مساء الأحد 22 يونيو المنصرم، كان موعدنا لإطلاق المشروع الهادف الى إقامة مكتبات عامة في كل بقعة ينجح أهلها في وضع رفوف على جدران غرفة أو أكثر، وتزويد الجامعات والمؤسسات التعليمية بالكتب .. وفي نفس تلك الأمسية كانت هناك مباراة كرة قدم حاسمة بين إيطاليا وإسبانيا، وبالتالي لم يلب نداءنا المئات الذين خاطبناهم.. في العاصمة القطرية الدوحة توجد جمعية «أصدقاء البيئة» يرأسها عالم جيولوجي قطري هو الدكتور سيف الحجري.. رجل يحب السودان وأهل السودان، وسمح بأن يكون مقر الجمعية مركزا لنشاط سوداني ثقافي وفني واجتماعي... ورغم ان السودانيين في قطر سجلوا انجازات مهمة خلال السنوات الأخيرة، منها انه أصبحت لهم مدارس تدرس المنهج السوداني، وصرنا الجالية الوحيدة التي لديها مركز ثقافي (نادي)،.. رغم كل هذا فمقر جمعية أصدقاء البيئة هو مكان التجمع المفضل للسودانيين.. وجهنا نداءات عبر الصحف القطرية للسودانيين المقيمين في قطر لحضور ندوة الأحد تلك ليستمعوا الى الموسيقار الرائع المنصوري (أول من أعطى الساكسفون مكانا لائقا في الموسيقى السودانية غير العسكرية)، والمسرحي الجميل (روحا وليس شكلا) السني دفع الله الذي لو قرر خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، واعتبروا فيها المغتربين مواطنين لهم حقوق دستورية، غير حق دفع الجزية وهم صاغرون، لفاز بأغلبية كاسحة لأن كل السودانيين في قطر يحبونه ويسعدون بوجوده بينهم كان دوري في الندوة هو طرح مشروع المكتبات وتقديم المنصوري والسني للجمهور، وبالتالي كنت في طليعة من وصلوا الى مقر جمعية البيئة التي يعمل فيها شاب دينمو متعدد المواهب وحبوب وجمل شيل اسمه عادل التجاني.. فور وصولي قادني الى خيمة فيها تل من الكتب: هذه مجموعة أتت بها سيدة عربية ولكني لا أعرف اسمها او جنسها، ويبدو أنها سمعت بالمشروع وأتت بنحو (100) كتاب.. لم يكن عدد الحضور كبيرا كما أسلفت بسبب انشغال الناس بمباراة الكرة بين اسبانيا وايطاليا.. ولكن وقبل أن تبدأ الندوة كان عدد الكتب التي وصلتنا قد بلغ نحو (800) كتاب وبنهاية الندوة كنا قد جمعنا أكثر من (1600) كتاب كلها حسنة التغليف ومتنوعة المحتوى: موسوعات، وقواميس وكتب فيزياء وطب وصيدلة ودواوين شعر وأدب أطفال وروايات وكتب تراثية وهلمجرا.. قبل قليل اتصل بي الاستاذ عثمان بشير ليقول ان جامعة قطر تبرعت بمائتي كتاب إضافي فوق تبرعها بعدد مماثل ليلة الأحد تلك.. المجلس الأعلى للتعليم في قطر تبرع لنا بكتب جديدة لنج في مختلف فروع المعرفة.. بالمئات.. ما يفرمل جهودنا حاليا هو البطولة الاوربية لكرة القدم.. تنتهي وننطلق نحن مجددا.. نحلم بأن نجمع من قطر وحدها نحو (10) آلاف كتاب.. لن نطلب تبرعا نقديا ولن تقتصر حملتنا على السودانيين بل سنجعلها روكة بين جميع الجنسيات. خلال الندوة حصلنا على أفكار كانت أهم من «الكتب»: يمكننا الحصول على أعداد هائلة من الكمبيوترات المستعملة من العديد من المؤسسات والشركات العامة والخاصة، حتى تصبح تقنية المعلومات عنصرا مهما في مشروعنا للمكتبات العامة الذي تحمس له نفر من الجنسين حماسا مثيرا للإعجاب.. ولكننا نريد لإخوتنا في كل المهاجر ان يدخلوا معنا في المشروع: اجمعوا الكتب والدوريات وسنتدبر أمر شحنها.. أشكر الاتحاد العام للطلاب السودانيين الذي وعد بتقديم كل عون ممكن لإنجاح المشروع.. وأتمنى لو شكل متطوعون لجنة في الخرطوم لتنسيق عمليات جمع وتوزيع الكتب تحت رعاية بروفيسور قاسم نور والجمعية السودانية للمكتبات والمعلومات.. ولو مارست الجهات الحكومية حركاتها السخيفة بمحاصرة كتبنا بالرسوم والجبايات.. أقسم بالله العظيم ان أمارس بدوري كل أشكال التهريب والتحايل على القانون لإيصال الكتب لمستحقيها في أي ركن في البلاد.. سأغزو الخرطوم بالكتب بعد تشكيل حركة اسمها «العلم والمكاواة»