ومن عجائب السودان أن الحديث باسم رئيس الجمهورية بات (لمن يرغب)، ومن غرائبه أنّ المجاهد إسحق أحمد فضل الله كاتب الإنقاذ الأول في زمانٍ مضى ومعارضها فتحي الضو يلتقيان الآن في (خندق واحد) هو خندق تصفية الحسابات مع محمد عبد العزيز مدير سلطة الطيران المدني.الرجلان يلتقيان الآن في ذات الخندق الذي اختبأ فيه الضو من قبل وأخذ يبث سمومه وأكاذيبه دونما وازع أو ضمير، خجلنا لفجاجة المدعو الضو واستسهاله للتوثيق على طريقة (فش الغبينة)، وحمدنا للرجل أنه اتهم مجموعة من زملاء القلم بالعمالة لجهاز أمننا الوطني ولم يصنفها في خانة العمالة لجهاز أمن دولة جارة، وكنا ندرك أنه مهما تطاول المدعو الضو فإنه لن يستطيع كتابة أن بيننا من تم ضبطه يتجسّس على معارضة بلاده المقيمة في تلك الدولة لمصلحة مخابراتها حتى ناله (كفٌ جامدٌ) من أحد الزعامات.. سنعود لهذا الحديث.ولكن ما بال المجاهد إسحق ينشر على الملأ عداءه لمحمد عبد العزيز، ولا يستنكف أن يذهب رشاش أجندته في محاربة الرجل ليصيب مصداقية الآخرين بجهالة تقربه الى أن يكون كاتباً مهرجاً ليس إلاّ، إسحق وبعد أن نصب نفسه ناطقاً باسم الغيب وزعم أنه تنبأ بحادثة سقوط الطائرة قبل أسبوعين، ها هو يتمادى ويُعيِّن نفسه ناطقاً باسم رئيس الجمهورية، (حقو يا عماد سيد أحمد تشوف ليك شغلة تانية).هل يعقل أن يدور جدل في دولة محترمة حول ما إذا كان (الرئيس) تسلّم استقالة وبت فيها أم لا؟، مثل هذا الحديث العقيم يدور حين تنساق الأقلام وراء أجندتها الشخصية، ويغيب الصدق وتتحوّل المعارك إلى وصفات هلامية ونفخ في (قربة مقدودة).الواقع الذي ينكره الجميع بفجاجة وسذاجة وتسطيح وسوء تقدير يقول إنّ محمد عبد العزيز كتب الاستقالة وإسحق لا يدري وتسلمها الرئيس وبت فيها كذلك والرجل لا يعلم، وعاد عبد العزيز لمباشرة عمله بينما الجميع يصرون على رواية مشروخة لا يسندها المنطق ولا تعزز صدقيتها الوقائع، فلنفترض أن الرجل يمثل.. دعونا من هذا الأمر، أين الرئيس وهيبته وكلمته ومكانته فيما تكتبون، هل يستطيع كائنٌ من كان أن يستغفل قيادة الدولة بهذا السيناريو الساذج..؟!هذه الصحيفة يا إسحق فضل الله هي التي انفردت برفض الرئيس للاستقالة، وكان أن عزّز هذا الخبر مباشرة الرجل لمهامه، فمن أين أتيت بالروايات الخيالية التي تنسجها من خيوط الأجندة الخاصة بعيداً عن ما يدور من وقائع وتطورات..؟!اندهشت جداً وإسحق يشكك في أن وفد (الايكاو) وصل الخرطوم ومنح شهادة انتفاء شواغل السلامة الجوية لبلدنا السودان، والمعلوم أنّ الطيران صناعة عالمية بها كثير من الشركاء الأمر الذي يضيق مساحة الكذب والادعاء وخلت أن إسحاقاً يملك من الوثائق ما يؤهله لإحراج الطيران المدني ولكن خاب فألي وسقط الرجل في امتحان المصداقية، فما يكتبه الآن لا يعدو أن يكون ونسة مجالس (مليانة غبائن) ارتضى الرجل أن تمر عبره وهذا شأن يخصه، ولكن لا أعتقد أن من حق إسحق التجني على مصداقية الصحف الأخرى حتى ينتصر لذاته ويخدم حملته الخاسرة، التي قال فيها الرئيس قولته رضي أم أبى إسحق.