عماد الدين عمر الحسن كلمة عزام ليس بكل هذا الحجم هذه الاجواء والظروف التي يعيشها المريخ واهله في هذه الايام تشبه لي كثيرا تلك التي عاشوها قبل لقاء الترجي التونسي في إياب بطوله الانديه الابطال قبل اربعه أعوام . هو ذات الترقب والتوجس ، نفس الأمل المشوب بالحذر ، وبعض التشاؤم المخلوط ببعض الرجاء . وكان المريخ قد خسر نتيجه مباراه الذهاب بتونس بثلاثه اهداف دون رد ، وكان مطالبا بمعادله النتيجه في الخرطوم ثم البحث عن التأهل بعدها ، صحيح أن النتيجه الان أقل بفارق هدف ، وصحيح أن الخصم نفسه أقل بكثير من الخصم السابق ، ولكن المشاعر تتشابه كثيرا ، والقلق كذلك له وجود . ولا نتمني بحال أن تشبه المحصله الاخيره تلك التي الت اليها سابقتها ، حيث كان التعادل حاضرا في الخرطوم وغادر المريخ البطوله . يقينا ، ودون شك عزام ليس بكل هذا الحجم الذي نتحدث به عنه ، وهو أضعف بكثير من الترجي ومن كل فرق شمال وغرب افريقيا التي واجهناها من قبل ونجحنا في اقصاء بعضها والتفوق علي بعض اخر منها ، وهو أضعف وأقل كثيرا من ان يدخلنا جميعا في كل هذه الربكه ، وكلنا يعلم أننا كنا الأحق بنتيجه مباراه الذهاب ولكننا فقدناها لسبب او لاخر .، وعزام نفسه سيجئ الي الخرطوم وهو خائفا يترقب ،غير مطمئنا لنتيجه الذهاب ولا ضامنا للتأهل للمرحله القادمه ، بل ان مدربه نفسه صرح قبل أيام بأنه يتوقع ان يكون الحسم عن طريق الركلات الترجيحيه ، وهذا العامل لابد من الاستفاده منه قدر المستطاع ، ولن تكون هناك طريقه تثبت هذا الخوف عندهم وتهزهم أفضل من احراز هدف خلال الدقائق العشر الاولي ، فلو حدث ذلك سيضمن المريخ التأهل بنسبه جدا مقدره ، حيث أن لاعبي عزام لايتمتعون بالخبره الكبيره ، وهم في معظمهم حديثي عهد بالتواجد في البطولات الافريقيه ، لذلك نتمني أن يوفق هجوم المريخ في احراز هدف من بدايه المباراه ونتمني من المهاجمين شده التركيز أمام مرمي الخصم ونتمني أن تنتهي ظاهره اهدار الفرص اللعينه هذه بتلك المباراه . قله الخبره هذه ايضا من العوامل التي يمكن الاستفاده منها علي الوجه الاكمل وخصوصا من الجمهور ، حيث الخبره فقط هي التي تثبت اللاعبين وتقويهم علي تحمل صيحات وزئير الجماهير ، ولا أعتقد أن لاعبي عزام قد واجهوا جمهورا من قبل في حجم وقوه جمهور المريخ ، ومن الممكن جدا أن تخرج جماهير المريخ لاعبي عزام عن طورهم وتفقدهم تركيزهم في المباراه وتبث الرعب في نفوسهم الأمر الذي يجعلهم يخطئون ، وحينها لابد من استثمار اخطائهم هذه وتحويلها الي صالحنا . وحتي يستفيد الفريق من تشجيع كل جماهيره ويحظي بمؤازه جميع انصاره من داخل الاستاد لأجل الوصول الي النتيجه التي تحدثنا عنها في النقطه السابقه ، نناشد الاداره أن تخفض قيمه تذاكر الدخول ويا حبذا لو فتحت المدرجات الشعبيه للجمهور دون مقابل ، ونعتقد أن قرارا مثل هذا سيأتي بنتائج أفضل بكثير من قرار حظر التلفزه ، فالفئه التي ستحضر الي الاستاد فقط لانه لا تلفزه للمباراه ستحضر من اجل المشاهده والفرجه ، وهي فئه ليست مستهدفه اصلا ليتم جرها الي الاستاد ،بل المطلوب هو حضور الفئه التي ستشجع وتهتف وتدق الطبول وتوقد النيران وتشعل الحماس ، وهذه الفئه لن يثنيها قرار التلفزه ولو نقلت المباراه علي أثير ألف قناه وليست قناه واحده فليس أقل من تشجيع هذه الفئه والعمل علي زياده اعدادها داخل الاستاد ، فبعضهم قد تعوقه ظروف ماديه وتحول دون حضوره . أما بالنسبه للاعبين فنكرر أنه ليس مطلوبا منهم أكثر من اللعب بمسئوليه ،ولا اكثر من الاداء الرجولي القوي وعدم التخاذل ، فانما ينهزم المريخ دائما حين تغيب الروح ويحضر الاستسلام ، حين تغيب الفدائيه ويحضر انهزام النفوس ، وعلي ذلك نتمني ان يوفق الجهاز الفني في اختيار العناصر التي تتمتع بهذه المزايا لخوض مباراه الرد فهي مباراه عزيمه في المقام الاول ، وهي مباراه لرد الكرامه والاعتبار ، ونتيجتها ستكون في حكم المضمون متي ما أحس اللاعبون بهذا وعزموا علي القيام بواجبهم علي الوجه الاكمل بكل تجرد واخلاص ، فلو كان لهم احساس وغيره علي الشعار سيفوز المريخ دون شك ويتأهل ، وان لم يكن لهم فليذهبوا مباشره بعد المباراه اذا خسر المريخ لاسمح الله ، فالمريخ لايحتاج الي اشباح بدون روح لاتحس ولا تقدر ولا تعرف قيمته . ونختم بما بدأنا به فنقول ، هذا التوتر والقلق الذي يعيشه انصار المريخ واعلامه وادارته وربما جهازه الفني ،لاينبغي ان يصل الي اللاعبين ويجب تحاشي الشحن الزائد الذي يمكن ان يأتي بنتائج عكس المرجوه تماما ، فالتوازن مطلوب ولابد أن يشعر اللاعبون بمسئوليتهم لكن دون ضغط ،لابد ان يعرفوا حجم المهمه الملقاه عليهم ولكن دون توتر ، وفي نفس الوقت لابد ان تصلهم رساله انها مباراه في كره القدم تتحمل الفوز وتقبل الخساره لكن دون ان يقود ذلك الي تخاذلهم واهمالهم ، وهذا التوازن المنشود يتطلب خبرات كثيره في التعامل مع اللاعبين ، ونتمني أن توفق الاجهزه الاداريه والفنيه في ذلك .