الاذاعة السودانية إحدى الوسائط الاعلامية التي يعول عليها جمهور المستمعين في المدن والارياف فهي تعمل على ربط نسيجهم الاجتماعي والثقافي.. وقد درجت الاذاعة على قيام عيدها السنوي مصحوباً بعدد من الانشطة والفعاليات والجوائز من بينها جائزة «الاذاعي المتميز» التي حصل عليها الاذاعي والناقد الفني والباحث الشاب مصعب الصاوي لهذا العام 2008م. وفي دردشة نهارية خفيفة حدثنا مصعب عن الجائزة بقوله:«هي جائزة دورية سنوية تنعقد كإحدى فعاليات عيد الاذاعة الذي يشتمل على عدة برامج وانشطة من ضمنها هذه الجائزة» وقال: «ان طبيعة هذه الجائزة تقوم على تقديم الأعمال من ناحية مهنية وفق تقارير خبراء برئاسة الاذاعي المخضرم أحمد عبد المجيد»، وان أجمل ما فيها ان الترشيح يتم من القواعد «الاقسام والادارات» التي ينتسب الاذاعي أو المرشح لها وما يميزها انها تجمع بين الوجهين المهني والاجتماعي الذي يحدده قبول الشخص في محيط عمله وهذا جانب مهم لأن العمل الاعلامي يعتمد على الجماعية التي تعني التعامل والانسجام.. وأشار مصعب إلى ان الجائزة هذا العام منحت عن برمجة منوعات تفاعلية لساعة ونصف بمثابة برمجة تذكارية عن الشاعرين الراحلين «مصطفى سند، ومحيي الدين فارس» سميناها «الارواح المتعانقة» لكون انتقالهما للدار الأخرة في شهر واحد «مايو» متزامناً مع عيد الاذاعة.. وقد استفدنا من ارشيف الاذاعة في خلق حوار اثيري افتراضي بين الشاعرين وهما يتحدثان عن بعضهما البعض وكان واسطة العقد بينهما الشاعر الدكتور تاج السر الحسن باعتبار انه عاش مع فارس في حقبة الخمسينيات وشكل مع جيلي عبد الرحمن وال?يتوري وفارس حضوراً ادبياً كبيراً للسودان في الفترة من «1950-1956م» وفي ختام حديثه قال الاستاذ مصعب الصاوي ان الجائزة باسمي ولكنها تمثل كل المشاركين في تلك البرمجة وترمز لجهدهم الكبير فيها ولهم مني جزيل السلام وهم المخرج محمد عبد المنعم خفاجة الذي أعد المادة الوثائقية الخاصة بسند. وصلاح حواية الله معد المادة الارشيفية الخاصة بفارس.. أما القراءات الشعرية للشاعرين فكانت بصوت الشاعر عبد المنعم الكتيابي.. والشاعرة روضة الحاج التي حاورت د. تاج السر الحسن داخل الاستديو.