بدون حجاب خالد عز الدين عدم التلفزة دعوة لاعادة النظر الخبر الذي نشر في هذه الصحيفة قبل ايام عن تهديد الفيفا لهلال الفاشر بخصم ثلاث نقاط من رصيده وهبوطه للدرجة الادني بسبب عدم قدرته علي دفع مستحقات احد نجومه الاجانب الذي تقدم ضده بشكوي وكسبها يؤكد باننا نتعامل باستهتار غريب مع الاقتصاد الرياضي ولا نكترث للتوجيهات الجديدة في عالم كرة القدم المالي والتي تنادي بالاخلاق المالية .. الانضباط المالي في كرة القدم أصبح ملزما في كل شئ بما في ذلك تحرك الاندية ماليا في حدود امكانياتها المعروفة ( دخل المباريات .. الرعاية .. النقل التلفزيوني) ولم يعد مسموحا للاندية ان تقوم بتسجيل لاعبين باكبر من امكانياتها المالية المعروفة . واذا ما تقدم اي لاعب ضد النادي بسبب عدم قدرة النادي علي الايفاء بالتزاماته المادية في العقد فان العقوبات تكون قاسية لان الفيفا يلزم الاندية بعدم التعاقد باكبر من الامكانيات الحقيقية للنادي كما حدث لهلال الفاشر وكما يحدث حتي لهلال السودان والذي يسجل لاعبين بناء علي القدرات الشخصية لرئيسه وليس بناء علي قدرات النادي نفسه .. ويمكن ان نضرب العديد من الامثال والتي يعيشها المجتمع الرياضي واشهرها تسجيل وارغو بحوالي ثلاثة مليون دولار لنادي مهدد بالدلالة في اي لحظة .. من الافضل لكرة القدم السودانية ان تعيش واقعها وتتعامل بحقيقة الدخل فنحن نعيش في كذبة كبيرة .. فكل اندية الدرجة الممتازة مواردها غير حقيقية بقياس كرة القدم العالمية .. فالهلال يعتمد الي حد كبير علي رئيسه في تسيير نشاطه والمريخ يعتمد علي دعم الدولة واهلي شندي يعتمد علي دعم صلاح ادريس والخرطوم الوطني يعتمد علي دعم الامن وهلال الابيض يعتمد علي دعم الوالي احمد هارون …. الخ لا يوجد نادي في السودان يعتمد علي موارده الذاتيه او علي الاقل يتصرف في حدود دخل موارده المعروفة .. ليس هذا فقط ولكن حتي الرعاية والنقل التلفزيوني للدوري الممتاز من خزانة الدولة والاشراقات القليلة التي كانت موجودة في كرتنا السودانية اختفت .. فقد كان التعاقد بين اتحاد الكرة وقنوات الاي ار تي لنقل الدوري الممتاز تعاقد حقيقي .. ورعاية البيبسي كولا للدوري كانت رعاية حقيقية من شركة خاصة .. وبيع حقوق النقل لشركة سما ميديا في المريخ كان حقيقي .. وتعاقد الهلال مع شركة نازو وسامسونج كان اخر الاشراقات قبل ان ينهي الهلال هذا التعاقد في تصرف غريب ليبقي اكبر ناديين جماهيريين بدون راعي رسمي ! فشلت قناة النيلين في نقل مباراة الهلالين لاسباب مادية وستفشل في نقل العديد من المباريات لانها قناة حكومية لا تقوم علي الربح ولا تنقل الدوري علي اساس اقتصادي فهي تعتمد علي وزارة المالية في دعمها ولو كنا في دولة غير السودان لخرجت المظاهرات او لتدخل البرلمان لايقاف بث المباريات ودعم اندية الممتاز من اموال الدولة في بلد يعاني شعبها من رفع الدعم عن الغاز !! الكذبة الكبيرة التي يعيش فيها اتحاد الكرة بالتسويق والنقل التلفزيوني لدوريه يجب ان تتوقف رغم قناعتنا بان الاتحاد الذي يحول اموال (الكورة) للمصالح الشخصية ويتكسب قادته من استثمارات كرة القدم لن يقدر علي قيادة الكرة اقتصاديا ولكننا نتحدث للاجيال القادمة او علي الاقل نحلم بان بدلاء اسامة مجدي معتصم يمكن ان يبدلوا في الفهم الاقتصادي او علي الاقل يتركوا للكرة السودانية اموالها لتستفيد منها ! الان الاتحاد السوداني غير قادر علي اتخاذ اي قرار ضد القناة الناقلة لانها ببساطة هي الحكومة وببساطة اكثر لان الدوري الممتاز منافسة غير ربحية ! ولا يمكن لاي قناة ان تنقل الدوري الممتاز بشكله الحالي ومدنه العديدة ! لو انسحبت النيلين من المشهد فان الدوري الممتاز سيكون بدون قناة ناقلة لكامل مبارياته .. يمكن ان يجد الاتحاد قناة تنقل بعض مباريات الهلال والمريخ .. المشكلة ان الاتحاد لا يطرح فكرا جديدا ويعيد نفس الاسطوانة مع بداية كل موسم ويتحدث عن عروض وفي النهاية يعود للنيلين بعد ان يعود للحكومة ! ونفس الشئ ينطبق علي شركة (سوداني) ولكن بشكل اقل .. فسوداني لا تبذل مجهودا جبارا مثل التلفزيون ولا تتعرض لخسارات يومية كما يحدث في النقل ولكنها تدفع للدوري اكثر من حقه ! او علي الاقل لا تشعرنا بجديتها في حفظ حقوقها والدليل علي ذلك عدم اعتراضها علي انسحاب كل هذا العدد من الاندية وعدم اكمال الدوري وعدم اعتراضها حتي علي عدم نقل المباريات لان سوداني في المقام الاول تريد ان تظهر في شاسة التلفزيون .. هذه امثلة خفيفة لنؤكد بان الكرة السودانية تحتاج الي اعادة صياغة كاملة في مجالها الاقتصادي وبالتاكيد فان الاتحاد السوداني الذي يعجز عن الاجابة علي اسئلة بسيطة ومباشرة حول اموال الفيفا لن يكون قادرا علي الاجابة علي كيفية اعادة هذه الصياغة .