نفت الحكومة وجود أيِّ تفاوض حالياً بين وفدي السودان وجنوب السودان بشأن النفط، واعتبرت على لسان علي كرتي وزير الخارجية، أيِّ حديث حول اتفاق تم بين الطرفين بشأن عبور نفط الجنوب ضرباً من الخيال، وأكد أن أولوية السودان في الوقت الراهن هي للأمن والمسائل الأمنية، وقال: (حينما يطمئن السودان بأن الجنوب لا يشكل تهديداً أمنياً باستضافة الحركات المتمردة أو دعم المتمردين في جنوب كردفان والنيل الأزرق، حينها سيبدأ التفاوض حول النفط والقضايا الأخرى)، وأضاف بأنّ أيِّ حديث حول أرقام اتفق عليها الطرفان يمثل ضرباً من الخيال. (وكانت وسائل إعلام أكدت اتفاق الطرفين على مبلغ (8) دولارات لنقل بترول الجنوب عبر أنابيب الشمال). ووصف كرتي في تصريحات بمطار الخرطوم أمس عقب عودة الرئيس عمر البشير ووفده من أديس أبابا بعد مشاركته في قمة الاتحاد الأفريقي، وصف لقاء البشير - سلفا بالجيد، وقال إنه مثّل فرصة للنقاش حول القضايا التي تعيق إعادة العلاقات لطبيعتها، ولفت إلى أن الدولتين تنفذان حالياً قرار مجلس الأمن الدولي، وأبان أن مهمة الوسيط الأفريقي هذه المرة أكثر انتظاماً، وجدد تأكيد البشير على أولوية الملف الأمني، وأضاف بأن فريق التفاوض يواصل حالياً بذات الأولوية، واعتبر كرتي أن قمة الرئيسين ستسهم في فتح أبواب الثقة بين الطرفين، لكنها لن تؤثر بأي حال على مسار التفاوض إلاّ إيجاباً وتعزز القناعات بأن القوة لا يمكن أن تكون بديلاً عن التفاوض والحوار، وأكد أن اللقاء سيسهم في تسريع وتيرة التفاوض. وحول قمة البشير - مرسي التي عُقدت على هامش قمة أديس أبابا، قال كرتي إن اللقاء ناقش قضايا في علاقات البلدين كانت قد تأخّرت كثيراً، وأشار للنوايا الطيبة التي أبداها مرسي خلافاً لما كان في السابق حول عزم حكومته الجديدة البداية الجادة في تلك الملفات، خاصةً في مجال الزراعة وفتح آفاق التعاون الأخرى. ووصف كرتي قمة الإتحاد الأفريقي بالناجحة، وقال إنها تمت في أجواء جيدة، ونوّه إلى أنها فتحت المجال أمام الرئيس البشير للقاء عدد من القادة الأفارقة، وأبان أنّ لقاءه مع جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا أمس ركّز بشكل أساسي على أنشطة الشركات والمستثمرين في مجالات التعدين والزراعة ونقل التقانة.