اصل الحكاية حسن فاروق احتكار الدراما .. من يوزع الفرص المخرج واحد ، والمنتج واحد، والممثل واحد ، ورقم صفر واحد ، فالمؤكد ان هناك (رقم صفر) هو المسيطر علي مساحات الحركة في الدراما السودانية ، وقد تكون له المسؤولية المباشرة في توزيع الفرص علي فئة محدودة للغاية ، هي التي تتواجد في الدراما التلفزيونية والمسرح ، والاذاعة كذلك ، تلقيت قبل ايام اتصال مهذب من المخرج ابوبكر الشيخ شرح من خلاله وجهة نظره في ماتناولته في هذه المساحة ، مؤكدا معاناته ومعاناة المنتج (الواحد) جمال عبدالرحمن في تقديم اعمال مميزة ، والمعاناة حسب تعبيره وصلت الخسارة المالية ، وهي وجهة نظر لها احترامها بكل تأكيد ، ولكن تبقي الحقيقة رغم المعاناة والخسائر مازال هو المخرج الواحد ولازال جمال هبدالرحمن المنتج الواحد ، ولازال علي مهدي جالسا علي قمة المناصب المحلية والدولية ، ولازال محمد نعيم سعد بطلا لحقب زمنية مختلفة في الدراما ، ولازال السموأل خلف الله مديرا للاذاعة والتلفزيون وليس الهيئة ، وهذه قصة اخري بتفاصيل مختلفة ، فقد خرج علينا الرجل بعد ثلاثة شهور (وهو مشغول) بالعجب العجاب خلاصته (انا مدير الاذاعة والتلفزيون) ، وهو توضيح لفكرة الاحتكار او التمكين ليس في الدراما فقط ولكن علي اصعدة كثيرة . الشاهد رضينا ام ابينا نعيش حالة اعتقال ذهني بأن الموجود علي سطح الدراما الآن هو الواقع الحقيقي للدراما السودانية ، وان الموجودين علي سطحها حاليا هم الافضل والأميز ، واعيد علي ابوبكر الشيخ أن وجود محاولات واجتهادات خجولة هنا وهناك من قبيلة الدراما لايعني وجود تنافس ، ولايعني ان الابواب مفتوحة علي مصراعيها للجميع بميزان واحد للعمل ليكون المعيار في النهاية الكفاءة ولاشيء غير الكفاءة ، فمساحة الحركة للدراميين محدودة للغاية ، وهو امر يتم في تقديري بفعل فاعل ( اغلاق كل الابواب) في وجوههم ، وفتح باب يسع مجموعة محددة تتحرك بإرتياح من محطة لمحطة ومن مسرح لمسرح ، المحظوظ من الدراميين هو الذي يجد نفسه تحت هذه المظلة ، وتعيس الحظ يخالفهم لان مصيره الجلوس علي الرصيف ، والدليل علي ذلك جلوس عدد كبير من المبدعين في عالم الدراما علي الرصيف في الانتظار ، ومنهم من لم ينتظر ولجأ لخيارات اخري بعيدة عن المجال. السؤال الاهم في تقديري ماهو مصير الشباب القادم من الدراميين ؟ الشباب المملؤ رغبة وطموح وكله ثقة في امكانياته وقدراته وقدرته علي احداث نقله نوعية ، فكلية الدراما تخرج سنويا اعدادا منهم وكذا الحال للموهوبين الراغبين في اقتحام المجال من خارج الكلية اعداد لاتحصي ، ماهو المصير في ظل الحصار والاحتكار وضيق الفرص؟