هذا مثل خليجي يعطي نفس معنى الحشاش يملأ شبكته، او ان الفوز يكون لصاحب المبادرة: من يسبق الآخرين يفوز بالغنيمة.. هذه عودة لاقتراحي الهادف الى إنشاء وتعمير المكتبات في مختلف أنحاء السودان.. في آخر مقال كتبته حول الموضوع قلت إننا جمعنا نحو (30) ألف كتاب، ويسعدني ان أبلغ القراء اليوم بأننا قررنا تجميد المشروع لنحو شهرين.. أتحدث هنا بصيغة الجمع لأنه لم يعد لي «فضل» فيه سوى طرحه، فقد تطوع للعمل فيه عشرات السودانيين في قطر من خلال مظلة المكتب الثقافي للجالية السودانية، وبمؤازرة تامة من السفارة السودانية .. فرملنا المشروع لأنه هد حيلنا وأرهقنا وصار الواحد منا يصاب ب»الطمام» كلما رأى مجموعة من الكتب .. ومن تسبب في الفرملة هي جامعة قطر جزى الله القائمين على أمرها كل خير، فخلال يوم واحد تبرعت لنا الجامعة بسبعين ألف كتاب ومرجع وتحول بعض الأعضاء القيافة في لجنة المشروع الى عتالة وحمالين.. انتعش سوق الشاحنات الصغيرة في قطر بعد ان اضطررنا لاستئجار أسطول منها لنقل الكتب من مخازن جامعة قطر.. وخلال (48) ساعة كانت دار المركز الثقافي السوداني في الدوحة تئن تحت وطأة الكراتين المحملة بكتب الهندسة والعلوم الطبيعية والرياضيات وتكنولوجيا المعلومات والتربية والإعلام والدراسات الإسلامية وعلوم اللغة والاقتصاد والمحاسبة والدوريات المتخصصة وغيرها.. كتب لها شحوم وجضوم .. بعضها تبلغ قيمة النسخة الواحدة منه مائة دولار وكلها بصحة جيدة ولا ينقصها سوى مشاهدتكم الغالية وهي موضوعة على الرفوف. ومن ثم أتوجه بالنداء التالي إلى الجامعات الممولة من الخزينة العامة: نلتزم بتوصيل آلاف الكتب الى أية جامعة تطلبها بواقع (15) ألف مرجع لكل من ست جامعات في هذه المرحلة، وعلى الجامعة الراغبة فيها أن تتولى تخليصها بالحصول على إعفاءات جمركية او تحمل تلك الرسوم.. لن نتعامل في هذا الصدد مع أفراد بل مع الجهة الرسمية في الجامعة المعنية.. وإذا أتتنا استجابة - مثلا - من جامعتين فقط فستنال كل منها نحو (45) ألف كتاب في مختلف التخصصات الأكاديمية.. ولا يعني هذا أننا صرفنا النظر عن المكتبات العامة (الشعبية) ففوق الكتب الجامعية المتخصصة لدينا آلاف الكتب في مختلف مشارب ومسارب الثقافة.. وكلها من النوع الذي لا يمكن ان تعترض عليه أية جهة رقابية مهما كانت متعنتة! في الستينات كانت هناك في الخرطوم مدرسة متوسطة خاصة، وكانت نتائج القبول في المرحلة الثانوية تذاع عبر الراديو، وعاما بعد عام كان المذيعون يذكرون اسم تلك المدرسة مقرونا بعبارة «لم ينجح أحد».. وذات مرة نظمت المدرسة احتفالا بمناسبة نهاية العام الدراسي ودعت اليه وزير المعارف (التربية) وقتها المرحوم اللواء طلعت فريد.. وبعد التحية والذي منه قال طلعت بصراحته المعهودة: عمري ما سمعت إنو في واحد من المدرسة دي نجح .. وعلي بالطلاق السنة الجاية «لم ينجح أحد» أقلبها ليكم طابونة (فرن/مخبز).. هل فهمت الجامعات المعنية مغزى هذه الحكاية؟ إذا لم تبد أي منها رغبة في الحصول على الكتب فإنها لن تبور، وسأوزعها على جهات اتصلت بي سلفا عارضة توفير غرف قراءة في أندية ومبان حكومية، وهناك متطوعون سلفا في الخرطوم لتنسيق هذه العملية. وبعد ان صرت شحاتا محترفا فإن الفترة المقبلة ستشهد عمليات جمع كمبيوترات من مختلف الشركات والإدارات الحكومية، وسأطبق عليها نفس المنطق: من سبق لبق والجهة التي تبدي حماسا ورغبة في استقبال الكتب ستكون لها الأولوية في الحصول على الكمبيوترات. يمكن التواصل معي على البريد الالكتروني: [email protected] أو [email protected] أو هاتفيا: (- 5856061 00974)..