خارطة الطريق ناصر بابكر مباراة الكوكب والحكمة المطلوبة * في تقرير في عدد الأمس من صحيفة (الزعيم)، تناولت ستة خيارات يمكن أن تحدث في المريخ.. خمسة منها تؤدي إلى إستقرار الأوضاع بالقلعة الحمراء وعودة الهدوء من جديد بشكل يصنع مناخاً يساعد ممثل السودان الأوحد المتبقي في البطولات الأفريقية على شق طريقه بنجاح نحو مجموعات الكونفيدرالية. * الخيارات التي تناولتها تبدأ بإستقالة لجنة التسيير الحالية وتعيين لجنة تسيير جديدة فوراً حتى لا يحدث فراغ يصيب المريخ في مقتل قبل مباراة الغد في الدوري الممتاز ومباراة السبت القادم أمام الكوكب المراكشي.. وتنفيذ هذا الخيار عملياً يبقى أمراً غاية في الصعوبة إن لم يكن مستحيلاً لأن الوزير أولاً متواجد خارج البلاد، كما أن التوافق على لجنة تسيير جديدة يحتاج لأسبوع على أقل تقدير ولا يمكن أن يتم بين ليلة وضحاها مع الإشارة إلى أن هذا الخيار يجهض الديمقراطية لأن لجنة التسيير يفترض أن تسلم النادي للجمعية العمومية وليس للجنة تسيير جديدة. * الخيار الثاني يتمثل في إستقالة لجنة التسيير وتكليف الضباط الأربعة بتسيير شؤون النادي لحين تكون لجنة تسيير جديدة وهو خيار غير منطقي أيضاً من الناحية العملية لأنه لا يمثل حلاً للمعاناة التي يعيشها النادي، كما أن كائن من كان لا يستطيع أن يجزم بعدد الأيام التي يحتاجها الوزير لتكوين لجنة تسيير جديدة وبالتالي فإن هذا الخيار أيضاً يجعل الخطر محدقاً بالمريخ. * هنالك خيار ثالث ربما يبدو منطقياً لكنه يحتاج لدراسة قانونية ويتعلق بإستقالة اللجنة وتكوين لجنة طوارئ تكون مهمتها تسيير شؤون النادي في مباراتي الكوكب والتسجيلات على أن تقوم الجمعية في مواعيدها يوم السابع والعشرون من مايو.. والمشكلة في هذا الخيار تظل قائمة لأن التوافق على من يتواجد في لجنة الطوارئ تلك سيحتاج لوقت ليس بالقصير لأن المشاورات في العادة تحتاج لوقت والمريخ لا يملك هذا الوقت. * الخيار الرابع وهو من وجهة نظري الأكثر منطقية ويتمثل في إستمرار اللجنة بتكوينها الحالي مع إضافة بعض المقتدرين مالياً لها لمساعدتها على تجاوز المعاناة المالية مع إجتهاد الدولة أيضاً في دعمها طالما أنها من قامت بتكوينها بشكلها الحالي. * الخيار الخامس هو تمسك اللجنة بالإستمرار وتحمل القطاعات المختلفة لفترتها المتبقية وتقدير ظروف المريخ الذي لا يملك وقتاً لإهداره في صراعات داخلية وهو مواجه غداً بمباراة في الدوري وبعد أقل من أسبوع بأهم مباراة في الموسم وبالتالي المطلوب إلتفاف الجميع حول فريق الكرة القدم وتقديم الدعم المالي والمعنوي بما يساعد المريخ على تخطي الكوكب المراكشي بنجاح والتأهل لمجموعات الكونفيدرالية. * أما الخيار السادس والأخير فيتعلق بتمسك اللجنة بالإستمرار ومضي الإعلام والجماهير قدماً في رحلة الهجوم عليها وملاحقتها بالإنتقادات والشتائم والإساءات والبيانات التي ترسخ للفوضى ووضع الإطاحة بها كهدف رئيسي وهو خيار سيكون ضحيته الأولى والأخيرة هو المريخ والمريخ فقط لأنه يعني ببساطة دخول الفريق مهزوماً من كافة النواحي ومن قبل كافة القطاعات لمباراتي الكوكب غير أنه خيار يؤسس أيضاً لظواهر سالبة خطيرة يمكن أن تدمر مستقبل المريخ لأنها تصيب قيمه وأخلاق منسوبيه في مقتل وهو أمر أعود للتطرق له بتفصيل أكبر في الأيام القادمة. * بالأمس إجتمعت اللجنة وقررت الإستمرار حتى نهاية فترة التكليف ما يعني أن مجموعة من الخيارات التي طرحتها في عدد الأمس إنتفت وبات المجتمع المريخي أمام خيارين.. فإما تحكيم صوت العقل والصبر على اللجنة فيما تبقى من فترتها بعد إحتمالها لأكثر من سبعة أشهر مع دعمها ماديًا ومعنويًا من قبل الجميع سواء الجماهير أو الأقطاب أو الإعلام لتهيئة مناخ إيجابي يساعد المريخ على تخطي الكوكب المراكشي.. وإما تتواصل حالة الإحتقان و(الهياج العاطفي) الحالية وينشغل الكل بالصراع مع لجنة التسيير ليضيع فريق كرة القدم وسط هذه الأجواء ويخسر مباراة الغد أمام الأهلي عطبرة ومباراة السبت أمام الكوكب المراكشي ليكون الكل شركاء في القضاء على الأخضر واليابس بالكوكب الأحمر وفي إنهاء موسم المريخ مبكراً كنتيجة طبيعية لغياب الحكمة وتغييب صوت العقل. * المريخ تخطى واري وولفز النيجيري بالفوز عليه ذهابًا وإيابًا وكان قاب قوسين أو أدنى من الإطاحة بوفاق سطيف ولا يوجد ما يمنعه من إقصاء الكوكب المراكشي حال وضعت القطاعات المختلفة هذا الهدف نصب عينها وتكاتفت من أجل مساعدة الأحمر على بلوغ مجموعات الكونفيدرالية وبإعتقادي فإن الأيام الفائتة أثبتت للجميع أن الهجوم المستمر على لجنة التسيير ضرره أكبر من نفعه وأنه يفاقم الأوضاع سوءاً ويخلق أجواء خانقة يصعب معها تحقيق أي نجاح. * الصبر والحكمة والهدوء والدعم المادي والمعنوي هو أكثر ما يحتاجه المريخ هذه الأيام وعلى أقل تقدير حتى ينتهي فريق كرة القدم من مبارة الكوكب المراكشي الأولى وبعد سفره للمغرب يمكن فتح ملفات لجنة التسيير حتى نضمن أن الفريق سيكون وقتها بعيداً عن هذه الأجواء المحبطة وحتى لا يتأثر بحالة الإحتقان والإحتراب التي تدور.