عماد الدين عمر الحسن كلمة هزيمة أكثر من مستحقة يا مريخ ..
بعد هزيمة المريخ في عطبرة من فريق الأمل كتبنا مقالا لم يجف مداده بعد ، وقلنا أن من أكبر فوائد تلك الهزيمة أنها ستجعل من لم يعرف حتي الان ، يعرف أن هناك لاعبون لا يستحقون البقاء لحظة واحدة في كشوفات الفريق ، وانهم قد أخذوا من الفرص ما كانت كفيلة بمعرفة حدود قدراتهم وامكاناتهم وليس هناك مجال لمنحهم المذيد من الفرص ، وقلنا لو كانت خسارة النقاط قربانا لذهاب هؤلاء فلابأس من فقدان المذيد من النقاط في سبيل التخلص منهم ، ويبدو أن الجميع قد عرفوا تلك الحقائق ما عدا الجهاز الفني للمريخ الذي قام باشراكهم مرة اخري في مباراة الامس أمام هلال الابيض ليخسر المريخ مرة ثانية بهدفين لم يستطع معادلتهما حتي نهاية المباراة ، وبأخطاء ساذجة ومتكررة من اللاعبين الذين نتحدث عنهم والذين ظلوا يقعوا في نفس الأخطاء وبنفس الطريقة كلما تتاح لهم الفرصة ، وعلي الرغم من ذلك نقول مرة أخري لو كان هذا ثمنا لأن لا نري هؤلاء يرتدون شعار المريخ مرة اخري فلا مانع من الهزيمة الف مرة اخري ، وهي الكلمة التي قالها جمهور المريخ بوضوح وبالصوت العالي في مباراة الأمس وأجبر الجهاز الفني علي اخراجهم من الملعب . وعلي ذكر الجهاز الفني ومديره غارزيتو نقول ، ان اشراك اوكرا في خانة المهاجم الصريح كان خصما كبيرا علي امكاناته وموهبته ، بل كانت خصما علي الفريق حيث كان سيفيد الفريق بشكل افضل لو شارك في الوسط المتقدم وهو المكان الذي تعود أن يشارك فيه علي أن يلعب ديديه كمهاجم ثاني مع عبدو جابر السلبي الأول في لقاء الأمس ، وكانت نتيجة ذلك الفشل الكبير لاوكرا في هذه الخانة . لا نستطيع أن نجزم بأن غارزيتو قصد بذلك أن يحرج اوكرا وكل الذين ساندوه من قبل واستنكروا تفضيل ديديه عليه ، كما لم نفهم ايضا سبب اقحام الباشا البعيد جدا من المباريات الرسمية في هذه المباراة وهذا التوقيت الصعب ، ولكن النتيجه كانت أن المريخ تضرر كثيرا من ذلك ودفع الثمن نقاط المباراة الثلاث . كذلك تحدثنا عن الأخطاء الادارية التي صاحبت عملية ترميم الصفوف خلال فترة الانتقالات التكميليه ، حيث كان الكل يعرف الحوجة الحقيقية للفريق والتي تتمثل في لاعب هداف بالاضافة الي مدافع صريح ، غير أن التسجيلات أتت بديديه ليبري الذي لم يفتح الله عليه بهدف واحد حتي الان ، وهو اصلا لا يلعب في خانة المهاجم الصريح حسب مشاهدتنا له في الدوري التونسي ، كما أتت بمحمد سيلا الذي يفضل المدرب عليه حاليا كل من علي جعفر والريح علي بما يعني أنهم افضل منه في المستوي ، بل حتي عند الحوجة لتقليص الكشف واعارة بعض اللاعبين وقع الاختيار علي اللاعب المجتهد عنكبة أفضل لاعب في مباراة الأمس وصاحب هدف الفوز ، ومرتضي كبير اللاعب المتميز والذي يجيد اللعب في أكثر من خانة ، فيما تخطت المقصلة الريح علي وعلي جعفر ، بل كان من المرشحين للتخلي عن خدماتهم كوفيه واوكرا لولا الظروف المعلومة للجميع . نقول ، مباراة هلال الابيض بالامس قد أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن المريخ لا يملك بدلاء في نصف مستوي الأساسين وهو الامر الذي سيعرضه للخطر الشديد حتي في البطولة الافريقية التي يركز عليها المدرب ، حيث التعرض للاصابات والايقافات وارد وبنسب كبيرة خلال ما تبقي من مراحل البطولة التي يطمح الفريق للفوز بلقبها للمرة الاولي في تاريخه وفي تاريخ الاندية السودانية . أما عن فريق هلال الابيض ، فقد استحق كل التقدير و الاحترام وهو يقدم أداءا رائعا ويلتزم بالانضباط الكامل داخل الملعب ، وقد استطاع أن يستفيد من الفرص التي اتيحت له ويسجل منها هدفين ، كما استطاع بعد ذلك أن يحافظ علي النصر رغم الضغط الكبير الذي تعرض له معظم أوقات الشوط الثاني . أما مدربه شرف احمد موسي فقد كان له شرف أن يكون أول مدرب في الممتاز يفوز علي المريخ في موسم واحد مرتين ومع فريقين مختلفين ، فقد كان يقود مريخ الفاشر في مباراة الاحداث الشهيرة في الدورة الأولي والتي انتهت لصالح السلاطين بهدف حسن كمال . غاية الأمر ، خسر المريخ نتيجة اللقاء وخسر بالتالي ثلاثة نقاط مهمة كانت ستقربه من اللحاق بمنافسه الهلال المتصدر للدوري حتي الان ، ليس هذا فحسب ، بل هو مرشح لفقدان أكثر منها متي احتاج أن يلعب بالبدلاء الذين انكشفوا تماما بعد هذا اللقاء ، ولكن ، وعلي الرغم من كل ذلك فالجمهور مطالب وبشدة بالوقوف خلف الفريق ، وقبل ذلك مجلس الادارة مطالب بمواصلة الاهتمام بالفريق والوقوف علي كل صغيرة وكبيرة واعداد الفريق بالشكل الذي يمكنه من الوصول الي النهائي الافريقي الحلم علي أقل تقدير ان لم يكن الفوز بالكأس ، وهي الحالة الوحيدة التي ستشفع للجهاز الفني وتجعل الجماهير تتناسي مرارة الهزائم داخل القلعة الحمراء . * كلمة أخيرة : حتي الان ، وعلي مدي التاريخ – لم نعرف اسما للفريق الذي لا ينهزم ولا يتعادل ويفوز في كل الحالات .. * اخر كلمة : الهزيمة أفضل امتحان لمعادن الصفوة الحقيقين الذين يزداد تمسكهم بالفريق عند الشدائد أكثر مما يكون عليه عند الفوز .