرحلة من الصلف يتعامل بهذه الطريقة حتى مع المطالبة الطلابية البحتة التي يفترض أن تحل في إطار مؤسسية الجامعات وكفالة الحقوق الأساسية للطلبة، فطلاب دارفور لديهم خصوصية معلومة ومقننة ومنصوص عليها في لوائح الجامعات، ولكن يبدو أن إنسان دارفور مستهدف في كل موقف. وهذا قتل حقيقة بدم بارد، ولو أحصينا الاغتيالات طيلة الفترة التي مضت في حق طلاب ومواطني دارفور نجد الاحصائية متصاعدة بوتيرة عالية جداً هي أقرب إلى التصفيات، هذا النظام لم يكتف بالإبادة في دارفور بل استمر حتى في مدن الشمال يصفي أبناء دارفور بطريقة سيئة. كمسئول عن المكتب القانوني في قوى الإجماع، أقول هذا الأمر يحتاج لوقفة حقوق منا كقوى سياسية على الأقل في الحقوق الأساسية، ولن نترك هذا الأمر يمر بسهولة، سنظل نطرق على ملاحقة الجناة والنظام، فهذا القتل لا يتم بتصرفات فردية وأجهزة الأمن تستند على القوة المخولة لها من النظام والحصانات التي يتمتعون بها فمنسوبي الأجهزة الأمنية فوق القانون، وهذه العقلية تطلق يدهم بهذه الطريقة العجيبة. وأضاف عمر: الوقت الآن بالنسبة لنا كقوى سياسية صار حساساً في الدفاع عن دارفور وإنسان دارفور، والنظام يسوق دارفور لذات مصير الجنوب إذ أنه لم يترك لأهل دارفور شيئا من الانتساب لهذا الوطن وكأنما يقول لإنسان دارفور لا مجال لكم في داخل الدولة السودانية. إننا نؤكد أن هذه تصرفات خاصة لهذه المجموعة الحاكمة وكلنا من قوى سياسية وحركات مسلحة وقوى شبابية وكل قوى التغيير نقول لأهل دارفور إن هذا النظام لا يمثل الشعب السوداني ويجب أن يسقط، وكرر قوله مؤكدا: إن ما يحدث الآن كل نحن بمكوناتنا السياسية نتبرأ منه وقد لمست هذا المعنى من كل القوى السياسية عبر اتصالات عديدة لمسته من حزب الامة والحزب الشيوعي ونحن في الشعبي، كل القوى السياسية لها موقف موحد تجاه هذه الأزمة وسنطرق إحقاق الحق عبر كل الوسائل وسنخاطب الجميع بما فيهم المجتمع الدولي الذي صار له دور مؤثر، وهذا النظام يخاف من المجتمع الدولي ولا يخاف من الله سبحانه وتعالى. هذا النظام باستمرار يؤكد كل حيثيات فقدانه لمشروعيته القانونية والوطنية. وختم بالإشارة لشهداء دارفور بجامعة الجزيرة داعيا لله سبحانه وتعالى أن يتقبلهم شهداء.